بشاير جاسم المحمود، مصمّمة إماراتية تميزت بإبداعها في عالم الأزياء من خلال علامتها التجارية My Fancy Closet. بدأت رحلتها في عالم الأزياء من دون أي تخطيط، حيث دفعها شغفها في التصوير الفوتوغرافي إلى تصميم أولى قطعها. تدمج بشاير في تصاميمها بين الأناقة الكلاسيكية والجمال العصري، مما يعكس شخصيتها وتقديرها العميق للصَّنعة والاهتمام بالتفاصيل. كما تسعى دائماً إلى تقديم قطع تجمع بين التراث الإماراتي والأناقة المعاصرة، مع التركيز على الاستدامة والإبداع الذي لا يتجاوز الزمن.
– حدّثينا عن بداية مسيرتك في عالم الأزياء.
رحلتي في عالم الأزياء لم يكن مخطّطاً لها في البداية. بعد تخرّجي، كنت أرغب في متابعة شغفي بعالم التصوير الفوتوغرافي، ومن هنا بدأت فكرة My Fancy Closet. في تلك الفترة، كان لدينا خيّاط في المنزل، وقرّرت تصميم بعض الفساتين لجلسة تصوير في الاستوديو الخاص. كان الهدف من هذه العملية استكشاف الإبداع، ولكن سرعان ما بدأ الأصدقاء وأفراد العائلة يطلبون مني تصميم قطع مخصّصة لمناسباتهم الخاصة. هذا الطلب غير المتوقّع أتاح لي التوجّه نحو مسار جديد، وأدى إلى نمو شغفي بالأزياء بشكل طبيعي.
– My Fancy Closet لديها رؤية فريدة تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والجمال العصري. كيف تصفين القيم الأساسية التي تقود تصاميمك، وكيف تعكس هذه القيم رحلتك الشخصية كمصمّمة؟
القيم الأساسية التي تقود تصاميمي مستمدّة من الأناقة الخالدة، والاهتمام بالتفاصيل، والتقدير العميق للصَّنعة. لطالما كنتُ منجذبة إلى العصور الكلاسيكية والقديمة، وهذه العلاقة العميقة مع الماضي تؤثر كثيراً في عملي. ذوقي الشخصي يميل إلى الأناقة الخالدة، وأجد أن العناصر الكلاسيكية تحمل سحراً وجمالاً معيّنين. في إبداعاتي، أدمج الجمال المكرّر للأزياء الكلاسيكية مع لمسات عصرية، وأُصمّم قطعاً تكرّم الماضي بينما تظل ملائمة للعصر الحديث. هذا الدمج يعكس رحلتي الشخصية كمصمّمة، حيث أعمل على تصميم ملابس لا تتجاوز الزمن فقط، بل تروي قصة مع كل غرزة.
– علامتك التجارية تركز على التصاميم الجاهزة والمصمّمة خصيصاً. كيف تضمنين أن تحافظ كل قطعة على المستوى نفسه من الحِرفية والأناقة، سواء كانت مخصّصة أو جاهزة؟
في My Fancy Closet نتمسك بالمعايير العالية للحِرفية والأناقة، سواء كانت التصاميم جاهزة أو مخصّصة. بغض النظر عن النوع، فإن كل قطعة تمر بعملية تدقيق في الجودة. من اختيار الأقمشة إلى اللمسات النهائية، يتم فحص القطعة بعناية في كل مرحلة. هذا يضمن أن كل قطعة، سواء كانت مخصّصة أو جاهزة، تعكس التزامنا الثابت بالدقة والجودة والفن.
– ماذا عن أحدث مجموعة لكِ؟
مجموعتي الجديدة تعرض تطريزاً يدوياً رائعاً، حيث تم إدخال الخرز بعناية في الأقمشة الفاخرة. كل قطعة صُمّمت بعناية لالتقاط سحر الطبيعة، بما في ذلك أنسجتها الرقيقة، وتنسيقاتها المتدفّقة، وجمالها البسيط. كما أطلقنا خطاً جديداً من «المخاوير»، وهو الزيّ الإماراتي التقليدي، لكن مع لمسات عصرية أنيقة تُشعِركِ بأنها حالمة وقابلة للارتداء في الوقت نفسه.
