سفير لبنان في كندا فادي زيادة: نعمل لاعادة ثقة ابناء الجالية ببلدهم
حاورته ريتا واكيم .اوتاوا
بُعيد وصولنا الى كندا ببرهة قصيرة، كان لا بد من زيارة لسفارة لبنان في أوتاوا والتعرف الى سفيرها، بعد ان تراءى الى مسامعنا من ابناء الجالية اللبنانية عن جهوده التي يبذلها ليكون حلقة الوصل بين ابناء الجالية اللبنانية والكنديين من اصول لبنانية في كندا وبلدهم الام لبنان. وفور الاتصال بسعادته تم تحديد موعد بمنتهى اليسر والسهولة.
قصدنا مبنى السفارة اللبنانية في العاصمة الكندية اوتاوا التي تبعد حوالى 200 كم مسافة ثلاث ساعات عن مونتريال في زيارة تعارف ولقاء بالسفير فادي زيادة، بكل حفاوة وترحاب استقبال وكرم الضيافة التي يمتاز بها الشعب اللبناني استقبلنا، في مبنى تراثي شُيد في العام ١٩٠٩ وتم شراؤه في العام ١٩٦٣ ليكون مقر السفارة ودار سكن السفير. وتجدر الاشارة الى انه في العام 2018 تم ترميم مبنى السفارة المبني في العام ١٩١٨ بمبادرة من السفير وبمساهمة من ابناء الجالية اللبنانية في كندا الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم اللازم لسفارة بلدهم التي يعتبرونها قطعة من لبنان في المهجر، لتواكب العصر في الرقمنة والحداثة، حيث جرت اعمال التوسع بالمبنى على مدار عدة سنوات، الى ان احتفلت السفارة بافتتاح المبنى المستحدث، في حفل استقبال أقيم في ٢٦ ايار ٢٠٢٣ بعد الانتهاء من مشروع البناء والتوسيع والترميم الذي تم تنفيذه من خلال مساهمات وتبرعات من ابناء الجالية في كندا، وتمّ خلال الحفل ازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية وتقديم درع تكريمي للمتبرعين كعربون شكر وتقدير لمساهمتهم في دعم السفارة التي تمثل بلدهم الام، بمشاركة فعاليات روحية وبرلمانية.
التقينا بالسفير فادي زيادة في مكتبه في مقر السفارة ليخبرنا عن هموم وشجون وهواجس اللبناني في كندا فأجابنا “ان الجالية اللبنانية هنا تُعتبر من اكبر الجاليات العربية من حيث العدد. فعدد اللبنانيين الكنديين المتحدرين من أصل لبناني او من جذور لبنانية فيها يناهز النصف مليون ويتوزعون جغرافيا على مقاطعات كيبيك، اونتاريو، بريتش كولومبيا، نوفا سكوشيا، والبرتا إضافةً الى العاصمة أوتاوا… انوّه أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين في كندا قد حققوا قصص نجاحات في قطاعات عديدة منها الصناعة والتجارة وعالم الأعمال … وقد بدأت هجرة اللبنانيين الى كندا عام ١٨٨٢”.
وأضاف “يجب علينا إعادة ثقة المغترب اللبناني ببلده وبمؤسّساته وهنا يلعب الإعلام دوراً حيوياً في نقل الصورة من لبنان الى اللبنانيين في الإغتراب وهذا دوركم كإعلاميين، لا سيّما تشجعيهم على زيارة بلدهم والإستثمار فيه، وضخ العملة الأجنبية والدولار مما يساهم في تحريك العجلة الإقتصادية في لبنان في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية”.
واستطرد قائلا: “كعضو في مجلس السفراء العرب في كندا الذي يضمّ ستة عشر سفيراً عربياً معتمداً في كندا، نعمل بالتعاون مع الزملاء السفراء عبر اجتماعات دورية ونشاطات، على توحيد اواصر التعاون بين البلدان العربية وكافة الجاليات العربية الناطقة باللغة العربية”.
وعن إقرار البرلمان الكندي قانون شهر التراث اللبناني الذي عملت عليه النائبة في البرلمان الكندي اللبنانية ليندا مثلج فقد تقرر ان يكون في شهر نوفمبر من كل سنة،و يهدف الى تشجيع الكنديين اللبنانيين على تعزيز تقاليدهم وثقافتهم بمشاركة الكنديين وكَون شهر نوفمبر هو الشهر الذي يحتفل به اللبنانيون بعيد استقلالهم”.
وختم السفير زيادة بالقول: “مشروع مميّز سنعمل على مواكبته كسفارة وكسفير للبنان في كندا، وابواب السفارة مفتوحة لكل مبادرة او مشروع من اللبنانيين خلال شهر التراث اللبناني وكل ما يساهم في تفعيل دور الجاليات اللبنانية في المهجر لا سيما كندا مما يعكس ثقافة وحضارة لبنان العريقة في الخارج”.
وللحديث تتمّة.