نجحت الأختان الإماراتيتان هند وحمدة العبار العاملتان في مجال التصميم، بترك بصمة واضحة في مجال التصميم والابتكار، ولا سيما من خلال شركتهما Dress My Room التي تقدّم طرقاً مبتكَرة لترتيب الأثاث. هند هي القوة الإبداعية وراء تأسيس Dress My Room، حيث واصلت شغفها بالتصميم الداخلي منذ طفولتها على رغم دراستها المحاسبة وعملها في مجال الخدمات المصرفية. ومن خلال البحث الذاتي والدورات الدراسية المتخصّصة في مجال التصميم الداخلي، استطاعت وضع حجر الأساس للاستوديو الخاص بها في عام 2016. بدأت هند العمل بمفردها، وواجهت التحدّي المتمثل في تحقيق التوازن بين أعمال التصميم وإدارة عمليات الشركة. وإدراكاً لذلك، قرّرت أختها حمدة الانضمام إلى المشروع. وبفضل خلفيتها المؤسّسية، تولّت حمدة إدارة العمليات والمبيعات والعلاقات مع العملاء، مما سمح لهند بالتركيز على عملها الإبداعي. في هذا الحوار، نتعرف إلى شقيقتين مبدعتين لا يعرف طموحهما الحدود…
– كيف بدأت رحلتكما في عالم الديكور؟
نحن أختان إماراتيتان، وأُمّان أيضاً، قررنا إحداث نقلة نوعية في حياتنا العملية من خلال ترك وظائفنا لمتابعة شغفنا في مجال التصميم الداخلي. ففي عام 2016، أسّسنا Dress My Room، حيث بدأنا العمل من الصفر وكنا نقوم بكل الأعمال بأنفسنا، بدءاً من نقل الصناديق وحتى ترتيب الأثاث. وعلى الرغم من التحدّيات الأولية، تمسّكنا بأحلامنا وإصرارنا على النجاح، ونحن فخورتان ببناء فريق كامل لتنفيذ أعمال وتصاميم الاستوديو الخاص بنا.
ونسعى من خلال شركتنا Dress My Room إلى تلبية طلبات أصحاب المنازل وكذلك المستأجرين، خاصة أن قطاع العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة يشهد نمواً قوياً، وهدفنا هو مواصلة تحويل المساحات العادية إلى ملاذات مخصّصة، مما يضمن لكل عميل تجربة الراحة والرفاهية في منزل مصمَّم بشكل جميل.
– ما الذي يميّز عملكما عن الآخرين؟
بدأ نهجنا المميز لأول مرة في عام 2020، في أعقاب جائحة كورونا؛ حيث حققت الشركة مكانة فريدة في السوق من خلال إطلاق خدمة “Summer Fix”، والتي ركزت على تنفيذ عدد محدود من المشاريع وإكمال عمليات تجديد المنزل السريعة التي قد تستغرق يومين أو ثلاثة أيام. وقد حظيت هذه الخدمة بشعبية كبيرة، مما دفعنا إلى اعتمادها بشكل دائم بحلّتها واسمها الجديد “كويك فيكس”. وقد أنجزنا حتى الآن حوالى 200 طلب ضمن هذه الخدمة في مختلف أنحاء دولة الإمارات. ويتميز فريق عمل خدمة “كويك فيكس” بالدقة في المواعيد والإبداع، حيث يبدأ الفريق إجراءاته بزيارة الموقع للمعاينة، ومن ثمّ تصميم اللوحات المرئيّة التي تجسّد الأسلوب والجماليات المتنوّعة، وصولاً إلى تقديم التصاميم الداخليّة المتناسقة مع رغبة الأفراد، وذلك وفقاً لعملية سريعة تتّسم بالكفاءة واعتماد أرقى المعايير الجماليّة الاستثنائيّة.
– كيف تصفان أسلوبكما؟
لعلّ أفضل وصف لأسلوب التصميم الداخلي لدينا هو أنه انتقائي، مستوحى من مجموعة متنوعة من التأثيرات. ومع ذلك، فإن ما يميز تصميماتنا عن غيرها هو قدرتها على عكس الشخصية الفريدة لكل عميل. وبحسب وصف إحدى الزميلات في مجال التصميم والذي يلخّص نهجنا بشكل مثالي: بأنه عند النظر إلى عملنا وتصاميمنا، يمكنها أن ترى بوضوح شخصية كل عميل تتألق من خلاله. نسعى جاهدتين لإنشاء مساحات ليست مبهجة من الناحية الجمالية فحسب ولكنها أيضاً شخصية للغاية وتعكس الأذواق وأنماط الحياة الفريدة لعملائنا. كل مشروع عبارة عن رحلة تعاونية، حيث نمزج بين الأساليب والعناصر المختلفة لصياغة بيئة متناغمة نشعر حقاً بأنها موطن لعملائنا.
