افتُتح مساء الخميس الماضي في مونتريال المهرجان الدولي للسينما الإفريقية (Vue d’Afrique)، في دورته الحادية والأربعين ،وتحتضن قاعة سينما ’’بارك‘‘ فعاليات هذا المهرجان حيث أُلقيت الكلمة الافتتاحية من طرف مديرته جيرالدين لو شين.
وقالت هذه الأخيرة إنّ المهرجان يسمح للسينما الأفريقية والكريولية بالتألق. ’’هذا العام، هناك تسع دول ستبرز بشكل خاص: السنغال، هايتي، الجزائر، الكاميرون، المغرب، تونس، مصر، رواندا وتوغو ، وبالرغم من أنّ فيلم الافتتاح (Ici et là-bas) للمخرج لودوفيك برنار هو كوميديا من انتاج فرنسي إلا أن أحداثه تدور بين فرنسا والسنغال.
ويتضمن برنامج المهرجان ما لا يقل عن 86 فيلماً ومسلسلاً تلفزيونياً، بما في ذلك 16 من كندا. وتأتي هذه الأفلام من 32 دولة أجنبية، وتصل نسبة النسار المخرجات 47%، بينما تصل نسبة المخرجين الرجال إلى 53% ، وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضح رضا عمراني، رئيس البرمجة الوطنية ومساعد البرمجة الدولية في المهرجان، أن اختيار الأفلام لهذه الدورة كان ’’أكثر تشدّداً‘‘.
يُشتُرط في الأفلام المختارة لهذه النسخة من مهرجان (Vues d’Afrique) أن تكون أفلاماً تُعرض للمرة الأولى في العالم أو كندا أو كيبيك ،نقلا عن رضا عمراني ، وأضاف رضا عمراني أن المهرجان استقبل هذا العام ’’380 ملف مشاركة‘‘ .
نظرات من هنا
وعلى سبيل المثال، في فئة نظرات من هنا (Regards d’ici)، tمن بين 29 فيلماً مقدماً، تم اختيار 14 فيلماً، بما في ذلك فيلم طلابي ’’لتشجيع طلاب السينما هنا في كندا‘‘، كما يوضح رضا عمراني ، وتتضمن هذه الفئة الأفلام الكندية أو الكيبيكية التي هي إما نتيجة تعاون مع دول أفريقية أو كريولية أو مهتمة بهذه البلدان.
وتشمل هذه الفئة عموماً المخرجين الكنديين الشباب من أصل أفريقي ’’الذين يقدمون رؤاهم ككنديين، لكن لديهم نظرة حديثة على القارة الأفريقية. وهم يتناولون، على سبيل المثال، دمج الجاليات الأفريقية في المجتمع المضيف. وبالطبع، هناك أيضاً مخرجون غير أفارقة تناولوا موضوع أفريقيا في أفلامهم ، ولم تُخفِ راعية هذه النسخة (Vues d’Afrique)، سيدة الأعمال سعاد سيالة، إعجابها وتفضيلها لهذه الفئة من الأفلام.
يسعدني أن أرى أن مهرجان (Vues d’Afrique) سلّط الضوء على إنجازات الكيبيكيين والكنديين من أصول مختلفة. ويُظهر هذا التقدم والابتكار والتكامل بين الأعراق المختلفة ،نقلا عن سعاد سيالة، راعية الدورة الـ41 لمهرجان (Vues d’Afrique)
وبالنسبة لهذه المرأة من أصل تونسي، ’’يعتبر المهرجان باباً مفتوحاً على القارة ويشكل مساحة للحوار والاكتشاف ، ومن بين الأفلام المبرمجة، فيلم ’’ما وراء الأقنعة ‘‘(Au-delà des masques) لعبد الهادي عنبرو، و’’فانتاس‘‘ (Fantas) لِحليمة الخطابي و’’كيبيكيون جدد‘‘ (Nouveaux québécois) لِمراد قلعي.
