أحلامها بحدود السماء وأبعد. إنها خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة “تيكوم – حي دبي للتصميم”، صاحبة الرؤية المستقبلية والإبداع الكبير، التي تولت إدارة مجموعة من الأعمال والمشاريع في قطاعات مختلفة، قبل أن تشغل مهام إدارة حي دبي للتصميم، فكانت هذه نقلة نوعية ساعدتها على تمكين قيادة رؤية حي دبي للتصميم ليصبح وجهة عالمية للإبداع في مجالات الأزياء والفنون والتصميم والهندسة المعمارية. في هذا الحوار، نتعرف إلى خديجة، الشخصية القيادية البارزة والمبدعة المتميزة التي تجيد اغتنام الفرص وتطمح لأن تكون مصدر إلهام ودعم وإرشاد للمرأة.
أصبح حي دبي للتصميم وجهة عالمية تستقطب المبدعين المحليين والعالميين. أخبرينا عن دوره في ترسيخ مكانة دبي كوجهة ثقافية عالمية.
تمتاز دبي بنسيجها الاجتماعي المتنوع والفريد الذي ينعكس في المشهد الثقافي والإبداعي للإمارة. وقد عمل حي دبي للتصميم على مدار أكثر من عقد من الزمن على دعم ورعاية هذا المجتمع المتنوع، إذ نوفر، بصفتنا جزءاً من مجموعة “تيكوم”، بيئة داعمة للشركات المتخصّصة في مجالات التصميم والأزياء والفن والهندسة المعمارية. كما نوفر وجهة ومنصات مبتكرة للمواهب الإبداعية تمكّنهم من النمو والتطور. ويضمّ حي دبي للتصميم اليوم أكثر من ألف عميل من أبرز الشركات العالمية والإقليمية في مجالات التصميم والإبداع يعمل فيها ما يزيد عن 19 ألف متخصّص مبدع. ولا نزال نشهد نمواً مستمراً، حيث يجذب موقع دبي الاستراتيجي وما توفره من بنية تحتية عالمية المستوى المزيد من الشركات. كما يساهم الشركاء البارزون والفعاليات رفيعة المستوى على غرار أسبوع دبي للموضة وأسبوع دبي للتصميم ومهرجان “سول دي إكس بي” في تمكين العلامات التجارية المحلية والإقليمية والعالمية من الوصول إلى أسواق وجماهير جديدة وعقد شراكات استراتيجية، بما يساعد في ترسيخ مكانة دبي ضمن شبكة اليونسكو للمدن العالمية المبدعة في التصميم.
– كيف تساهم فعاليات هذا الحي في تمكين الشركات الصغيرة ودعم المجتمع الإبداعي المتنامي في دبي؟
يوفر حي دبي للتصميم حلولاً تجارية ومنصات مبتكرة تلبّي احتياجات الشركات العالمية والشركات الصغيرة وروّاد الأعمال، حيث يمكنهم توسيع مساحاتهم لتواكب نمو أعمالهم، والتفاعل في الوقت نفسه مع مجتمع حيوي يضم الأقران وعمالقة القطاع، بالإضافة إلى الاستفادة من روزنامة سنوية حافلة بالفعاليات والأنشطة في شتى مجالات الإبداع. كما يتعاون حي دبي للتصميم مع in5 للتصميم، حاضنة الأعمال للشركات الناشئة التابعة لمجموعة “تيكوم”، التي تتيح لروّاد الأعمال الوصول إلى مرافق مجهّزة بالكامل وبرامج توجيه وإرشاد شاملة. ويضمّ حي دبي للتصميم أيضاً معهد “دبي للتصميم والابتكار” ومعهد “FAD Dubai” لتصميم الأزياء، اللذين يعملان على تمكين الجيل القادم من المواهب في مجال التصميم، فضلاً عن افتتاح الفرع الإقليمي الأول للمدرسة العالمية لصياغة المجوهرات المرموقة “ليكول” في حي دبي للتصميم أخيراً.
– ما هي خططك المستقبلية لمواصلة الارتقاء في حي دبي للتصميم؟
يعدّ الابتكار والتعاون من الركائز الرئيسة لدفع عجلة النمو المستدام وتحقيق النجاح. كما تمثل الشراكات الاستراتيجية جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتنا، لما تؤديه من دورٍ محوري في إثراء مواردنا وتعزيز حضورنا وأثرنا لتحقيق نتائج بارزة. ونجحنا في عام 2023 في عقد شراكات قيّمة مع اتحاد ميلانو دوريني للتصميم والرابطة الإيطالية لمصمّمي الديكور الداخلي المحترفين لتعزيز مكانة دبي في الأسواق الرئيسة. ونطمح من خلال تسليط الضوء على البيئة الجاذبة التي تمتاز بها دبي وما تقدّمه من بيئة مثالية للشركات الإبداعية إلى استقطاب المزيد من المستثمرين والمواهب لتعزيز مجتمعنا من جهة ودعم الاقتصاد الإبداعي من جهة أخرى.
