أهمّ نقاط المناظرة الأخيرة لِزعماء الأحزاب الفدرالية

نُظّمت مساء يوم الخميس المناظرة الثانية والأخيرة لِزعماء الأحزاب الفدرالية تحضيراً للانتخابات العامة في كندا والتي ستجري يوم 28 أبريل/نيسان.

 

وتأتي هذه المناظرة بالإنكليزية بعد تلك التي نُظمت أمس الأربعاء باللغة الفرنسية. واحتضن مقرّ هيئة الإذاعة الكندية في مونتريال هذا اللقاء الذي جمع كلاّ من إيف فرانسوا بلانشيه (الكتلة الكيبيكية) وجاغميت سينغ (الحزب الديمقراطي الجديد) ومارك كارني (الحزب الليبرالي الكندي) و بيار بواليافر (حزب المحافظين الكندي).

 

وأدارها الصحفي ستيف بايكين وهو مقدم برنامج ’’الأجندة مع ستيف بايكين‘‘ (The Agenda with Steve Paikin) على قناة (TVO) العمومية التعليمية في أونتاريو.

 

وأُعطيت الفرصة للمشاركين للردّ على أسئلة الصحفي بخصوص المواضيع التالية : تكلفة المعيشة، الطاقة والمناخ، القيادة في حالات الأزمات، والسلامة العامة والتعريفات الجمركية والتهديدات التي تواجه كندا ، (يمكن إعادة متابعة مناظرة زعماء الأحزاب الفدرالية بالإنكليزية مع ترجمة فورية إلى اللغة العربية تقدّمها قناة (OMNI Television) بالنقر على الصورة أعلاه.)

 

وتميّزت المناظرة بالمبادلات المهذّبة وفي الوقت نفسه كان مارك كارني وهو أيضا رئيس الحكومة المنتهية ولايته، هدفا لجميع الهجمات من جانب معارضيه ، وتحدث زعيم الحزب الليبرالي الكندي بسهولة وبسرعة أكبر باللغة الإنكليزية وهي لغته الأم مقارنة بمناظرة الأمس، لكن أسلوبه الهادئ بقي هو نفسه إلى حد كبير.

 

وفي بداية المناظرة، طرح منشطها الصحفي ستيف بايكين سؤالا على الزعماء وهو أحد أهم الأسئلة في نظر الناخبين: كيف سيكون التفاوض مع إدارة ترامب؟ ، وكرّر مارك كارني تصريحاته التي قال فيها إن العلاقة مع الولايات المتحدة كما عرفناها قد انتهت. وأكد على ضرورة التحكم في مصيرنا وبناء اقتصاد قوي وتنويع شركائنا التجاريين مع حلفاء يتشاركون معنا الرؤية المماثلة.

 

وبدأ بيار بواليافر كلمته بملاحظة إيجابية، حيث وافق على الرسوم الجمركية المضادة المفروضة حتى الآن، لكنه كرر التدابير التي يقترحها لوضع كندا في موقف قوي في المفاوضات مع الولايات المتحدة: خفض الضرائب والبيروقراطية وتسهيل تطوير مشاريع الطاقة.

 

وتحدث جاغميت سينغ عن الخيانة التي يشعر بها الكنديون وشارك تجربته الشخصية، مستذكراً طفولته في مدينة وندسور الحدودية. وقال إن الكنديين على حق في الخوف من حالة عدم اليقين القادمة من البيت الأبيض، ودعم توفير حماية أفضل للقطب الشمالي وأمننا.

 

وأكد إيف فرانسوا بلانشيه أنه يتعين على الجميع أن يدرك أن مقاطعة كيبيك لديها اقتصاد مختلف وأن المقاطعة يجب أن يكون لها صوتها الخاص على طاولة المفاوضات. وأكد أنه إذا تم احترام هذا الاختلاف، فإن كيبيك ستكون شريكا موثوقا به.

ضريبة الكربون

كرر بيار بيار بواليفير إحدى هجماته المفضلة وهي أن مارك كارني يسعى للحصول على ولاية ليبرالية رابعة ويحاول إقناع الكنديين بتكرار نفس الوعود التي أطلقها جوستان ترودو.

