الرئيس العماد ميشال عون افتتح المؤتمر الأول للقاء المشرقي: “لقاء صلاة الفطور: لبنان وطن الحوار والحضارات”

برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، افتُتح المؤتمر الأول للقاء المشرقي” تحت عنوان ” لقاء صلاة الفطور، لبنان وطن الحوار والحضارات” الذي ينعقد في فندق هيلتون حبتور، يومي الاثنين ١٤ والثلاثاء ١٥ تشرين الأول، وذلك في حضور دولة الرئيس ايلي الفرزلي ووزير الخارجية النائب جبران باسيل ووزير الدولة سليم جريصاتي ووزير السياحة اواديس كدنيان ووزير شؤون المهجرين غسان عطاالله، ووزير العدل ألبير سرحان والنائب هاغوب بقرادونيان، النائب ادغار معلوف، النائب علي درويش والوزراء السابقين كريم بقرادوني، ابراهيم محمد شمس الدين، الياس حنا، سيادة المطارنة بول صياح، نيفون صيقلي، جورج اسادوريان، عصام درويش، ميشال قصارجي، المونسنيور الدكتور فارس تمس، الأب غريغوريوس سلوم، العلامة الشيخ علي فضل الله، الشيخ وديع الخازن، اللواء شوقي المصري، والسفراء عبدالله بو حبيب، بدر بن محمد المنزلي، كريم بودالي، حسين سنجاري، حمد السعيد الشامسي، عبد العال القناعي، محمد حسن الجابر، اشرف دبور، محمد جلال نيا، والسفير الروسي ألكسندر زاسبكين، والسفير المجري الدكتور غيزا ميهاليي، السفير النمساوي ماريان وربا وسفيرة الدنمارك ميريت جول والسفير الأرمني فاهاكن أتابكيان و السفير الهندي الدكتور سهيل أجاز خان و سفير ​إندونيسيا​ هاجريانتو طوهاري والسفير البولندي برزيموسلاو نيسيووسكي، السفير التونسي كريم بودالي، سعادة القائمة بالأعمال وفاء التييم
وشارك أيضاً في المؤتمر نخبة من السياسيين والمفكرين من لبنان والمنطقة والعالم، وتضمن سلسلة ندوات بحثية وفكرية متخصصة، تعنى بمسائل الحوار والعيش المشترك.

ممثل الفاتيكان
افتتح عريف الحفل الإعلامي ماجد بو هدير المؤتمر الذي ابتدأ بفطور وفاصل موسيقي مع السيدة غادة شبير وتلاه الكلمات الافتتاحية للمتحدثين. فأشار المونسنيور خالد عكشة، رئيس مكتب الحوار وأمين سر لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين في الفاتيكان إلى أن “اللبناني حارس كذلك للبنان الرسالة، رسالةِ التعددية والعيش المشترك والعدالة والمساواة بين المواطنين، على اختلاف اعراقهم وأديانهم وطوائفهم وتوجهاتهم السياسية والحزبية، رسالةِ الكرامة الانسانية وحقوقِ الانسان، وعلى رأسها حريةُ الضمير والحرية الدينية. ويتميّز لبنان، بل يتفرّد، على صعيد المنطقة، باحترام الحرية الدينية بكل تصاريفها، بما في ذلك حريةُ تغيير الدين أو حتى البقاء دونَ دين.” وأضاف: ” لبنانَ كنزٌ للمشرق ورسالةٌ لأهله وللعالم بأسره. في شرقنا الغالي، المسيحي – أيّا كانت طائفته – حارسٌ لأخيه المسلم، والمسلم حارسٌ لأخيه المسيحي، ضِمنَ عَقد وُلد ونما على امتداد مئات السنين.”