– حرص حي دبي للتصميم على مواكبة الابتكارات التكنولوجية الأخيرة مثل “الميتافيرس” والرموز غير القابلة للاستبدال. أخبرينا أكثر عن ذلك؟
“الميتافيرس” عالم افتراضي جديد ومشوّق يفتح أمام المصممين آفاقاً واسعة للتواصل مع جمهور عالمي والتألّق في المجال الإبداعي. وقد شهدنا دخول العديد من العلامات التجارية ضمن منظومتنا إلى “الميتافيرس” وخوض تجارب ناجحة في مجال الرموز غير القابلة للاستبدال. ولن يمرّ وقت طويل قبل أن نشهد دخول المزيد من الجهات الجديدة إلى هذا المجال. ونطمح إلى مواصلة تطوير منصتنا لتمكين العملاء من تبادل الأفكار والتعاون والاستفادة من مثل هذه الابتكارات التكنولوجية للارتقاء بالقطاع بطرق فعّالة وريادية، وبالتالي البقاء في صدارة مشهد التصميم العالمي.
– ما أهم الإنجازات التي حققتها لغاية اليوم؟
حقق حي دبي للتصميم إنجازات مهمة خلال العقد الماضي، كان أهمها التعاون مع مجلس الأزياء العربي لإطلاق أسبوع دبي للموضة. وقد لاقى موسم خريف وشتاء 2024 لأسبوع دبي للموضة نجاحاً بارزاً، حيث شارك في افتتاح الفعالية ويس جوردون، المدير الإبداعي لعلامة “كارولينا هيريرا”، وكان الختام مع عرض استثنائي للمصمّم العالمي ريزمان روزيني بمشاركة عارضة الأزياء الشهيرة نعومي كامبل. وتعكس شراكاتنا الأخيرة مع الرابطة الإيطالية لمصمّمي الديكور الداخلي المحترفين واتحاد ميلانو دوريني للتصميم التزامنا بتعزيز مكانة مجتمع دبي الإبداعي على الصعيد العالمي. فقد استضفنا أخيراً أول فعالية لنا في ميلانو بالتعاون مع اتحاد ميلانو دوريني للتصميم على هامش أسبوع ميلانو للتصميم. ويُعدّ تصنيفنا ضمن قائمة “BoF 500” العالمية للموضة لعام 2023، إلى جانب زملائنا البارزين والمؤثرين في قطاع الموضة العالمي، إنجازاً بارزاً يعكس بشكل أساسي مكانة دبي بصفتها إحدى عواصم الموضة العالمية.
– من أين تستمدّين إلهامك لابتكار الأفكار الإبداعية باستمرار؟
مجتمع حي دبي للتصميم هو مصدر إلهام غني ومتجدّد، حيث أقوم بجولات ميدانية بانتظام بهدف التواصل مع قادة الأعمال ورواد الأعمال والاطلاع على طموحاتهم وأهدافهم والتحدّيات التي تواجههم. ويساعدني ذلك على صياغة استراتيجية حي دبي للتصميم وتحديد الفرص لتحسين خدمة عملائنا وضمان أن يصبّ كل ما نقدّمه، سواء كان فعالية أو منصّة أو شريكاً جديداً، في مصلحة مجتمعنا. ولا يسعنا إلا أن نتأثر بمصدر الإلهام الدائم الذي يحيط بنا وسط كل هذه المواهب المبدعة.
– من خلال منصبك، كيف تسعين إلى دعم المرأة وتمكينها في قطاعَيّ الأعمال والإبداع؟
إنّ تمكين المرأة ودعمها في مكان العمل هما حقاً من أكثر الأمور المحبّبة إلى قلبي. فقد حصلتُ شخصياً على الدعم اللازم خلال مسيرتي المهنية، لذلك أطمح لأن أصبح بدوري مصدر إلهام ودعم وإرشاد للمرأة أينما كانت. وبالتالي، أسعى دوماً إلى توفير البيئة المواتية التي تتيح للمرأة التعبير عن أفكارها من دون تردّد وتسنّم مناصب قيادية وعدم التوقّف يوماً عن السعي وراء أحلامها وطموحاتها.
وفي حي دبي للتصميم، يشمل ذلك شبكات الإرشاد والدعم لإتاحة فرص تنمية المهارات وتبادل المعرفة. وفي هذا السياق، تساهم أيضاً حاضنة الأعمال in5 للتصميم في توفير مختبرات مخصّصة للإبداع وتنظيم الفعاليات ذات الصلة وافتتاح المتاجر المؤقتة ومنح فرص التعلّم التي تدعم تنمية المواهب. كما نزوّد العلامات التجارية وروّاد الأعمال الناشئين بالفرص الملائمة لاستعراض أعمالهم، من خلال فعاليات بارزة مثل أسبوع دبي للموضة وأسبوع دبي للتصميم ومهرجان “سول دي إكس بي”.
