أسعار النفط تقلص خسائرها قليلاً لكنها تظل تحت الضغوط

ويعزو محللون هذا الهبوط إلى زيادة تحالف “أوبك+” الإنتاج، والتوترات التي أحدثتها التعرفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي أثارت قلقاً واسعاً من تباطؤ اقتصادي قد يطال الولايات المتحدة والعالم، وبالتالي يؤدي إلى تراجع في الطلب على النفط، رغم أن الخام لم يكن من السلع المشمولة مباشرةً بتلك الرسوم ، جاء ذلك في الوقت الذي، قلصت فيه “أرامكو” السعودية سعر بيع الخام العربي الخفيف إلى أكبر المشترين منها في آسيا بأكثر من المتوقع في مايو، بحسب “بلومبرغ”. 

الخبير النفطي رياض النزال قال في تصريح لـ”الشرق” إن “الانخفاض الكبير في أسعار النفط بنسبة فاقت 6% خلال أسبوع، يُعد أول بوادر تسونامي التعريفات الجمركية الأميركية”، مضيفاً أن التوترات ضربت الأسواق، رغم استثناء النفط من الرسوم ، وأشار النزال إلى أن السوق تواجه حالياً ضغوطاً مزدوجة تتمثل في ضعف الطلب العالمي بسبب تباطؤ الاقتصاد، وزيادة المعروض، في ظل ارتفاع مخزونات الخام الأميركية، وإعلان نحالف “أوبك+” خطط رفع الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

وأضاف: “كل هذه المعطيات تجعل من غير المرجح أن يتجاوز سعر البرميل 75 دولاراً حتى نهاية العام، وهو مستوى يقل عن التوقعات في موازنات معظم الدول النفطية” ، قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة “فاندا إنسايتس” (Vanda Insights) في سنغافورة لـ”بلومبرغ”: “بدأت الأسواق الأسبوع وهي لا تزال في حالة ذعر”. وأضافت: “لا أحد يجرؤ على تحديد قاع السوق والوقوف في وجه موجة البيع العارمة”.

تطورات جيوسياسية قد تقلب المشهد

مع ذلك، لم يستبعد النزال أن تؤدي تطورات جيوسياسية إلى قلب المشهد في عالم النفط، موضحاً أن “التهديدات الأميركية المتكررة تجاه إيران، والغارات ضد جماعة الحوثي في اليمن، فضلاً عن احتمال فرض قيود إضافية على صادرات روسيا وفنزويلا، قد تخلق توترات تدفع الأسعار للصعود مجدداً”.

مع استمرار حالة عدم اليقين، تبقى أسواق النفط عرضة لتقلبات حادة خلال الأشهر المقبلة، في ظل صراع بين قوى العرض والطلب، وتوازن هشّ بين قرارات السياسة التجارية في واشنطن وتوجهات الإنتاج في “أوبك+”، ويراقب المستثمرون عن كثب ما إذا كانت هذه العوامل ستبقي الأسعار تحت الضغط أو تُشعل موجة صعود جديدة مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية.

“غولدمان ساكس” يخفض توقعات الأسعار

من جهة ثانية، خفض مصرف “غولدمان ساكس” توقعاته لسعر خام “برنت” حتى شهر ديسمبر، بمقدار 4 دولارات للبرميل ليصل إلى 62 دولاراً، في ثاني مراجعة نزولية لتوقعاته خلال أقل من أسبوع.

وكتب محللون من بينهم دان سترويڤن، في مذكرة مؤرخة بتاريخ 6 أبريل: “نقوم بخفض توقعاتنا لأسعار النفط مجدداً، بعد أن أخذنا في الحسبان تخفيضات توقعات الناتج المحلي الإجمالي التي أعلن عنها اقتصاديونا خلال الأيام الماضية، بما في ذلك التوقعات بتباطؤ الاقتصاد الأميركي”.

كما تم تخفيض التوقعات لسعر خام “غرب تكساس” الوسيط لشهر ديسمبر بمقدار 4 دولارات أيضاً، ليصل إلى 58 دولاراً للبرميل ، أما التوقعات للمتوسط السنوي في عام 2026، فقد أصبحت الآن 58 دولاراً للبرميل لخام “برنت”، و55 دولاراً لخام “غرب تكساس” الوسيط، أي أقل بمقدار 4 إلى 5 دولارات من الأسعار الآجلة المسجلة عند إغلاق يوم الجمعة، بحسب ما أشار إليه المحللون.