ثمانية نواب من أصل عربي في مجلس العموم الكندي الجديد

التحق ثلاثة نواب جدد من أصل عربي بمجلس العموم الكندي بعد فوزهم بمقاعد في الانتخابات العامة التي أُجريت يوم الاثنين الماضي.

 

وبإضافة هؤلاء النواب الليبراليين، يُصبح عدد النواب المنحدرين من العالم العربي ثمانية نواب، سبعة منهم من حزب رئيس الحكومة، الليبرالي مارك كارني وواحد من حزب المحافظين الكندي.

 

وهؤلاء النواب هم : الليبراليون أحمد حسين (دائرة يورك ساوث ويستون إيتوبيكو الانتخابية) من أصول صومالية، راشيل بن ديان (أوترومون)، عبد الحق صاري (بوراسا) وهما من أصول مغربية، فيصل الخوري (لافال-لي زيل) من لبنان، فارس السعود (ميسيساغا سنتر) من أصول فلسطينية، كريم برديسي (تاياياكون-باركديل-هاي بارك) من أصول مصرية، لينا متلج دياب (هاليفاكس ويست) وعن حزب المحافظين زياد أبو لطيف (إدمونتون مانينغ) وكلاهما من لبنان.

 

وعند حلّ البرلمان الأخير كان عدد النواب المنحدرين من العالم العربي ستة نواب ، وبصفة عامة، أوضحت دراسة نشرتها هيئة الانتخابات الكندية (Elections Canada) أنّ ’’في [الانتخابات العامة لِعام 2021]، كان 18% من المرشحين ينتمون للأقليات الظاهرة. ومن بين حوالي 300 مرشح، تمّ انتخاب 53، وهو ما يمثل 15,7٪ من مجلس العموم

أشخاص يحملون لافتات داخل قاعة.

أُعيد انتخاب زياد أبو لطيف (وسط الصورة) لولاية رابعة في دائرة إدمنتون-مانينغ الانتخابية.

زياد أبو لطيف، حزب المحافظين

حافَظَ زياد أبو لطيف على مقعده في مجلس العموم بعد أن أعيد انتخابه للمرة الرابعة في دائرة إدمنتون-مانينغ (ُEdmonton Manning) الانتخابية في مقاطعة ألبرتا. وانتُخب للمرة الأولى في عام 2015 تحت راية حزب المحافظين.

 

وفي حديث مع راديو كندا الدولي عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات قال هذا النائب المولود في قرية عيحا في البقاع اللبناني والذي هاجر إلى كندا في عام 1990 إنّ النتائج التي حقّقها في دائرته ’’تجاوزت توقّعاتنا. هذه هي حملتي الفيدرالية الرابعة، وكنا مُنظَّمين ومستعدين للغاية بفضل فريق المتطوّعين. ولا شيء يمكنه أن يتفوّق على العمل الجاد‘‘ـ كما قال.

 

وحسب النتائج الأولية، فقد فاز السيد أبو لطيف بـ53% من الأصوات المعبّر عنها في دائرته. ويمثّل هذا زيادة بـ12 نقطة مئوية مقارنة بانتخابات 2021 حيث فاز بـ41% من الأصوات ، وأكّد زياد أبو لطيف أنّه خلال الحملة الانتخابية وأثناء جولات طرق أبواب منازل الناخبين كانت انشغالاتهم تدور حول القدرة الشرائية ’’التي تدهورت خلال العشر سنوات الأخيرة [من الحكم الليبرالي]‘‘

اهتمامات الناخبين كانت تدور حول تكاليف المعيشة، والاقتصاد، والسكن، والأمن والسلامة في الشوارع وكذلك مستقبل كندا في ظل الوضع الاقتصادي الذي نمر به.

نقلا عن زياد أبو لطيف، النائب المنتخب في دائرة إدمونتون مانينغ (ألبرتا)

 

وأضاف أنّ حتى الشباب أكّدوا له ’’استحالة شراء منزل وأنّهم لا زالوا يقيمون مع أهلهم‘‘ رغم قربهم من سنّ الثلاثين ، ’’أخبرني أحد الشباب وهو يبلغ من العمر حوالي 28 عاماّ أنّه رغم دخله الجيد هو وزوجته إلّا أنهما لا يستطيعان تحمل تكلفة شراء منزل بنصف مليون دولار.‘‘. وأضاف :’’نحن نتحدث عن إدمونتون وليس عن فانكوفر أو تورنتو حيث أسعار المنازل تتجاوز المليون دولار.‘‘

 

وعن النتائج التي حققها حزبه حيث جاء في المرتبة الثانية وفاز بـ144 مقعداً في مجلس العموم ، يقول زياد أبولطيف إنّك ’’ قد تخسر قد تخسر مقعداً بصوت واحد. والأمر لا يتعلّق فقط ببرنامجك بل في بعض المرات قد يكون بسبب تنظيم الحملة أو حتى الطقس لأنّ التصويت الشعبي للحزب في تزايد‘‘.

