فمن ناحية، أصبحت العدّاءةُ المغربية نوال المتوكل أولَ امرأة عربية ومسلمة في التاريخ تحرز ميدالية ذهبية أولمبية، وكان ذلك عام 1984؛ ومن ناحية أخرى تُعدّ بطلة التايكوندو دنيا أبو طالب أول امرأة سعودية تتأهل مباشرةً لدورة الألعاب الأولمبية في باريس. ورغم أن نجمتي غلافنا تنتمي كلٌ منهما إلى عصر مختلف عن الأخرى في مسيرتها الرياضية، فإنهما تشتركان في ميزة واحدة، ألا وهي: أنهما فتحتا آفاقًا جديدة كلٌ في مجالها، ودعمتا تمكين النساء في مجالات جرت العادة على هيمنة الرجال عليها.
وقبل أربعة عقود، حققت نوال المتوكل إنجازًا تاريخيًا بفوزها في مسابقة 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس، وشكّل هذا الإنجاز لحظة فارقة منحت المرأة العربية الثقة بنفسها وشجعتها على ممارسة هذه الرياضة التي كانت حتى ذلك الحين حكرًا على الرجال. تقول نوال: “بعدما أصبحتُ الأولى، تبيّن لي وللعالم بأسره أن النساء في هذا الجزء من العالم قادرات، ولديهن أحلام وأهداف عظيمة في الحياة”، وتردف: “أفخرُ للغاية بأنني تمكنتُ من فتح ذلك الباب أمام كثير من الفتيات الشابات لحمل الشعلة الأولمبية، لأن تلك الشعلة ستظل مشتعلة للأبد”.
وبعد هذه المسيرة الريادية، تُسلِّم نوال المتوكل الشعلةَ الآن إلى الجيل المقبل من البطلات: مثل السعودية دنيا أبو طالب التي لا يتجاوز عمرها 26 عامًا، وهي أول امرأة سعودية تتأهل مباشرةً للأولمبياد. وتتحدث نوال عنها قائلةً: “رأيتُ تلك القوة، تلك الشرارة بداخلها وداخل كل امرأة سعودية”، مضيفة: “سأكون هناك في أغسطس لحضور منافساتها في باريس، وأتمنى أن أضع الميدالية الذهبية حول عنقها”.
ويسود إحساس مماثل بالفخر باللاعبات الرياضيات الأخريات على صفحات عدد يوليو وأغسطس 2024، حيث نلتقي السبّاحة التي خاضت غمار المسابقات ولاجئة الحرب الأهلية السورية يسرى مارديني التي أسرت قصتها القلوب حول العالم بعد أن استعرض فيلم “السباحتان” رحلتَها المذهلة على شبكة نتفليكس عام 2022. وبعد ذلك، ننطلق إلى عالم السبّاحة المصرية فريدة عثمان التي شاركت بالفعل في ثلاث دورات ألعاب أولمبية، حيث تصحبنا في رحلة عبر مراحل حياتها بالصور.
واحتفاءً بالارتباط الوثيق بين عالم الرياضة والموضة على مر القرون، يتناول أحدث أعدادنا أيضًا اختلاف طبيعة الأجسام من امرأة إلى أخرى، وتأثير ذلك على التصاميم والموديلات، سواء في عالم الرياضة أم الحياة اليومية. وفي موضوع ممتع عن الأزياء، اجتمعت نساء من جميع الأشكال والأحجام معًا في خطوة جريئة نحو تقبّل الذات، من عارضة الأزياء المصرية لوجينا صلاح التي تقبّلت إصابتها بمرض البهاق، مرورًا بشهد بودبس خريجة أكاديمية الشرطة التي انطلقت في رحلتها نحو اكتساب القوة دون أن تلقي بالاً للتغيّرات البدنية، ووصولاً إلى المتحدثة التحفيزية ونجمة الإنترنت زينب العقابي التي تعيّن عليها تعلّم المشي بطرف صناعي، ووجدت عزاءها في نهاية المطاف في الرياضة… كل هؤلاء النساء تحررن من قيود ما قيل لهن عن الكمال، وبتن يدافعن عن أن “كل جسم” جذّاب بحد ذاته. وكما تقول لوجينا: “حطّمي القالب، وكوني على طبيعتكِ، ومن ثم سيتأقلم العالم”.
وبالحديث عن التمسّك بالهوية بكل جرأة، يسلّط عدد يوليو وأغسطس 2024 أيضًا الضوء على رحلة نساء مثل زويا صقر، مؤسِّسَة “ذا فلاور سوسايتي” التي تتخذ من دبي مقرًا لها، حيث تتحدث عن التحديات التي واجهتها خلال نشأتها بسبب قدميها الكبيرتين. وعن ذلك تقول: “أدركتُ منذ صغري أنني لا أتوافق مع القوالب التقليدية، بالمعنيين الحرفي والمجازي”، وتردف: “حين بلغت الثالثة عشرة من عمري، كان مقاس قدمي قد بلغ بالفعل رقم 12 بالمقاسات الأمريكية، وهو أكبر كثيرًا من متوسط مقاس أقدام الفتيات في مثل عمري. وهذا ما قادني إلى خوض سلسلة من التجارب التي شكّلت نظرتي للحياة وقبول الذات”، والتي ربما أضافت شيئًا أكثر إيجابيةً في نهاية المطاف.
وعلى صعيد آخر، ثمة فنانات من المنطقة حطمن القوالب وفتحن آفاقًا جديدة هذا الصيف، واللواتي ستلتقون بهن على صفحات هذا العدد. وعقب النجاح الكبير الذي حققه مسلسلها الرمضاني، تفتح الممثلة والمغنية اللبنانية ماغي بو غصن قلبها وتتحدث عن مشوارها الفني وأعمالها المقبلة. ومن ناحية أخرى، تروي المطربة اللبنانية الصاعدة فرح نخول قصتها المفعمة بالإصرار والشغف، والتي جعلت منها رمزًا للأمل والتفاني في عالم الموسيقى. ومن لبنان أبحرنا إلى روما، حيث انطلقت لوتشيا سيلڤيستري المديرة الإبداعية في “بولغري”، عشيّة الاحتفال بمرور 140 عامًا على تأسيس العلامة، في جولة في رحاب أماكنها المفضّلة في المدينة الخالدة [روما].
وفي عالم الأزياء، كل الموضوعات مطروحة، بالطبع، على الطاولة عند استلهام الصيحات الجديدة. وعلى صفحات هذا القسم، استعدوا لاكتشاف قطع أساسية وعصرية من الأزياء الرياضية المفعمة بروح النصر والتي تركّز على سهولة الأداء. أما الإطلالات الجمالية، فلا تختلف عن ذلك بكثير، حيث تهيمن عليها ألوان الألعاب الأولمبية. وعلى هذا النحو، تصبح الفرصة سانحة لإحراز الذهبية!