وانطلقنا في الحلقة الاولى من برنامج شخصيةUP مع ريتا الذي يستضيف مساء كل خميس عبر تطبيق انستغرام مباشرة على صفحة موقعنا ضيف مميز من شتى القطاعات
ضيف الحلقة الاولى هو مرجع موثوق في السينما والاعلام ترك بصمته في اكثر من مهرجان ومكان، سام لحود الرئيس المؤسس لمجتمع بيروت السينمائي ورئيس مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة
في حديث دسم وشيق حول قضايا المجتمع ، المرأة والشباب ، الاعلام والسينما لا سيما نظرته حول ادارة الازمات وكان لنا هذا اللقاء
١- بدايةً انطلق من الخلفية الغنية التي تجمع ما بين السينما والاعلام كم كان لهذا المزيج من تأثير على مسيرتك ونجاحك وصقل شخصيتك لتجعل منك ما انت عليه اليوم ؟
في الحقيقة بدأت حياتي مع الفن في الموسيقىوالتصوير الفوتوغرافي، فقد درست الموسيقى لفترة طويلة وعلمت مواد السولفاج والغيتار، كما امتهنت التصوير لعدة سنوات، ثم انتقلت إلى الجامعة لدراسة المسرح، ثم اضطررت للإنتقال إلى المرئي والمسموع والسينما، لعدم وجود العدد الكافي من الطلاب لفتح صفوف المسرح.
وفي العام 1998 ابتدأت حياتي في التعليم، من المدرسة إلى الجامعة، وبينما كنت أعلم مواد المسرح والسينما، أنهيت ماجيستير في كتابة السيناريو، وأخرى في الإعلام وتحديدا في قانون الإعلام. كما تابعت بعض الدورات التدريبية في لوس أنجلس في إدارة الممثل.
هذا المزيج من الثقافة الفنية، الموسيقية والمسرحية مع السينما والإعلام أعطتني هامش واسع للتحرك في خفايا وزوايا هذا الإختصاص، كما أعطتني المزيد من الثقة في خياراتي العملية.
٢- تطرقت في اعمالك لقضايا المرأة تحديدا من خلال الفيلم الروائي “وينن” من كتابة جورج خباز الذي حاز على ترشيحات وجوائز عالمية ومثل لبنان في الاوسكار ، هل اخترت انتاج هذا الفيلم لانك تؤمن بدور المرأة الرائد في السينما غير السلعوي وكشريك مساوٍ في المجتمع مما دفعك الى تأسيس مهرجان بيروت لسينما المرأة ؟
أعتقد أن تأثير التربية التي تلقيتها من والدتي في المنزل، والمثال التي رسمته أمامنا هو ما حضّرني فكريا وثقافيا وإنسانيا لهذه الخيارات في ما يتعلق بموضوع قضايا المرأة.
إن فيلم “وينن” كان له تأثير مباشر بموضوع “المرأة في السينما”، بالرغم من أن ذلك حصل بالصدفة، فعندما طرح علينا الفنان والصديق جورج خباز قصة فيلم وينن، من نافذة إنتاج عمل لتكريم أنطوان ولطيفة ملتقى، وإحياء قضية المخفيين قصرًا، تلقفنا الفكرة بحماس كبير، وقامت جامعة سيدة اللويزة بدعم إنتاج الفيلم، وقمت بإنتاجه مع زميلي نيكولا خباز. ولما انطلق الفيلم مشاركاً بالعديد من المهرجانات الدولية، أكثر من ثلاثين مهرجان، إكتشفت تلك الحركة العالمية لإعادة التوازن الجندري في السينما، ومن هناك بدأت العمل مع زملائي في “مجتمع بيروت السينمائي” على مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة.
٣-تستوحي افكارك من معترك الحياة وواقع مجتمعاتنا الشرقية مثلا في الافلام القصيرة التي قمت بانتاجها Girls for a change تعالج من خلاله قضايا الشباب والشابات هل لانك واثق وداعم للطاقات الشبابية وقد نلت جائزة Social Economic Award عن فئة تمكين الشباب Youth Empowerment؟
إن وجودي في مجال التعليم منذ 25 سنة يحتم علي التواجد معظم الوقت بين الشباب والشابات، أعتقد أن هذه نعمة كبيرة، أن تستطيع المحافظة على مقاربة الشباب للحياة، وهذا التواجد الدائم بين الشباب يدفعنا للعمل دوما على تحفيذهم ومساعدتهم على وضع المدماك الأول للإنطلاق في حياتهم المهنية. من هنا أتى شعار مهرجان جامعة سيدة اللويزة الدولي للأفلام “قوة الشباب” وهذه الجائزة إستحقها كل فريق العمل وليس شخصا واحدا.
٤-شاركت في مهرجانات دولية وانت كذلك عضو في عدد منها :مهرجان الفيلم اللبناني في كندا ، وتمثل الشرق الاوسط في مهرجان دبلين السينمائي بالاضافة الى مهرجان موناكو الخيري للافلام وMentor Arabia هذه الثقافة التي اكتسبتها من الخارج ماذا اضافت اليك وماذا تعلمت منها؟
العمل والتواجد في المهرجانات الدولية يعطينا فرصة دائمة للقاء الكثير من الناس من كل أنحاء العالم، ممن نعتقد أنهم مختلفون عنا، وتسمح لنا السينما أن نكتشف هذا التقارب بين الناس والحضارات وتزيد فينا الإنفتاح على الآخرين، وتقبل هذا الإختلاف. كما ساهم بزيادة فرص التعاون مع زملاء في القطاع على الساحة العالمية.
