انخفاض أسعار الشحن ينذر بضعف طلب النفط في آسيا

 

بدأت تكلفة شحن النفط الخام على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى آسيا في التراجع، حيث تسافر الناقلات العملاقة في رحلات أقصر وينخفض الطلب في الصين.

هبطت أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة المتجهة من الولايات المتحدة الأميركية إلى سوق النفط الرئيسية في آسيا بأكثر من 20% منذ أواخر مايو الماضي، بينما تراجعت المكاسب لمسار الناقلات الرئيسي الممتد من الشرق الأوسط إلى الصين بنسبة 57% خلال نفس المدة الزمنية بحسب بيانات بورصة البلطيق. وتبلغ حمولة كل سفينة من هذه السفن حوالي مليوني برميل.

انخفاض الطلب على ناقلات النفط

يتزامن هذا التراجع مع انخفاض الطلب على ناقلات النفط الخام العملاقة في الأسابيع الأخيرة، كما هبط مؤشر القطاع الذي يقيس الحمولة بالطن بالنسبة للميل بصورة حادة، وفق شركة تحليل البيانات “فورتيكسا” (Vortexa). ويقيس هذا المؤشر حجم البضائع المضروبة بالمسافة التي يتم النقل عبرها، مما يوفر إشارات حول حجم استخدام أسطول الشحن العالمي.   

تُشكل تكاليف الشحن الأرخص للسلعة الأكثر أهمية حول العالم تحدياً لشركات تشغيل الناقلات، التي اضطرت للتصدي لتداعيات هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر خلال العام الماضي، بعدما أجبرتها هذه الهجمات على إعادة توجيه مسارها بشكل هيكلي، مع تزايد التكدس في بعض الموانئ الآسيوية الرئيسية. وربما يكون الانخفاض أيضاً إشارة مهمة لسوق النفط الخام بالنظر إلى أنه يدل على ضعف الاستهلاك في الصين (أكبر مستوردة للنفط على مستوى العالم).

أوضحت سيرينا هوانغ، المحللة الرئيسية  لمنطقة أسيا في “فورتيكسا”: “تعرضت أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة لضغط هائل خلال الشهور الأخيرة جراء ضعف واردات النفط الخام من شمال شرق آسيا، لا سيما الصين”. وأضافت أن عمليات تسليم الناقلات العملاقة التي بُنيت حديثاً على مدى السنتين الماضيتين أسفرت عن زيادة كبيرة في المعروض منها.

من المحتمل أن يكون طلب الصين على النفط قد تراجع خلال الشهور الأخيرة، مع استئناف بعض المصافي أعمالها بطريقة أبطأ من المتوقع بعد عمليات الصيانة الموسمية، علاوة على انخفاض المشتريات من الموردين الرئيسيين. وأسفر ذلك التحول عن تراجع عدد الناقلات العملاقة المتجهة إلى الصين لأدنى مستوياته خلال سنتين تقريباً.

تراجع عمليات النقل حول العالم

عالمياً، تسافر الناقلات العملاقة أيضاً في رحلات أقل لمسافات طويلة، إذ هبطت عمليات النقل من الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل إلى آسيا بنسبة 10% و52% على الترتيب، على أساس شهري في يونيو الماضي، بحسب شركة جمع وتحليل البيانات “كبلر” (Kpler). علاوة على ذلك، تراجعت شحنات التصدير من المملكة العربية السعودية -أكبر مصدر للنفط الخام- خلال الشهر المنصرم لأدنى مستوياتها منذ 2015.

ونتيحة لانخفاض الطلب على ناقلات النفط الخام العملاقة حتى الآن؛ حولت ثلاث ناقلات عملاقة على الأقل نشاطها من نقل النفط الخام إلى شحنات الديزل المتجه إلى أوروبا، وفق “كبلر”.

في إطار متصل، توقع بنك “غولدمان ساكس” انحسار الاضطرابات الناجمة عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ما سيسمح بتوافر المزيد من السفن وبالتالي تقلص أسعار الشحن. وأضاف في مذكرة للعملاء أن تكاليف الشحن الأرخص ربما تدعم أسعار الخام المتداول المرتبط بخام برنت بالمقارنة مع سعر خام دبي، الذي ينظر له كمعيار رئيسي لتداولات النفط في الشرق الأوسط.

 

المصدر:بلومبرغ

شاهد أيضاً

الأسعار ترتفع رغم الدولرة وثبات الليرة

كتبت باتريسيا جلاد في “نداء الوطن”: لم تكبح دولرة الاقتصاد اللبناني التحرّك التصاعدي لمؤشّر أسعار …