جوزيف قصيفي
فيروز ذاكرة لبنان الحلو، الممتد في الزمان والمكان
على بساط احلامنا، والذي يزهر فرحا، متمايلا مع النسائم المتسللة من سحيق اوديتنا.
فيروز بنت مع الرحابنة تراثا غسل ثياب لبنان بماء الدهشة، وفوحها بعطر الياسمين، ونشرها على جبين الدوالي، وغاص في عمق الأسطورة تقدّ من الجبال صوانها، وترسم حدود البطولة الفخردينية، والمقاومة البترائية، على حدود الوطن المصلوب، الباسط يديه المسمرتين، النازفتين على مذابح الشهوات.
“حكيلي… حكيلي”! ماذا ستحكي لك فيروز عن لبنان يا سيد فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون؟.
إنها على الضفة الأخرى منه. تأبطت حنجرتها واغانيها، لفتها في صرة، وانطلقت إلى المحطة، في انتظار القطار الذي سيحملها إلى “كحلون” مختلفة.
تزورها في غربتها، نخاف أن تستبقيك في دائرتها، بعدما استحال الوعد نثارا، وبات الوتر مهشما لا يصدر إلا لحنا جنائزي الوقع، حاني الرأس فوق ذابل الورود المتكئة إلى حوض الزمن المتهالك.
لم يعد ثمة ما يربطنا بلبنان الجميل إلا أغان فيروزية، ندية في ذاكرة الكبار وقلوبهم، وتنتظر إقبال الشباب ليستكشفوا معها روائع هذا الوطن، الذي عبثنا به عبث الطفل بالدمية، فتحطم بأيدينا، وعليها. وعبثا نلهث في لملمة شظاياه.
لم يعد لبنان اخضرا ولا حلوا، سوى في اغاني فيروز…
ما عادت الحرية فيه ايقونة. بل مجرد وجهة نظر.
لم يعد في جباله صوان.
“بتشمس الدني، وبتتلج الدني” ولا نجد من يحب لبنان “تتخلص الدني”، ولو انطلقت الحناجر ، ونطقت الالسنة. حكاية “وطني” الواقف على حدود الزمان لم يعد اغنية فيروزية، بل بطاقة سفر، وقارب بلا شراع تتقاذفه الانواء.
حسنا فعل السيد ماكرون بزيارة فيروز، ليتعرف بلبنان الحقيقي، لبنان الإبداع الذي أنتج بلدا مسكونيا هدمناه بانفسنا ارادتنا، واحرقناه في أتون انانياتنا.
سيد ماكرون.
الخدمة التي تسديها للبنانيين هي نصحهم، بأن يتخلوا عن طموحاتهم ومشروعاتهم، وليعودوا إلى ارث فيروز والرحابنة، ففيه يجدون الوطن البديل… والجميل.
فيروز بنت مع الرحابنة تراثا غسل ثياب لبنان بماء الدهشة، وفوحها بعطر الياسمين، ونشرها على جبين الدوالي، وغاص في عمق الأسطورة تقدّ من الجبال صوانها، وترسم حدود البطولة الفخردينية، والمقاومة البترائية، على حدود الوطن المصلوب، الباسط يديه المسمرتين، النازفتين على مذابح الشهوات.
“حكيلي… حكيلي”! ماذا ستحكي لك فيروز عن لبنان يا سيد فرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون؟.
إنها على الضفة الأخرى منه. تأبطت حنجرتها واغانيها، لفتها في صرة، وانطلقت إلى المحطة، في انتظار القطار الذي سيحملها إلى “كحلون” مختلفة.
تزورها في غربتها، نخاف أن تستبقيك في دائرتها، بعدما استحال الوعد نثارا، وبات الوتر مهشما لا يصدر إلا لحنا جنائزي الوقع، حاني الرأس فوق ذابل الورود المتكئة إلى حوض الزمن المتهالك.
لم يعد ثمة ما يربطنا بلبنان الجميل إلا أغان فيروزية، ندية في ذاكرة الكبار وقلوبهم، وتنتظر إقبال الشباب ليستكشفوا معها روائع هذا الوطن، الذي عبثنا به عبث الطفل بالدمية، فتحطم بأيدينا، وعليها. وعبثا نلهث في لملمة شظاياه.
لم يعد لبنان اخضرا ولا حلوا، سوى في اغاني فيروز…
ما عادت الحرية فيه ايقونة. بل مجرد وجهة نظر.
لم يعد في جباله صوان.
“بتشمس الدني، وبتتلج الدني” ولا نجد من يحب لبنان “تتخلص الدني”، ولو انطلقت الحناجر ، ونطقت الالسنة. حكاية “وطني” الواقف على حدود الزمان لم يعد اغنية فيروزية، بل بطاقة سفر، وقارب بلا شراع تتقاذفه الانواء.
حسنا فعل السيد ماكرون بزيارة فيروز، ليتعرف بلبنان الحقيقي، لبنان الإبداع الذي أنتج بلدا مسكونيا هدمناه بانفسنا ارادتنا، واحرقناه في أتون انانياتنا.
سيد ماكرون.
الخدمة التي تسديها للبنانيين هي نصحهم، بأن يتخلوا عن طموحاتهم ومشروعاتهم، وليعودوا إلى ارث فيروز والرحابنة، ففيه يجدون الوطن البديل… والجميل.
مصدر النشرة