الذكرى العاشرة لرحيل صباح… علامة فنية بارزة فى تاريخ الموسيقى والسينما العربية!

حل الأمس، 26 تشرين الثاني، ذكرى وفاة الفنانة اللبنانية صباح، التي لقبت بالـ “شحرورة”. وهي واحدة من أبرز وأشهر نجمات الفن في العالم العربي.

كان لصباح حضور طاغ على المسرح والشاشة، وتمكنت من تحقيق شهرة واسعة في فترة قصيرة بفضل موهبتها الفريدة، وحبها العميق للموسيقى والغناء ، وُلدت جانيت فغالي في 10 تشرين الثاني 1927 في بلدة بدادون الواقعة في جبل لبنان. نشأت في أسرة متواضعة، وكان والدها فنانًا محليًا يهوى العزف على آلة العود، ما شكل في البداية مصدر إلهام لصباح التي كانت تمتلك موهبة غنائية فطرية. منذ نعومة أظافرها، اكتشفها الفنان رياض السنباطي عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها، وذلك في بداية طريقها إلى النجومية. تأثرت صباح في بداية مسيرتها بالعديد من الأساطير الفنية، لكنها سرعان ما برزت بأسلوبها الخاص.

عُرفت الفنانة صباح بلقب “الشحرورة” نظرًا لصوتها الرخيم والجذاب، ولجمالها الذي كان يعكس الحيوية والشباب الدائم. استطاعت أن تجمع بين جمال الصوت وحسن الأداء، مما جعلها واحدة من أكثر الفنانات المتميزات في العالم العربي. بدأت حياتها الفنية بالظهور في الإذاعة اللبنانية، ثم انتقلت إلى القاهرة في الأربعينات، حيث بدأت في تحقيق شهرتها الواسعة من خلال تعاونها مع كبار الملحنين والشعراء ، شاركت في العديد من الأفلام المصرية واللبنانية، حيث قدمت عددًا من الأعمال السينمائية التي تُعتبر من بين أفضل ما أنتجته السينما العربية.

برعت صباح في أدوارها السينمائية والغنائية على حد سواء، وساهمت في صناعة العديد من الأغاني الخالدة  التي ما زالت تُسمع حتى اليوم ، مرت حياة صباح بعدة مراحل عاطفية، فقد تزوجت ست مرات، وكان لزواجها من شخصيات بارزة في المجتمع الفني والسياسي تأثير كبير على حياتها الشخصية. لكن رغم هذه الزيجات، كانت صباح دائمًا قادرة على الحفاظ على مكانتها الفنية والتغلب على تحديات الحياة الخاصة التي مرّت بها.

وكانت صباح واحدة من أبطال تحرير المرأة العربية في عصرها. برعت في تقديم شخصيات حرة ومستقلة في أفلامها، وقد عكست شخصيتها القوية والمستقلة العديد من المفاهيم التي كانت رائدة في عصرها. حافظت على أسلوبها المميز في الغناء والرقص، وظلت تتمتع بشعبية كبيرة رغم التغيرات التي طرأت على الفن العربي ، وفي مثل هذا اليوم من عام 2014، فارقت صباح الحياة عن عمر يناهز 86 عامًا. ورغم رحيلها، إلا أن آثارها في الساحة الفنية العربية لا تزال حاضرة بقوة. فقد تركت صباح إرثًا غنيًا من الأغاني، الأفلام، والذكريات التي ستظل خالدة في أذهان محبيها.

المصدر: mtv