مؤتمر اقليمي في قطر للمركز الدولي لعلوم الانسان اليونسكو بيبلوس حول المرأة العربية في القضاء.
أحيا المركز الدولي لعلوم الانسان – اليونسكو، بيبلوس اليوم الدولي للقاضيات واليوم العالمي للمرأة ٢٠٢٣ من خلال رعايته للمؤتمر الاقليمي الذي بادرت الى تنظيمه مديرة المركز – الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد بالتعاون مع كليّة القانون في جامعة قطر وبالشراكة مع مؤسسة كونراد اديناور – برنامج حكم القانون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعنوان “المرأة العربية في القضاء: الانجازات والتحديات”، في ٨ آذار في مبنى كلية القانون – جامعة قطر.
استضاف المؤتمر شخصيات وزارية قطرية وعربية بالاضافة الى كوكبة من النساء والرجال في السلك القضائي العربي، واكاديميين اختصاصيين في العدل والقانون وذلك لتعزيز الاستراتيجية وتمكين المرأة في القضاء.
كانت سعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني – المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أولى المتحدثين في الجلسة الافتتاحية. تلاها عميد كلية القانون في جامعة قطر- الدكتور طلال عبد الله العمادي. ثم كانت كلمة للمجلس الأعلى للقضاء في دولة قطر ألقتها سعادة القاضية الدكتور حصة أحمد السليطي.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية قالت مديرة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد: “إسمحوا لي أن اتوقّف قليلاً أمام منحوتة “سيدة العدل” التي أصبحت رمزاً للعدل في أصقاع الأرض كافة، وفي مختلف الحضارات، تراها في المحاكم وفي قصور العدل، تلك السيدة المعصوبة ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ، والتي ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻴﺰﺍﻧﺎً ﺑﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻯ، تعكس في كل تفاصيل المنحوتة القيم الانسانية، كون ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ يجب ألا تميّز بين الخصوم بل تعتمد ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ، وﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ تحمله هو اليقين بإحقاﻕ ﺍﻟﺤﻖ، أما «ﺍﻟﺴﻴﻒ» ، فهو ﻳُﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺮﺍﺩﻋﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﻲ لتتساوى بعدها كفّتا ﺍﻟميزان وتبقى المرأة، الأم والأخت، والتي مهما قسَت، لن تُبعد معايير الرحمة، إن جازَت، على أن يبقى العقاب رادعًا.
قيمُ العدالة ثابتةٌ إن في عاداتنا وأخلاقنا وإن بقيمنا الاجتماعية والدينية، أي حيث للمرأة مكانتها الريادية.
كل تلك الميّزات تُطابق مواصفات المرأة العربية التي أبَت الانكفاءَ خاصة وأنها ابدعت في كل الميادين، ولن تتراجع عن حقّها في المساواة خاصةً في القضاء شأنها شأن الرجل، فالقدرة والتصميم ليسا عندها موضوع جدل أو نقاش.
وهكذا هذه المرأة وقفت وطالبت هذه المطالب المحقة تزامنت مع نهضة عربية اجتماعية جاءت في زمن العولمة والقيادات الشابة، فتعاونت منظمات دولية وفي مقدمتها منظمة اليونسكو وجمعيات حكومية وغير حكومية، كانت تنظر كلها الى تمكين المرأة، فاستجابت الحكومات وانتصرت عدالة المساواة مزينتا البِشت القطَري مُعلنةً فوز المرأة العربية، والقطرية خاصة، بشرف استلال سيف العدالة.
نحن هنا اليوم في اليوم الدولي للقاضيات، ننظر لهامات لن تكون مجرد قاضيات عاملات، بل نساءً وقفن وأثبتن معرفتهنَ بالحق وعدم التخاذل، شهَرْنَ سيف العدالة لتضعن الحب حيث البغض والمغفرة حيث الإساءة والحقيقة حيث الضلال فيُشرقُ نورُ الحق ليبدّد ظلام القهر على ألا يُفَرِّطن بإحقاق الحق …. فالمرأة العربية ليست ٍمعصوبة العينين في القضاء، بل هي متحرّرةُ الرؤيا والروح التي ستُضفي على القوانين والشرائع عدلاً واستقامة، مع كامل التقدير والاحترام ودون الانتقاص من دور الرجل في ميدان العدالة.
وإذ نشكر المرأة العربية أولاً، والمنظمات الدولية ودولة قطر، على ما نتميّز به اليوم، واسمحوا لي ان اشكر القاضيات العربيات المشاركات اللواتي سيغنوننا بتجربتهنّ ورؤيتهنّ، وجامعة قطر التي أبت إلا أن تكون الشاهد على مؤتمر تحتضنه برمش العين، وإن أنسى كيف لي أن أنسى ثقافة ورقي عميد كلية الحقوق الدكتور طلال العمادي، ومنظمة كونراد اديناور الألمانية بشخص مديرها السيد فيليب بريمير لمواكبتها بالرعاية نشاطات المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو بيبلوس، عسانا نتمكّن من خلال هذا المؤتمر العابق بطيب أرز لبنان، أن نُرسل أسمى مشاعر التقدير والاحترام الى دولة قطر الشقيق” .
كما كانت كلمة للسيد فيليب بريمير مدير برنامج حكم القانون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة كونراد آديناور.
هذا وتناول المؤتمر كل الانجازات التي أنجزتها المرأة العربية في القضاء والتحديات وسبل تخطيها وتجاوزها كما تحدّثنَ القاضيات المشاركات في المؤتمر عن تجربتهنّ في القضاء والتحديات التي تواجه المرأة في العمل القضائي. كما كانت مداخلة للدكتورة دارينا صليبا أبي شديد عن المرأة في القضاء والتشريعات الدّولية.
وفي الختام كانت هناك توصيات سيعتمدها المركز وجامعة قطر لرفعها الى الوزارات المختصة في الحكومة القطرية كما في الحكومات العربية.