المركزية- مهرجانات ميلادية لا تتعدّى عدد أصابع اليَد.. زينة متواضعة … حركة تجارية خجولة. إنها خلاصة مشهديّة تسبق عيد الميلاد بأقل من أسبوع لم يعتَد لبنان عليها إلا في زمن الحروب. كيف لا وهو خارج من حرب دمّرت نحو 80 في المئة من مساحته، ليدخل في هدنة “مَخروقة” لم تبلغ الشهر!
السوق التجارية لطالما كانت نجم الحركة قبيل الأعياد، لكنها اليوم ضعيفة خجولة على رغم الإقرار بأنها استعادت بعضاً من نشاطها ولكن… ليس بسبب حلول الأعياد إنما لتلبية احتياجات أصحاب المنازل المتضرّرة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير، كالأدوات الكهربائية والمفروشات وغيرها من المستلزمات المنزلية إضافة إلى الملبوسات، مع التفتيش عن السعر الأدنى والسير “بالتي هي” في انتظار المساعدات المأمولة.. عسى انتظارها لا يطول.
الواقع التجاري المنوَّه عنه، يتقاطع مع المعطيات التي أفاد بها نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير “المركزية”، إذ يقول في السياق: حركة الأسواق التجارية خجولة عشية الأعياد، إذ إن “التزيلات” التي اعتمدها معظم التجار ولا سيما الـBlack Friday هي التي حرّكت السوق بعض الشيء بعدما أصابها الشلل نتيجة الحرب الأخيرة على لبنان، وذلك لملاقاة المواطنين الذين تهدّمت منازلهم واحترقت أثاثهم وملبوساتهم…وباتوا يبحثون عن الأسعار الأدنى على حساب أي شيء آخر.
وإذ يعقّب على حركة المطاعم والفنادق، يشير إلى أن “الأولى شهدت ولا تزال بعض التحسّن، أما الأخيرة فمعلّقة يبدو إلى أن يأتي السياح إذا ما استحسّوا بتحسّن الأوضاع الأمنية وتلمسّوا تغييرات سياسية إيجابية تشجعهم على المجيء… وإلا فالمغتربون واللبنانيون العاملون في الخارج سيمضون عطلة الأعياد في منازل ذويهم أو منازلهم الخاصة، لتبقى الفنادق خارج أجندتهم”، ملمّحاً إلى أن “الأجانب الموجودين في لبنان حالياً يقصدون الفنادق الصغيرة التي تعتمد أدنى الأسعار، وليس فنادق الأربع والخمس نجوم”.
حركة الأعياد شبه غائبة في غالبية المناطق بما فيها تلك التي لم تطلها الحرب الأخيرة فاستمرت أسواقها باهتة! حتى أسواق العاصمة لم تسجّل الحركة المطلوبة كما في كل سنة…
“الدنيا ليست بألف خير” يقول التنير “هناك أولويات لدى الشعب اللبناني الذي أصبح ثلثه منكوباً، خصوصاً أن الأموال لا يمكن تحصيلها بسهولة، فالظروف الحياتية والمعيشية صعبة، وأسبابها ليست سياسية بحتة التي إن حُلَّت تتحرّك الأسواق تلقائياً كما درجت العادة في لبنان، إنما الوضع حالياً صعب للغاية بفعل تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان وما تركته من بصمات سوداء على الناس والاقتصاد وحركة البلاد ككل… إذ هناك مؤسسات ومستودعات جمّة تم تدميرها بالكامل، وبالتالي خسر العديد من اللبنانيين وظائف كثيرة في المناطق التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وباتوا بدون عمل”، ويُضيف: نصف اقتصاد البلد أصبح “مَعطوباً”.
الخسارة كبيرة… لكن ماذا عن مواقيت الانطلاقة التجارية والاقتصادية؟!
“يستلزم لبنان أقله خمسة أشهر ليعود وينهض من ركام تداعيات الحرب الأخيرة…” يختم التنير، “فالترقب سيّد الساحة اليوم في انتظار تاريخ التاسع من كانون الثاني 2025 موعد انتخاب رئيس للجمهورية وترقب نوع الحكومة التي سيتم تشكيلها والحل السياسي المعتَمَد…وإلا حتى اللحظة تبقى الصورة غير متفائلة”.