– ما هي الفعاليات التي تركت أثراً ملحوظاً فيك وجعلتك تشعرين بالفخر لتنظيمها؟
لا شك في أن أسبوع دبي للموضة يمثّل إحدى أهم الفعاليات التي شارك حي دبي للتصميم في تأسيسها، حيث يساهم كل موسم في رفع معايير التميز والارتقاء بقطاع الأزياء في المنطقة وترسيخ مكانة دبي كإحدى أهم عواصم الموضة العالمية، إلى جانب باريس ونيويورك ولندن وميلانو. وتعكس التشكيلات التي يقدّمها أسبوع دبي للموضة جودة المواهب المشاركة، حيث نواصل استقطاب الفنانين الدوليين إلى منصات العروض الخاصة بنا، بينما نساعد العلامات التجارية المحلية والإقليمية على تعزيز حضورها على الساحة العالمية، لا سيما مع البدء بتنظيم بعض فعاليات أسبوع دبي للموضة في مواقع مختلفة من دبي. نفخر بتنظيم هذا الحدث الرائد الذي ينجح في تقديم مستوى أفضل مع كل نسخة جديدة
– وما هي الفعاليات الجديدة المرتقبة في المستقبل القريب؟
شهد هذا العام انطلاقة رائعة مع تنظيم أول فعالية لنا على الإطلاق في ميلانو على هامش أسبوع ميلانو للموضة وافتتاح أول فرع إقليمي للمدرسة العالمية لصياغة المجوهرات المرموقة “ليكول” في حي دبي للتصميم أخيراً. وسيعود أسبوع دبي للموضة بنسخته المرتقبة لموسم الربيع والصيف في الخريف المقبل، إذ ندعوكم لمتابعة الإعلان عن برنامجه المميز، كما نتطلع للإعلان عن الشركاء الجدد الذين سينضمون إلى مجتمعنا خلال هذا العام، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والأخبار المميزة التي سنكشف عنها في الوقت المناسب.
– ما هو الهدف الأسمى لحيّ دبي للتصميم؟
تبذل دبي جهوداً حثيثة لتعزيز الاقتصاد الإبداعي وترسيخ مكانتها وجهةً عالمية للإبداع. وتتمثل رؤيتنا في لعب دور محوري في تحقيق هذا الطموح. ونوفر منظومة متكاملة تتيح للمواهب الإبداعية الازدهار والتألق والتعاون لتقديم ابتكارات فريدة. ونسعى جاهدين لمواصلة جذب المزيد من الشركات في مجالَي التصميم والإبداع بهدف إضفاء المزيد من التنوع على المشهد الإبداعي والثقافي في المنطقة، وكذلك ضمان استفادة الشركات والمواهب المحلية من اقتصاد إبداعي مزدهر وسريع النمو يفتح لهم الباب إلى الفرص والأسواق العالمية. كما نسعى من خلال الحرص على التطوير المستمر ودعم مجتمعنا إلى ترسيخ مكانة دبي بصفتها جهة رائدة لتأسيس الشركات الإبداعية على مستوى العالم.
– رسالتك إلى المرأة الإماراتية خصوصاً، والعربية عموماً.
يكمن سرّ النجاح في اغتنام الفرص والمخاطَرة أحياناً. لا تخافي من التعبير عن إبداعك ومشاركة أفكاركِ حتى لو كانت جريئة. وكلما حققتِ إنجازاً جديداً، تذكّري أنكِ بذلك تفتحين الأبواب للنساء اللواتي يسرن على خطاكِ.
– في خضمّ جدول أعمالك المزدحم، أين تجدين الراحة؟
السفر هو بنظري أفضل وسيلة للراحة والابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية. فزيارة مدن جديدة والتعرّف على ثقافات مختلفة واستكشاف المعارض الفنية والهندسة المعمارية الخاصّة بكلّ مدينة والاستمتاع بأطباقها التقليدية هو ما أعشق القيام به بأدقّ تفاصيله. وأحبّ أيضاً الوقوف على الأهمية التي يحظى بها قطاع التصميم في مختلف مدن العالم، وهذا الشغف يدفعني لتطوير الأفكار المبتكرة التي يمكننا الاستفادة منها في حي دبي للتصميم. ولا أنسى بالطبع الفنّانين الجدد الذين يستحقّون الاهتمام ومتابعة أعمالهم باستمرار. إنّها لطريقة رائعة جداً للراحة والاستلهام.
المصدر : مجلة لها