– ما أبرز العناصر التي تأخذانها في الاعتبار عند تنفيذ مشروع معين؟
في Dress My Room، نفكّر بدقة في العناصر المختلفة لضمان نجاح كل مشروع. أولاً، نعطي الأولوية لفهم متطلبات عملائنا، وننفّذ تصميماتنا وفقاً لرؤيتهم واحتياجاتهم الفريدة. ثانياً، نوائم تصميماتنا بشكل وثيق مع ميزانية العميل، مما يضمن أن نقدّم نتائج استثنائية ضمن معاييره المالية. وأخيراً، نشدّد على التقاط تفضيلات الأسلوب المحدّدة لعملائنا، مما يضمن أن تعكس النتيجة النهائية ذوقهم وشخصيتهم الفردية.
– وكيف تجمعان بين الطابع العملي واللمسة الجمالية؟
يُعدّ الجمع بين التطبيق العملي واللمسة الجمالية جانباً دقيقاً وأساسياً في فلسفة التصميم لدينا، حيث نعطي الأولوية لفهم الاحتياجات المحدّدة لعملائنا وكيف سيؤثر التصميم في سهولة الاستخدام الشاملة للمساحة. على الرغم من أن الأمر قد يبدو واضحاً على الورق، إلا أن التصميم يؤثّر بعمق في الأجواء وتجربة العميل داخل المكان. وينطبق هذا المبدأ على كل المشاريع السكنية والتجارية. بعد وضع الأُسس التصميمية للمشروع، ندمج العناصر الجمالية بسلاسة لتعزيز المظهر البصري للمساحة، حيث إننا نترجم هذه الأسس إلى تصميمات مذهلة بصرياً تأسر العين مع ضمان أن تخدم كل التفاصيل غرضاً عملياً. يتضمن ذلك اختيار الأثاث والتشطيبات بعناية والتي لا تُكمل التصميم فحسب، بل تعزّز أيضاً استغلال مساحة المكان بأفضل شكل ممكن مع المحافظة على الأناقة والحداثة.
– من أين تستمدّان الإلهام؟
نستلهم من مجموعة متنوعة من المصادر، مما يضمن أن يكون كل مشروع فريداً وشخصياً للغاية. في المقام الأول، نستمد الإلهام من منازل عملائنا، وأسلوبهم الفردي، وشخصيتهم. إن فهم تفضيلاتهم وأسلوب حياتهم يسمح لنا بإنشاء تصميمات تعكس هويتهم الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، نحن نواكب أحدث اتجاهات التصميم الداخلي، وندمج الأفكار المعاصِرة والحلول المبتكَرة للحفاظ على تصميماتنا جديدةً وحديثةً. من خلال مزج الأذواق الشخصية لعملائنا مع الاتجاهات الحالية، نُنشئ مساحات دائمة وعصرية.
– ماذا عن خدمة Quick Fix التي تم إطلاقها؟
أُطلقت خدمة “كويك فيكس” المبتكرة والمصمَّمة خصّيصاً للارتقاء بالمظهر الجمالي لمختلف المساحات التجاريّة. وبدعم من الخبرة والمكانة الراسخة التي اكتسبتها الشركة بفضل خدمة “كويك فيكس” التي تضمن تحويل ديكور المنازل والمساحات التجاريّة ومنحها رونقاً فريداً بأفضل أداء وخلال فترة وجيزة لا تتعدى ثلاثة أيام؛ بات حلّ التصميم الداخلي المبتكَر في متناول اليد وعبر إجراءات سلسة وسريعة خطوة بخطوة، بحيث لا يتوجّب على العميل سوى تقديم صور للمساحة التجارية الحالية، واختيار الميزانيّة التي تتناسب مع احتياجاته، ومن ثمّ اختيار الصور والتصاميم المُلهمة، وتأكيد الحجز للبدء في العمل.
– ما أجمل مشروع أنجزته شركتكما لغاية الآن؟
تعتمد الجاذبية الجمالية لأي مشروع في كثير من الأحيان على الانسجام بين فريق العمل والعملاء، ويتضمن ذلك ثقتهم في عملنا. أحد أجمل مشاريعنا حتى الآن أصبح ممكناً بفضل عميل سمح لنا بتصوّر وتصميم شيء جديد تماماً. لقد سمحت مرونته وانفتاحه بدفع حدود الابتكار والفن لدينا، مما أدى إلى إنشاء مساحة تجّسد بشكل مثالي رؤيته وخبرتنا. لقد أدت ثقة العميل، جنباً إلى جنب تصاميمنا الإبداعية، إلى إحياء هذا المشروع، مما جعله إنجازاً بارزاً لشركتنا.