 

وفاز حزب المحافظين بـ41% من التصويت الشعبي وهي أحسن نتيجة يحققها المحافظون منذ عام 1988 ، ومن جانبهم، فاز الليبراليون بـ168 مقعداً، ما يسمح لهم بتشكيل حكومة أقلية. وينتقصهم 4 مقاعد للحصول على الأغلبية (172 مقعداً).

 

وعن مستقبل زعيم حزب المحافظين بيار بواليافر الذي خسر دائرته الانتخابية التي مثّلها لأكثر من 20 سنة، يقول زياد أبو لطيف : ’’ من السابق لأوانه الحديث عن أي شيء في هذه المرحلة، لم يمرّ وقت طويل على الانتخاب ، لدينا عضوية ضخمة ولدينا ملايين المؤيدين في جميع أنحاء البلاد، من السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع.‘‘

رجل يحمل ميكروفوناً وخلفه ملصقات في حضور أشخاص آخرين.

تم انتخاب الليبرالي كريم برديسي (في يده ميكروفون) في دائرة تاياياكون-باركديل-هاي بارك (تورنتو).

كريم برديسي، الحزب الليبرالي

فاز الليبرالي كريم برديسي بمقعد دائرة تاياياكون-باركديل-هاي بارك الانتخابية (Taiaiako’n–Parkdale–High Park) وحصل على 55% من الأصوات المعبّر عنها، مضيفاً 13 نقطة مئوية لِنتائج حزبه في هذه الدائرة في انتخابات 2021.

 

ومنذ عام 2015، كانت هذه الدائرة ممثلة في مجلس العموم من طرف النائب عريف فيراني الذي شغل منصب وزير العدل قبل استقالة حكومة جوستان ترودو. ولم يترشّح للانتخابات الأخيرة ، وفي حديث مع راديو كندا الدولي، يقول النائب المولود في مقاطعة نيو برنزويك لعائلة مصرية قبل أن ينتقل في عام 2001 إلى أونتاريو إنّ ’’هذه النتائج هي نتيجة عمل فريق المتطوّعين المتكوّن من 497 شخصاً.‘‘

 

وتتكون التركيبة السكانية لدائرته الانتخابية من السكان البيض لغتهم الأم الانكليزية بالإضافة إلى أقليات ظاهرة بولندية واسبانية وبرتغالية.

ما جذب الناخبين هي تجربة السيد كارني [زعيم الحزب الليبرالي ورئيس الحكومة الكندية]وتجربتي. لقد جذبنا الناخبين من إيديولوجيات مختلفة سواءً من اليسار أواليمين. لقد حان الوقت لأن نكون جادين لأنّ التحديات كبيرة.

نقلا عن كريم برديسي

 

وتشمل تجربة كريم برديسي عالم السياسة والصحافة والتدريس. وسبق له أن شغل منصب مستشار لاثنين من رؤساء حكومة أونتاريو وهما دالتون ماكغينتي الابن وكاثلين وين ، وهو أيضا المدير التنفيذي لِمركز ’’دايس‘‘ (DAIS) التابع لجامعة تورونتو متروبوليتا، وهو مركز للتفكير في السياسات العامة والقيادة.

 

وقال السيد برديسي إنّه خلال حديثه مع الناخبين أثناء الحملة الانتخابية كانت اهتماماتهم تدور حول ’’السيادة الكندية‘‘ خاصة وأن الرئيس الامريكي دونالد لم يتوقّف عن ’’التحرش بكندا‘‘، كما قال ، وبالنسبة له فإنّ هذا ’’التحرّش‘‘ قد يؤدي إلى إضعاف الاقتصاد ما يهدّد توفّر السكن والخدمات الاجتماعية المقدّمة للمواطن الكندي ، وعبّر كريم برديسي عن فرحته بالنتائج التي حققها حزبه مضيفاً أنّه ’’من الأكيد أننا لو حصلنا على الأغلبية لكان الأمر أحسن.‘‘

 

وعن سؤال حول ما قد يدرّسه لطلبته في المستقبل عن هذه التجربة يقول السيد برديسي إنّه تعلّم من أستاذه مارشال غانز في كلية كينيدي بجامعة هارفارد أنّ ’’بطل الحملة ليس هو المترشّح فقط بل كلّ الذين يشاركون فيها‘‘، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون أهداف الحملة واضحة ومحدّدة وقابلة للقياس.

شاهد أيضاً

كارني يلتقي ترامب الثلاثاء والملك تشارلز يلقي خطاب العرش في أوتاوا

قال رئيس الحكومة الكندية مارك كارني إنه سيسافر إلى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل للقاء الرئيس …