ومن جانبها، أنتجت مونيا فسيلي الفيلم القصير ’’صدقة‘‘ (Charité) للمخرجة التونسية الأصل نزلي فريال قلال، وهو الفيلم المتنافس في فئة ’’نظرة من هنا‘‘ ، وأوضحت السيدة فسيلي في حوار مع راديو كندا الدولي أنّ قصة الفيلم عالمية. ’’إنها قصة لقاء. لقاء بين رجل مشرد ومؤثرة. يمكن أن يحدث ذلك في كيبيك أو في أي مكان آخر من العالم.‘‘
في هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته 22 دقيقة، ’’الممثلون كيبيكيون، لكن الفريق الفني يتكون من 80% من مهاجرين‘‘،كما أضافت مونيا فسيلي، أستاذة الوسائط المتعددة في مونتريال ، وتقول إنها بفضل مهرجان (Vues d’Afrique) تمكنت من التعرف على المخرجة ، ’’إنه مهرجان كبير. عندما وصلتُ إلى كندا [قبل 14 عاماً]، كان أول مهرجان أحضره. ومنذ ذلك الحين، أحضره سنوياً. وقد التقيتُ بالمخرجة من خلال هذا المهرجان‘‘.
السينما المغاربية
لا يمكن للسينما المغاربية أن تنفصل عن ’’أفريقيتها‘‘. ومن هنا مشاركة خمسة أفلام جزائرية، وفيلمين تونسيين، وفيلمين مغربيين، بالإضافة إلى فيلمين مصريين في المهرجان.
وفي فئة الأفلام الروائية الطويلة، تعرض عدة أفلام، منها ’’الصف الأول‘‘ (Première ligne) للمخرج مرزاق علواش (الجزائر)، و (Triple A) للمخرجة جيهان البحار (المغرب)، و’’الدراري الحمر‘‘ (Les enfants rouges) للمخرج لطفي عاشور (تونس/فرنسا/بلجيكا/بولندا) / ومن بين الأفلام الروائية القصيرة والمتوسطة المختارة، يمكن ذكر: ’’الطيارة الصفراء‘‘ (الجزائر) للمخرجة هاجر سباطة، و’’ليلة عابد‘‘ (الجزائر) للمخرج أنيس جعاد، أو ’’مانغو‘‘ للمخرجة رندا علي (مصر).
وفي فئة الأفلام الوثائقية، التي تعد ’’عنصرا أساسيا في المهرجان “، كما يقول فريق البرمجة، يمكن الإشارة إلى فيلم ’’بنات النيل‘‘ (Les filles du Nil) للمخرجة ندى رياض والمخرج أيمن الأمير (مصر) ، وفي فئة الأفلام الوثائقية القصيرة، من بين 14 فيلماً مبرمجة، هناك 13 فيلماً يُعرض لأول مرة في كندا ، فيلمان من الجزائر: ’’إيزوران‘‘ لِجمال باشا و’’تسلّل‘‘ لإيمان صالح.
أفلام الرسوم المتحركة
أفلام الرسوم المتحركة، التي يتم تقديمها جميعها كعروض أولى في كندا، تشكل قسماً شائعاً بين رواد المهرجان‘‘، كما ذكر مديرو البرمجة في البيان الصحفي للمهرجان.
ومن بين أفلام الرسوم المتحركة المختلفة، يمكن ذكر الفيلم الروائي الطويل ’’هزّات‘‘ (Tremblements) للمخرج نيكولا جاكيت (المغرب/سويسرا/فرنسا) وفيلم ’’من وهران إلى ألميريا‘‘ (D’Oran à Almería) للمخرجة لينا سعيداني (فرنسا) ، وتحظى هذه الفئة أيضاً بشعبية كبيرة لدى راعي هذه النسخة من المهرجان، ديدي بيلامبا، وهو أيضاً المسؤول عن البرمجة في أكاديمية السينما والتلفزيون الكندية.
أنا سعيد هذا العام بوجود العديد من أفلام الرسوم المتحركة. إنها وسيلة ترويج مثيرة للاهتمام، لكنها لا تُستغل بشكل كافٍ في أفريقيا.