٥- كونك استاذ محاضر اول في الدراسات الاعلامية وقانون الاعلام والاخلاقيات المهنية كيف تقيّم اليوم الاداء الاعلامي على الساحة في ظل فورة المواقع الالكترونية منها من يديرها اشخاص غير متخصصين او مؤهلين ومع جائحة الاخبار الكاذبة Fake News التي تنتشر كالوباء على وسائل التواصل الاجتماعي وهي برأي الجميع اشد فتكاً من كورونا ؟ هل توافق على “احتلال المنابر” من غير المتخصصين بالاعلام هذا ما ذكره الزميل الاعلامي فادي شهوان في مقابلة مع الصحافية جويل عرموني من جريدة الديار بعيد نيله جائزة الاعلامي الموضوعي لعام ٢٠٢٠ : لا يجوز ان يكون الاعلامي المتخصص في الاعلام عاطل عن العمل وغيره من غير المتخصصين محتل المنابر ؟
هذا الموضوع مؤلم للغاية وخطير، الإعلام هو محرك المجتمع، وله تأثير قاتل في حال استعمل لغير الخير العام؛ أنا طبعا مع الحرية المطلقة بالتعبير عن الرأي، وأرفض كل أشكال الرقابة، ولكن كما يقول الرئيس عون “سقف الحرية هو قول الحقيقة” وإن استبدال كلمة رقابة بكلمة “مسؤولية” تغنينا عن الكثير من النقاشات غير المجدية. قول الحقيقة والمسؤولية، تلك هي المعادلة الذهبية.
من خلال عملي ومراقبتي، اكتشفت أن الكثير من الإعلاميين لا يعرفون شيئاً عن القوانين وعن أسس العمل بالشأن العام، وكل ما يقومون به هو خدمة الأجندة التي يفرضها ممول الوسيلة الإعلامية، وهذا أسوأ أنواع القمع، يمارسه الإعلام على الفكر المتنوع، وتحت شعار الحرية الإعلامية، يقوم بنشر دكتاتورية الفكر الواحد، ويقمع كل من هو مختلف.
على الإعلاميين إستعادة الإعلام من قبضة رأس المال، والضغط باتجاه إصدار القانون الجديد المحتجز في مجلس النواب منذ 2008، وعلى تفعيل عمل المجلس الوطني، وانهاء وصاية الدولة، وإدارة شؤون الإعلام على أنواعه تحت سقف الحقيقة، والمواثيق الدولية والإنسانية والقانونية، وتحويل الإعلام من إعلام السياسيين ورأس المال، إلى إعلام الحقيقة والسلام.
– حول أهمية بقاء أو إقفال تلفزيون لبنان:
أنا أعتقد بأن لتلفزيون لبنان دوراً كبير اً في التأسيس لعمل إعلامي علمي محترف، ويمكنه أن يكون التلفزيون النموذج ، ولكن عوامل عدة منعته من القيام بهذا الدور. أعتقد أن إدارة حكيمة للتلفيزيون يمكن أن تنقله إلى مكان آخر، أكثر إنتاجية، ومركزا للإبداع الشبابي.
٦-على هامش كورونا ماذا تعلمت منها في كيفية ادارة الازمات وتخطيها؟
ذكرتنا الكورونا بأولويات الحياة، العائلة والأصدقاء، علمتنا التضامن والتعاون ودعم بعضنا البعض، والعودة إلى الذات.
٧-من من الفنانين اثر بك شخصياً خلال مسيرتك في السينما؟
بين السينما والمسرح إلتقيت بالكثير من الذين أثروا بي : أذكر العديد من المؤثرين ، وليس شخصا واحدًا: سعيد عقل عرفته لسنوات عن قرب، موريس عواد أعتبره أب فكري ووطني، ريمون جبارة، أنطوان ولطيفة ملتقى، جورجيت جبارة، وفاء طربيه، جوليا قصار، إميل وروزماري شاهين، جورج خباز، تقلا شمعون وغيرهم. كل منهم ترك بداخلي الكثير من الحب والأمل والإنسانية.
٨-اي عمل من اعمالك هو المحبب اكثر الى قلبك ؟
مسرحية أناديك، مسرحية موسيقية حول آلام وقيامة المسيح، مع نقولا الأسطا، تأليف موسيقي لجهاد زيدان، والتي أنتجتها وأخرجتها عام 2011 كانت وتبقى الأقرب إلى قلبي.
٩-اخيراً اخبرنا عن مشاريعك القادمة ؟
أعمل الآن على إنتاج فيلم طويل جديد، وعلى كتابة مسلسل تلفيزيوني، على أمل أن يتم إنتاجه؛ كما أعمل كالعادة مع أصدقائي وزملائي على تنظيم الأنشطة السينمائية والمهرجانات السنوية التي نعمل عليها.