المفتي الشعار
أما الشيخ د. مالك الشعار، مفتي طرابلس والشمال فشكر جهد الرئيس عون في جعل لبنان بلدَ حوار الثقافات، والحضارات، والأديان. ليكون لبنان وطنًا ورسالةً ، وليكون كذلك حجر الأساس للسِّلم العالمي. وأكد أن العيش المشترك يعني وجود الآخر لافتاً إلى أن الآخر ليس قاصرا على أتباع الرسالات السماوية، بل حتى أولئك الذين لا يعرفون معنىً للوحي أو للمعجزة: كالصابئة، وعبدة الأوثان، والبرهمية، والزرادشتية، والهندوس، وعبدة النار. والدهريون، وحتى الملاحدة. ولفت المفتي الشعار إلى أن الإسلام قرر مبدأ الكرامة الإنسانية والبشرية، وأن التعدد والتنوع أمرٌ ديني، بل إلهي، وكذلك أكد أن الإسلام ألغى فكرة الأقليات في المجتمع ولو كانوا على عدد أصابع اليد، “لأن سائر من كان معنا في وطن واحد، أو دولة واحدة، فله من الحقوق والواجبات ما للآخر، وهذا عين المساواة والعدل، وتلكم هي مداميك الدولة في نظر الإسلام: الحرية، العدل، المساواة”، مشيراً إلى الوثيقة النبوية في المدينة المنورة.
براون
أما السيد تيلو براون، نائب الوزير الاتحادي لجمهورية المانيا السابق والمدير الإداري لصلاة الفطور الألمانية فتطرق إلى ديباجة القانون الأساسي الألماني مؤكداً أن المبادرة: “المسؤولية أمام الله والإنسان” (Verantwortung vor Gott und den Menschen) هدفها تعزيز الوعي بالمسؤولية أمام الله والإنسان، وكذلك التفاهم بين دول العالم، من خلال التفكير المشترك على الله. يهدف التفاهم الدولي بمعناه الواسع والضيق إلى منع النزاعات وتعزيز السلام والمصالحة. وتابع: الهدف الأسمى لـ “المسؤولية أمام الله والإنسان” هو خدمة الجار. إن مساعدة الأشخاص المعرضين للخطر، وكذلك الفقراء، المحرومين، الجياع، أو اللاجئين، تحظى بأولوية خاصة في هذه المهمة الرئيسية للمبادرة على الصعيدين الوطني والدولي.” وختم قائلاً ” يمكن للبنان، بهيكليته المتعددة الأديان، أن يكون نموذجًا يحتذى به لبلدان الشرق الأوسط ويظهر أنه مع التسامح والبحث عن أوجه التشابه، يمكن أن يسلك طريق سلمي لصالح الناس.”
خوري
الوزير د.رمزي خوري، رئيس اللجنة الرئاسية العليا الفلسطينية لشؤون الكنائس قال إن “المسيحية في الشرق هي جزء متأصل لا ينفصل عن الهوية، مستقبل المسيحيين المشرقيين لا يكون بالإنعزال والتقوقع ولا بالهجرة والاغتراب والاستسلام لقوى الشر والتطرف، بل بالتصدي ومجابهة القهر والظلامية بقوة الإيمان والشهادة، وتعزيز قوى الانفتاح والاعتدال والحوار البناء على أساس حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، بما في ذلك حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية الحضارية العربية.” وأضاف: ” إن قضيتنا الفلسطينية هي قضية الأمة العربية جمعاء وقضية كل احرار العالم، تبقى الهم الأكبر والجرح الدامي النازف في صميمنا جميعاًـ متقدماً من الرئيس عون والشعب اللبناني الشقيق بخالص التحيات والتقدير، مشيراً إلى أن لطالما كان لبنان مثالا ونموذجا للتعايش والأخوة بين كافة مكوناته، وأرضا طيبة تحتضن مختلف الحوارات. وشدد على التأكيد على احترام سيادة الجمهورية اللبنانية ووحدة أراضيها، وكذلك احترام سيادة جميع الدول العربية، وقال: نحذر من استمرار أخطار مخططات التقسيم والشرذمة التي تتعرض لها أوطاننا، ونطلق صرخة من أجل المدينة المقدسة التي تشهد هجمة اسرائيلية غير مسبوقة بدعم أمريكي غير محدود، في سباق مع الزمن من أجل تغيير جغرافيتها وتراثها وآثارها وحجارتها الحية الشاهدة على تاريخها المديد”.
أزبيج
وشدد الوزير تريستان أزبيج، وزير دولة في المجر على أنّ “اليوم، هناك 245 مليون شخص يتعرضون للاضطهاد بسبب عقيدتهم المسيحية، ويُقتل 11 مسيحيًا يوميًا في جميع أنحاء العالم بسبب معتقداتهم المسيحية. إنها لحقيقة أنه في العام الماضي وقعت هجمات إرهابية على 1266 مكانًا للعبادة المسيحية. ونعتبر الاضطهاد المسيحي أكبر أزمة حقوق إنسان في عصرنا.” وتابع: ” عام 2016، وللمرة الأولى في العالم، أنشأنا وحدة حكومية لمساعدة مسيحيي الشرق الأوسط تدعى “المجر يساعد” (Hungary Helps) هذا هو برنامجنا الذي سمح لخمسين ألف شخص على البقاء في منازلهم أو العودة إلى منازلهم. واسمحوا لي أن أقول: لبنان هو رمز الاحتضان. احتضان الناس من مختلف الديانات ووجهات النظر والتفكير؛ هذا الاحتضان يوحّد القلوب المكسورة. ويجب أن أخبركم أن التزام لبنان المثالي والبارز يُلهمنا كثيرا نحن المجريين.”
افرام
ثم توجه الأستاذ حبيب أفرام، أمين عام اللقاء المشرقي ورئيس الرابطة السريانية إلى الرئيس عون قائلا: “نحن نعتبر أن فخامتكم هو الرئيس المشرقي بامتياز، ليس لأنه الرئيس المسيحي الوحيد من اندونيسيا إلى المغرب، بل لأنه بعمق إدراكه أكد على أن الشرق جذورنا وساحاتنا”. وأضاف: “المشرقية هي أن تؤمن بأن هذا الشرق، كما أراده الله، منبت رسالات سماوية وأرض حضارات وثقافات وشعوب واثنيات وقوميات وأديان وطوائف لها كلها الحق الكامل بالحياة الحرة الكريمة على قاعدة المساواة والمواطنة، دون أي تمييز، دون أي غلبة أو تكفير أو الغاء أو تهميش. ” وتابع: “والمشرقية ليست ” حلف أقليات” مطلقاً. هذا تجن في السياسة. إنها حلف قيم ومبادىء مفتوح لكل الناس ولا ينتصر إلا بغلبة هذا النهج في كل المكّونات. أصلا نحن لا نعترف بأن ” أحداً” هو أقلية في الشرق كلنا أبناء الشرق كلنا تاريخه ومستقبله نبنيه معاً. المشرقية لا تطلب حماية أحد، وترفض أي اعتداء لأي سيادة وأي خرق للقانون الدولي. والمشرقية ليست تفتيتاً ولا تقسيماً ولا إنغلاقاً ولا تهديماً للأوطان. بلْ على العكس تماماً.المشرقية هي ضمانة لكل الاوطان ولكل انسان!”

شاهد أيضاً

Chanel في “أسبوع الموضة” في باريس خريف 2025 بين العراقة والتجديد

  بدأت “شانيل” يومها الأخير في “أسبوع الموضة” في باريس بتميّز كبير عن الموسم السابق. …