– الأزياء الكلاسيكية غالباً ما تثير الحنين. كيف توازنين بين الحفاظ على سحر هذه الأناقة التقليدية والتأكد من أن قطعك تظل ملائمة لأزياء العصر الحديث؟
الأزياء الكلاسيكية تحمل بشكل طبيعي إحساساً بالحنين، وأنا أحب تكريم هذا السحر من خلال الأشكال الكلاسيكية والتفاصيل الخالدة. ولجعلها ملائمة أكثر لامرأة اليوم، أدمج عناصر عصرية، سواء من خلال القصّات أو الأقمشة أو تحديثات التصميم البسيطة، حتى تشعر المرأة بأن كل قطعة مألوفة وعصرية في الوقت نفسه.
– كمصمّمة إماراتية، كيف يؤثر تراثك في عملك؟ هل هناك عناصر ثقافية أو تقنيات تقليدية تدمجينها في تصاميمك؟
كمصمّمة إماراتية، يلعب تراثي دوراً رئيسياً في تشكيل توجيهاتي الإبداعية، خاصة بالنسبة الى القطع المصمَّمة للمناسبات الإماراتية التقليدية. أسعى إلى مزج الجماليات المعاصرة مع العناصر الثقافية، مما يخلق تصاميم تحترم التقاليد مع جاذبية حديثة. في الآونة الأخيرة، قدّمت مجموعة «المخاوير” الجديدة، التي تعيد تخيل الأزياء الإماراتية التقليدية مع لمسة فاخرة.
– صناعة الأزياء في تطوّر مستمر. كيف تواكبين الصيحات بينما تحافظين على هوية علامتك التجارية التي تتميز بالأناقة الخالدة؟
نواكب الصيحات من خلال البحث المستمر ومتابعة المنصّات الرئيسية التي تسلّط الضوء على الأنماط الناشئة. وعلى الرغم من أن ليس كل صيحة تتماشى مع جمالية علامتنا التجارية، إلا أننا ندمج بعناية العناصر التي تتناغم مع رؤيتنا، مما يخلق قطعاً تعكس الصيحة بأسلوبنا الخاص. نحن لا نتبع الصيحات بل نعمل على تفسيرها.
– ما الدور الذي تلعبه الاستدامة في إنشاء مجموعات My Fancy Closet؟
في My Fancy Closet، نعطي الأولوية لإنشاء قطع لا تتمتع فقط بالأناقة الخالدة، بل أيضاً بالجودة العالية. ننتج مجموعاتنا بكميات محدودة، مع التركيز على التصميم المدروس والصَّنعة الاستثنائية لتجنّب الفائض. هدفنا هو إنشاء ملابس يمكن ارتداؤها وإعادة ارتدائها والاعتزاز بها، مما يتماشى تماماً مع قيم الموضة المدروسة والواعية.
– كيف توازنين بين التعبير عن التفرّد والأناقة في تصاميمك؟
كل قطعة مصمَّمة بعناية لتعكس شخصية فريدة، مع الحفاظ على الأناقة الخالدة والأشكال المكرّرة التي تعرف علامتنا التجارية. من خلال دمج التفاصيل المستوحاة من العصور الماضية مع القصّات العصرية، نبتكر تصاميم تمكّن كل امرأة من التعبير عن تفرّدها، من دون التنازل عن الرقي.
– ما النصيحة التي تقدّمينها لأولئك الذين يرغبون في التعبير عن أسلوبهم الشخصي مع الحفاظ على الإحساس بالتفرّد؟
نصيحتي هي أن تعتنقوا منظوركم الفريد وتسمحوا له بتوجيه أسلوبكم. التعبير الشخصي يجب ألاّ يأتي على حساب الأناقة. اتبعوا أحلامكم، استمروا في الحلم، ودعوا المصمّم الذي بداخلكم يظهر. لا تدعوا شيئاً يقف في طريق شغفكم. مع التفاني والثقة والرؤية الواضحة، يمكنكم إنشاء أسلوب شخصي جريء وخالد في آنٍ واحد.
– ما هي خططكِ المستقبلية؟
رؤيتنا هي توسيع My Fancy Closet لتصبح علامة تجارية معترفاً بها عالمياً، مما يعرض الإبداع والصَّنعة التي تخرج من الإمارات. نأمل في مشاركة رؤيتنا الفريدة مع العالم ووضع العلامة التجارية كاسم محترم في عالم الأزياء الدولي، مع البقاء مخلصين لجذورنا.