عاش الأخوان غريم في مدينة ماربورغ الألمانية واستلهما منها قصصهما، وما زالت المدينة تحافظ على هندستها المعمارية التي تعود للعصور الوسطى وأيضا تمنح لزائر فرصة الاطلاع على الحكايات الخيالية واكتشاف المدينة العريقة.
من منا لم يستمع بشغف لحكايات الأخوين جاكوب وويلهلم غريم، “الأميرة النائمة” و”ذات الرداء الأحمر” و”أميرة بياض الثلج والأقزام السبعة” و”سندريلا”، وغيرها من الحكايات والأساطير الجميلة. حكايات ما زالت عالقة في أذهان كثيرين من مختلف دول العالم، ومن بينهم من قاده الحنين لتلك القصص إلى زيارة مدينة ماربورغ في ألمانيا، حيث استلهم الأخوان قصصهما والتعرف على قصة “المرأة الخيالية” التي خدعها الأخوان لتحكي لهما أهم قصة في تاريخهما الأدبي، “سندريلا”.
حداء سندريلا وقلعة لاندغراف
في مدينة ماربورغ عاش الأخوان غريم واستلهما منها قصصهما، وما زالت المدينة تحافظ على هندستها المعمارية التي تعود للعصور الوسطى وأيضاً تمنح للزائر فرصة الاطلاع على الحكايات الخيالية واكتشاف المدينة العريقة.
وتقع مدينة ماربورغ شمال فرانكفورت في منطقة هيسن بألمانيا، وتعرف باسم المدينة الجامعية، وهي موطن أقدم جامعة بروتستانتية في العالم. وتعتبر قلعة لاندغراف التي بنيت في القرن الـ11 أحد أشهر معالمها، وأمامها يوجد حذاء سندريلا الأحمر الذي تحول إلى أهم الرموز السياحية في المدينة، إذ يتوافد السياح من مختلف دول العالم للتجول في الأزقة والتقاط الصور في المدينة التي ألهمت الأخوين غريم. وترجمت حكايات الأخوين غريم الخيالية إلى عدد من اللغات، وكانت النسخ الألمانية الأصلية نشرت قبل 200 عام، وأسهمت في تشكيل ذاكرة أجيال من مختلف دول العالم.
حل لغز سندريلا
الأخوان جاكوب وويلهلم غريم عاشا في مدينة كاسل في ألمانيا ودرسا القانون واللغة في جامعة ماربورغ، كما كتبا أكثر من 150 قصة نشرت في مجلدين بين عامي 1812 و1814.
وخضعت هذه القصص إلى عدد لا يحصى من التعديلات لتتناسب مع الثقافات الأخرى، كما أضفت شركة ديزني طابعاً عصرياً عليها.
وتعد قصص الأخوين غريم مواد للبحث العلمي، إذ يعمل الباحثون منذ نحو 200 عام على حل لغز رواية “سندريلا” وتفاصيل كتابتها ومن أين استلهم الأخوان قصتها.
وبحسب هولغر إيرهاردت، الباحث في التاريخ بجامعة كاسل، “فإن الأخوين استلهما قصتهما من امرأة كانت تعيش في مدينة ماربورغ خلال فترة دراستهما في المدينة، وهذه المرأة هي أول من روى قصة سندريلا”.
واتبع إيرهاردت أدلة من رسائل من فيلهلم غريم إلى شقيقه جاكوب وقارنها بمجموعة من الوثائق الموجودة في كنائس ماربورغ.
الخداع
كانت شيلينبيرغ فقيرة ولم تنجب أطفالاً، لكنها كانت تملك إرثاً شفهياً من القصص والحكايات، وبحسب الباحث إيرهاردت الذي نشر كتاب “امرأة ماربورغ الخيالية”، “فإن شيلينبيرغ أمضت سنواتها الأخيرة في المستشفى وحيدة”. في عام 1810 أراد فيلهلم غريم أن يطلب من شيلينبيرغ البالغة من العمر 64 سنة في ماربورغ أن تروي له حكايات خرافية، لكنها رفضت طلبه.
وبحسب الباحث إيرهاردت، “فإن الأخوين خدعا شيلينبيرغ وأرسلا لها امرأة وأطفالها يرغبون في سماع حكاياتها، وشاركتهم حكاياتها الخيالية سندريلا، وأيضاً حكاية الطائر الذهبي”.
ووثق الأخوان غريم قصة “سندريلا”، وحولاها من إرث شفهي إلى قصة مكتوبة ترجمت إلى لغات عدة.
وعاش فيلهلم وجاكوب غريم في كاسل، ووثقا حكاياتهما الخيالية للأطفال، كما أعدا أول قاموس لغوي ألماني.
وكانت صاحبة قصة “سندريلا” شيلينبيرغ غير منفتحة على أدب دول أخرى مثل فرنسا بسبب ظروفها الاجتماعية، لكن الأخوين غريم أضافا إلى الحكاية بعض التفاصيل الخاصة بالأدب الفرنسي، بحسب الباحث إيرهاردت.
ونجح الأخوان غريم في إصدار مجموعتهما القصصية الخاصة بالأطفال، وكانا أول كاتبين في ألمانيا يعيدان إحياء الموروث الشفهي الألماني، وتعرضا في بدايتهما للسخرية من المفكرين والأدباء الألمان، لكنهما حققا بقصصهما الخيالية شهرة عالمية.
“مسار الحكاية” في مدينة ماربورغ
ويعد هذان الشقيقان من رموز ألمانيا الأدبية، إذ تحتفظ مدينة ماربورغ بأرشيفهما وتضع مجسمات توثق قصصهما الخيالية. ويمكن للسكان المحليين والسياح المشاركة في ما يسمى “مسار الحكاية الخيالية”، وتوجد أماكن مختلفة في مدينة ماربورغ تعرض قصصاً للأخوين غريم.
ويحتوي كل موقع على رمز يمكن لزائر مسحه ضوئياً على الهاتف، مما يسمح له بقراءة الحكاية الخيالية، ومن خلال ذلك يمكن له الاطلاع على الحكاية والمشي في الشوارع التي استلهم منها الأخوان غريم مشاهدهما، وأيضاً التعرف على المدينة سياحياً.
المصدر : عربية Independent