 

ورد مارك كارني بأنه يفهم أنه من الصعب على بيار بواليافر أن يغير موقفه بعد أن أمضى السنوات القليلة الماضية في مهاجمة جوستان ترودو وضريبة الكربون. ’’كلاهما غادر‘‘، قال كارني الذي أضاف ’’أنا شخص مختلف جداً عن جوستان ترودو.‘‘

التهديدات الموجهة للمجتمعات الدينية

استنكر الزعيم الليبرالي تزايد أعمال الكراهية ، خاصة في مونتريال، قائلاً إن ’’هناك أشخاصاً يخافون من الذهاب إلى الكنيس أو إرسال أطفالهم إلى المدرسة. يجب أن يتوقف هذا.‘‘

 

وفي حالة انتخابه، تعهّد كارني بتجريم التهديدات الموجهة ضد الطوائف الدينية في أماكن العبادة والمدارس والمراكز المجتمعية، وغيرها من الأماكن ، وقال إنها ستصنف ’’كجريمة.‘‘ وأضاف أن ’’هذا ليس ما ينبغي لنا أن نفعله ككنديين، لكنه أصبح ضروريا.‘‘

الأمن الداخلي

طرح المنسق ستيف بايكين على القادة سؤالا بسيطا : ما هو أكبر تهديد للأمن الداخلي في كندا في الوقت الحالي؟

 

ولم يتردد زعيم حزب المحافظين، إذ ردّ بيار بواليافر قائلا: ’’إن موجة الجريمة هي التي خرجت عن السيطرة‘‘، ملقيا باللوم على سجل الليبراليين ، وقال كارني ’’لم نتمكن من الحديث عن العلاقات الدولية، لكن بالنسبة لي فإن التهديد الأكبر في الوقت الحالي هو الصين.‘‘

 

وشدد السيد سينغ على العنف المسلح واستيراد المخدرات، لكنه شدد أيضا على ’’التهديد بخفض الخدمات‘‘، وأعرب زعيم الكتلة الكيبيكية عن أسفه لأن ’’كيبيك وكندا غير قادرتين على الدفاع عن نفسيهما‘‘، مؤكدا على الاعتماد العسكري على الولايات المتحدة.

 

الكلمة الأخيرة

وتمكّن المشاركون في المناظرة من إلقاء الكلمة الأخيرة التوجّه مباشرة إلى الناخبين ، فمن جانبه، وعد جاغميت سينغ بأن الديمقراطيين الجدد ’’سيواصلون النضال من أجل الأشياء التي تجعل كندا كندا‘‘، بما في ذلك الرعاية الصحية الشاملة ،
وركّز مارك كارني رده على دونالد ترامب والتهديد الذي يشكله الرئيس الأمريكي. ’’أنا مستعد. لقد تعاملتُ مع الأزمات. سنقاتل.‘‘

 

وأكد إيف فرانسوا بلانشيه على ’’تميّز كيبيك‘‘، ورغبته في بناء ’’شراكة‘‘ بين كيبيك وكندا. وختم قائلا ’’علينا أن نكون متساوين أمام ترامب ، ووعد بيار بواليافر، كما فعل طوال هذه الحملة، ’’باستعادة الوعد الكندي‘‘، الوعد الذي ’يعدنا بأننا إذا عملنا بجد فسوف نحصل على حياة جيدة‘‘.

 

إلغاء المؤتمرات الصحفية

وألغت لجنة مناظرات الزعماء في اللحظة الأخيرة اللقاءات الصحفية التي كان من المقرر أن تقام في نهاية المناظرة باللغة الإنكليزية ، وقال ميشال كورمييه المدير العام للجنة للصحفيين إن القرار اتخذ لأن اللجنة لا تستطيع ضمان ’’بيئة مواتية‘‘ للصحفيين ، ومع ذلك اختار الحزب الديمقراطي الجديد عقد لقاء صحفي في مكان آخر غير مقرّ هيئة الإذاعة الكندية.

 

(مع معلومات من موقع راديو كندا ووكالة الصحافة الكندية)

شاهد أيضاً

حرب الرسوم الجمركية تتسبب في ارتفاع أسعار بعض الأغذية

دفعت الرسوم الجمركية المضادة التي فرضتها الحكومة الكندية ردا على رسوم إدارة ترامب، المصنعين وتجار …