كتبت ريتا واكيم
في قلب مدينة مونتريال، على خشبة مسرح أندريه غراسيه،
تنفّست الأرواح نغماً وشوقاً، وصدحت الألحان سحرًا أعاد الحضور إلى عصر الطرب الذهبي، حيث كانت الموسيقى رسالة، والكلمة قصيدة، والصوت مرآةً للروح.
في تلك الأمسية، تجلّت أنغام الزمن الجميل من حناجر فنانين لم يكتفوا بالغناء، بل قدّموا فناً صادقًا نابعًا من القلب، يحمل عبق الماضي وسحر الحاضر، ويُحيي ذاكرة لا تغيب عن وجدان كل عاشق للطرب الأصيل.
كوكبة من سلاطين الطرب تألقت في الحفل بدايةً
الفنان اللبناني وسام قمر، بصوته الذي يختزل حنين الشرق ويستحضر أرواح عمالقة الفن.
والفنّان التونسي صابر أحمد، الذي عزف بأوتار صوته على قلوب الحضور، مزجًا بين الرقي والأصالة.
والفنانة الكندية ذات الأصول العربية، غادة درباس، التي سحرت الجمهور بأدائها الآسر وصوتها الذي يفيض دفئاً وإحساساً.
غادة درباس… صوت يخاطب الروح في ليلة لا تُمحى من الذاكرة، كان لي شرف حضور هذا الحفل الرائع الذي أحيته الفنانة المتألقة غادة درباس، التي أثبتت مرة أخرى أن الفنّ الحقيقي لا يحتاج إلى بهرجة، بل إلى صدقٍ وشغفٍ وإخلاص.
كل نغمة خرجت من حنجرتها كانت محمّلة بالمشاعر، وكل كلمة نطقتها كانت تحية للفن العربي في أبهى تجلياته. بدت غادة كأنها تُغنّي لكلّ فرد في القاعة، تهمس له بحنين وتُلامس وجدانه بلطفٍ وأناقة.
لقد أبهرت الحضور ليس فقط بموهبتها الفذة، بل بتواضعها الرفيع، وأناقتها الهادئة، وحضورها الأخّاذ الذي ملأ المسرح بهالة من الجمال والصفاء.
تحية من القلب
شكرًا لكِ، غادة درباس، على تلك اللحظات التي لا تُقدّر بثمن، وعلى الفنّ الذي يلامس الوجدان قبل الأذن.
نتمنى لكِ مسيرة حافلة بالمزيد من التألق، وأن يظل صوتكِ صديقًا دائمًا لقلوبنا، يُضيء ليالي الغربة ويمنحها شيئًا من دفء الوطن.