– كيف تتعاملان مع الطلبات “الغريبة” التي تصلكما بين الحين والآخر؟
نتعامل مع الطلبات غير العادية بحماسة وعقلانية، طالما أنها تتفق مع قيمنا الثقافية والدينية، حيث إننا نهدف إلى تطوير هذه التحدّيات ونراها فرصاً لإظهار قدراتنا الإبداعية وحلّ المشكلات. فإذا كان الطلب ممكناً وضمن قدراتنا، نبذل قصارى جهدنا لتلبيته وإرضاء العميل حيث إن هدفنا هو تحقيق نتائج استثنائية. هذا النهج الاستباقي والقابل للتكيّف يتيح لنا تلبية احتياجات عملائنا المتنوعة مع الالتزام بمبادئنا الأساسية.
– ومع المنافسة؟
أصبح السوق مُشبعاً بالمصمّمين وخاصة المستقلّين منهم، لكننا نختار التركيز على نقاط قوّتنا وما يمكننا تقديمه بشكل فريد لعملائنا. بدلاً من التركيز على المنافسة، نعطي الأولوية لجودة عملنا وتميّزه. تجسّد خدمة “كويك فيكس” المبتكَرة لدينا هذا النهج، حيث تقدّم تجديدات منزلية سريعة وفعالة تميزنا عن غيرنا. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال تعاوننا الحصري وشراكاتنا مع المورّدين والعلامات التجارية ذات الصلة، بنينا سمعة قوية من حيث الموثوقية والتميز. ومن خلال تعزيز خدماتنا باستمرار وضمان رضا العملاء الاستثنائي، فإننا نحدّد مكانتنا في السوق ونُبرز القيمة الفريدة التي نقدّمها.
– كيف أثّر الذكاء الاصطناعي في عملكما؟ وهل كان التأثير إيجابياً أم سلبياً؟
يبدو هذا المجال واعداً ومثيراً للاهتمام، ومن المحتمل رؤية المزيد من التطورات والاستخدامات المبتكَرة للذكاء الاصطناعي في مجال تصميم الديكور الداخلي في المستقبل. بالنسبة إلينا، لم يكن هناك حاجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عملنا في الوقت الحالي، حيث لاحظنا أن الكثير من العملاء قد لا يحتاجون إلى خدمة وعملية التصميم الداخلي الكاملة التي تقدّمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يحدّد التصاميم الداخلية فريق العمل لدينا بناءً على ما يبحث عنه العميل، والذي يمكن أن يكون أكثر وضوحاً ويتطلب نهجاً أبسط. لا يمكن الذكاء الاصطناعي أن يحلّ محل التجارب الشخصية الفريدة والأفكار المبتكَرة التي يقدّمها فريقنا، بحيث لا يمكن استبدال اللمسة المخصّصة والإبداع الذي نضفيه على كل مشروع.
– كيف تصفان المشهد الإبداعي في منطقتنا؟
يتميز سوق التصميم الداخلي في المنطقة بأنه ديناميكي ومتطور، حيث يعتمد مصمّمو الديكور الداخلي على دمج العناصر التقليدية مع الاتجاهات المعاصرة من خلال المزج الإبداعي بين التراث الثقافي والجماليات الحديثة، مما يؤدي إلى تنفيذ مساحات فريدة ومبتكَرة تعكس التاريخ والتصميم المتطوّر. وهذا الاندماج يجعل المنطقة العربية مركزاً نابضاً بالحياة للإبداع في مجال التصميم الداخلي. ونحن في Dress My Room، لا يعكس عملنا الاتجاهات الحالية والمعاصِرة فحسب، بل يتضمن أيضاً تأثيرات التصميم النابعة من التراث الثقافي والفني الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضيف المزيد من العمق والأصالة إلى مشاريعنا.
– نصيحة للشابات العربيات الطموحات؟
نصيحتنا للشابات هي متابعة شغفهن بتفانٍ والحرص على العمل الجاد والاستفادة من الدعم الذي تقدّمه الجهات الحكومية لبدء مشاريعهن الخاصة. وعليهن اعتبار التحديات التي تواجههنّ فرصاً للنمو، وألاّ يقلّلن أبداً من قدراتهن. والأهم تذكّر أن رحلتهن لا تقتصر على الوصول إلى الوجهة المنشودة فحسب، بل تتعلق أيضاً بالنمو والتمكين في كل ما يخصّ عملهن.
المصدر : مجلة لها