درب الجبل اللبناني

 

” مشي لتحمي…” عنوان يختصر نشاطنا اليوم، نمشي للحفاظ على طبيعتنا، صحتنا وشبابنا، نمشي لحماية تراثنا، نمشي لنستمدّ القوة من أغصان الاشجار والحرية المطلقة من العصافير، نمشي لنتعلًق بتراب الارض ونتجذّر بها مثل جذور أشجارها، نمشي لنمجّد الخالق بما أنعم علينا.”

هذا ما قاله النائب العميد شامل روكز في رحلة المشي التي نظّمتها جمعيّة “درب الجبل اللبنانيّ” ضمن رحلتها السنوية من كفردبيان الى فاريا وبالتعاون مع بلدية فاريا.

وأضاف النائب العميد روكز:” انا فخورٌ ومسرورٌ بأنني مشيت اليوم مع “جمعية درب الجبل اللبناني” خاصةً بوجود مجموعة مهمّة من الأجانب من مختلف الاعمار والبلدان ، ومن المهمّ أن يعشق كل شخص منا أرضه ويكون فخور بجذوره وشدّد أنه سيمشي على ايقاع جميع الناس.”

واعتبر أن :” الحياة تبدأ بخطوة، والخطوة تصبح مسار، والمسار يصبح درب، ودرب الجبل اللبناني هو حياة جديدة للبنان ولشعب لبنان، هو أشبه بالحلم، حلم كل لبناني أن يتوحّد ولو لمرة واحدة على مسار 470 كلم، وبالتالي توّحد 76 بلدة بكل ما تتضمن من ساحات وكنائس وجوامع ومدارس ليأكّدوا أن لبنان هو أكبر من الانقسامات والمزاريب الطائفية والحزبية الضيقة.

وأكمل النائب روكز: “يذكّرني نشاط “مشي لتحمي” بأيام الجيش اللبناني، بالمؤسسة اللبنانية الوحيدة التي تجمع كل اللبنانيين على مساحة كل لبنان، تماماً كما كل المشاركين في هذا النشاط، القادمون من كل أطراف لبنان لحماية أرضهم وتقديسها وزيادة التعلّق والتجذّر بها. فكل مشترك حمل معه كنوز جمعها من كل خطوة من خطواته بارادته الصلبة وعنفوانه وتعبه وعزمه لان القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية بل من الارادة التي لا تقهر.

نلتقي اليوم وكل واحد منكم حامل قطعة من كل منطقة سار فيها: ” راجعين من مرجعيون حاملين امتداد خضار سهولها، من حاصبيا مدينة الزيتون، من قلعة الاستقلال في راشيا، من محمية ارز الشوف وغابة ارز الباروك، من أعالي فالوغا، من آثار وتراث المتين العريق، من احراج وينابيع بسكنتا، من مغارة وشلالات أفقا، من صخور العاقورة، ومن محمية أرز تنورين، من ارز الرب في بشرّي ، من محمية حرش اهدن، من عذوبة مناخ القبيات ومن بساتين عندقت…

وأضاف : ما أجمل ان تكون نقطة الالتقاء اليوم في قلب لبنان النابض، بجرود كسروان المفعمة بالحياة، بوديانها، بجبالها وصخورها .”

وذكر النائب روكز بقول ابن سينا:” مسكنات الاوجاع هو المشي الطويل” وفعلاً المشي والرياضة هما من أهم علاج لمعظم الامراض النفسية والجسدية، وعندما ينعم علينا الخالق بهذا الدواء الطبيعي كيف يقدر البعض أن يخرّب جمالها بالكسارات ويقتل مخلوقاتها الطبيعية بالصيد؟”

وأشار العميد روكز :”يصادف لقاءنا اليوم ذكرى الحرب الاهلية اللبنانية، من 44 سنة كان شبابنا مشحونين بالطائفية والمذهبية والانقسامات الحزبية والسياسية، غير مبالين بالقضية الاكبر وهي اعادة بناء لبنان ولملمة جراحه. وجودنا اليوم يعطي بصيص امل، فهناك شبّان وشابّات يتمرّدون ويتحرّرون ويمشون للدفاع وحماية أرضهم. المطلوب من الاهالي تحفيز وتشجيع اولادهم على الرياضة والمشي بالطبيعة والابتعاد عن كل آفات المخدرات والافراط بشرب الكحول، فالمطلوب التعلق بالحرية والهواء النظيف.”

واختتم العميد روكز بقولٍ للناشط الاميركي هنري ثورو المعروف بتعلقه بالطبيعة :” في اللحظة التي تبدأ قدماي بالمشي، تبدأ الافكار في رأسي بالتحليق” … أتمنّى لكم أن تمشوا أكثر فأكثر، لتتحرروا أكثر ولتحلّقوا أكثر…”

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

ناسا ترصد حقل غامض على المريخ

هلا كندا – وكالات – تمكنت مركبة كيوريوسيتي التابعة لوكالة ناسا، أثناء بحثها عن علامات …