حذّر الكاتب البريطاني مارتن جاي في تقرير نشرته قناة “TRT World” التركية الطبقة السياسية اللبنانية من أنّ أزمة الأمن الغذائي ستكون بمثابة الاختبار الأخير لها، متسائلاً عما سيؤدي قرار رفع الدعم-إذا ما اتُخذ- إلى إشعال فتيل ثورة تقدّم لوصول نظام سياسي جديد إلى الحكم.
يرى جاي أنّ لبنان بات قريباً جداً من الفوضى وحالة الطوارئ العسكرية، مشيراً إلى أنّ “البلد الصغير هذا يتجه اليوم نحو كارثة قد تمثّل نقطة التحوّل أمام حصول تغيير جذري”. وعلى الرغم من مرور أشهر من الأزمة، يكتب جاي: “لم تبلغ لعنة لبنان أوجها بعد”، موضحاً أنّ كثيرين يخشون من أنّ اتخاذ حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب قرار رفع الدعم عن بعض المواد الأساسية مسألة الوقت.
ووسط حالة الجمود الحكومي وامتناع السعودية عن مساعدة لبنان وربط واشنطن المساعدات بترسيم الحدود الجنوبية، يتساءل جاي عما إذا كنا سنشهد على ولادة لبنان جديد. ويكتب جاي قائلاً: “يحتاج لبنان إلى نظام سياسي جديد بشكل كامل، نظام علماني يركز على استعادة مصداقيته (لبنان) في العالم (..)”.
وإذ يتوقع جاي سقوط ضحايا، وحتى تسجيل حالات وفاة، نتيجة النظام الفاسد في الأسابيع المقبلة، يكتب قائلاً: “قد يشعل الانتقال إلى مستوى جديد من الأزمة سلسلة أحداث تبشّر بدورها بنظام جديد”.
وفي هذا الصدد، يقول جاي: “قد نشهد في العام 2022 على نظام جديد للانتخابات الرئاسية يلغي النظام المزعج الراهن الذي يتيح للنواب انتخاب الرئيس نفسه (..)”. وعلى الرغم من إقرار جاي بتمسك عدد كبير من اللبنانيين راهناً بأحزابهم السياسية التقليدية، يتحدث عن ولادة مدرسة جديدة تقول إنّ هذا الاتجاه محدود.
توازياً، يذّكر جاي بثورات الربيع العربي التي أشعل فتيلها الشاب التونسي محمد البوعزيزي، محذراً من أنّ حدثاً مماثلاً قد يمثّل شرارة الانطلاق بالنسبة إلى شعب مسلح وعاجز عن شراء كيس من السكر. وفي دلالة إلى خطورة المرحلة الحالية، يكتب جاي: “احتمال حصول ذلك في لبنان مرجح جداً بالمقارنة مع تونس”، وذك في ظل تعدد الطوائف وكثرة الحسابات غير المتطابقة.
وعليه، يختم جاي محذراً من أنّ فرض حالة طوارئ وبسط الجيش سيطرته يُمثّل خياراً جدياً في حال قررت الحكومة رفع الدعم.