خاص UpndownBeirut
يعايش اللبنانيون “فترة ذهبيّة” في أسعار الوقود إذا ما قيست أسعار اليوم بنظيرتها منذ أسابيع قليلة. فأسعار صفيحة البنزين والمازوت والغاز التي تواصل انخفاضها تمنح اللبنانيين جرعة أوكسيجين في وطنٍ تخنقه الضائقات المعيشيّة ويطيحه الفراغ الحكومي ويهدده شبح تطيير قروض مؤتمر سيدر ما لم يتمّ البدء بالنهج الإصلاحي المنشود.
إلى ذلك، ينعم اللبنانيون المتنقلون في سيارتهم بسعر مقبول لصفيحة البنزين، فيما ينعم اللبنانيون القابعون في بيوتهم لا سيما في المرتفعات بأسعار مازوت مقبولة لا تحرمهم الدفء في غمرة شتاء واعد بصقيعه.
من يتحكم بأسعار النفط؟ ثلاثة لاعبين على الساحة الدولية: إيران والسعودية والولايات المتحدة، ينضم إليها لاعب رابع هو روسيا. اليوم، وفيما تغرق إيران بالعقوبات الدولية عليها مقابل إعفاء بعض دول الشرق الأقصى، تعمل السعودية والولايات المتحدة على ضمان عدم ارتفاع صارخ لأسعار النفط في العالم. فيما تسمك بزمام اللعبة منظمة “أوبك” من خلال أداة جوهرية وهي التحكم بمستويات الإنتاج، إما من خلال تقليصها متى ارتأت رفع الأسعار وإما زيادتها متى ارتأت خفض الأسعار، على الأقل إلى حدّ لا يؤدي الى انهيار الأسعار. وفي هذه الأوضاع، وتلافيًا لأيّ انهيار، تحاول أوبك تخفيف وطأة العقوبات على إيران وتأثيراتها على أسعار النفط العالمية. وعليه، تبقى مصائب قوم عند قوم فوائدُ حيث تنعكس الصراعات الدولية لمرة واحدة ونادرة إيجابًا على لبنان وشعبه من بوابة ملفٍّ حيوي في يومياته: أسعار الوقود. ويُتوقع أن تواصل هذه الأسعار انخفاضها أو استقرارها على الأقل أو ارتفاعها بنسبة لا تُذكَر.
شاهد أيضاً
“ثغرة” الظروف الاستثنائية تُغري الفاسدين
كتبت رماح هاشم في “نداء الوطن”: فرضت الظروف الحاليّة إجراءات استثنائيّة وغير اعتياديّة، حيث منحت …