“كوميدي نايت “ ماريو باسيل وشادي مارون في جولة مميزة بكندا “ننشر ثقافة الضحك الهادف لننسى واقعنا “
حاورته ريتا واكيم
“كوميدي نايت” من بيروت الى كندا .. وصل الممثلان الكوميديان ماريو باسيل وشادي مارون الى كندا في جولة يتنقلان فيها ما بين تورنتو فمونتريال الى العاصمة اوتاوا ومن ثم هاليفاكس بعد غياب عن الجمهور العربي يعود الى عام ٢٠٠٨ من تنظيم لورديا اوتاوا للمتعهد الكندي اللبناني الاصل ميشال عماد
ساعتان من الضحك المتواصل من دون دقيقة ملل , تفصلك عن همومك اليومية ، يقوم خلالها الثنائي الاقوى في المسرح الكوميدي في لبنان بتجسيد الواقع او الجو العام في Pan Arab من دون ان يقتصر العرض على فريق عمل كبير ولوحات واخراج واضاءة وملابس بل يعتمد على الفكرة والنص مع الكوميديا مما يتطلب تمثيل واداء متمّكن ويصيب الهدف .
“ا سكتشات” صيغت بأسلوب تفّرد به الفنان المبدع ماريو باسيل من وقت انطلاقته في لبنان عام 1998 عبر برنامج” مُنع في لبنان ” وبعيد ذلك اطلق “Comedy Night “ما يُعرف ” Stand up comedy ” يقوم من خلاله بكل حرفية” الصنايعي ” او الممثل المحترف كما يدعونه في مصر بإيصال رسالته الى العالم بأسلوب جريء وفن التقليد .
من شخصية شكسبير التي ابتكرها مؤخرا ، الى شخصيات سياسية في العالم اداء رائع لشادي مارون وهو الحاصل على الميدالية الذهبية عن فئة التقليد حيث نجح بتقليد رئيس مجلس النواب نبيه بري في برنامج استديو الفن عام ١٩٩٣ الذي صدّر اهم المواهب الى العالم ، لا تحلو السهرة من دون ماريوكا فختامها دوما مسك مع ماريوكا ، شخصية ابتكرها واجاد تجسيدها بإتقان ماريو باسيل فأبدع .موهبة تُرفع لها القبعة ،لم تغيره اضواء الشهرة التي حصدها خلال مسيرة قاربت ال٢٥ عاماً ، حتى بعد نيله جائزة « الموريكس دور” كأفضل ممثل كوميدي في لبنان لعام ٢٠٠٩ ظل كما هو الممثل المثقف والواسع الاطلاع فنياً ، المتواضع الساعي دائماً وابدا الى التقدم والتطور ومجاراة المتغيرات في فن الكوميديا المسرحية في العالم مما اكسبه محبة الملايين من متابعيه حول العالم.
ولما سألناه لماذا اختار الكوميديا وليس الدراما او الميلودراما اجابنا انه عشق السينما والموسيقى ، فمنذ نعومة اظافره تستهوية افلام آل باتشينو وجاك نيكولسون ومارلون براندون وبعد ذلك درس الهندسة الزراعية من ثم تخصص في communications arts وصقل موهبته بعدها في دراسة السينما في فرنسا
ايام الجامعة اكتُشفت موهبته للكوميديا من خلال مسرحيات يقوم بتحضيرها طلاب الجامعة وكونه شخص مرح بطبعه ويحب الضحك ويمتلك الموهبة ، وقتها لم تتطلب الكوميديا في لبنان امكانيات وانتاجات ضخمة ، بل موهبة وثقافة وكتابة
كما يقول الممثل الاميركي وودي آلن اذا اعطيت اجمل شخص اجمل نص لن يكون بمقدوره ان يُضحك الجمهور بينما اذا اعطيت نصاً فاشلاً لشخص موهوب “طريف ” سيكون بمقدوره اضحاك الجمهور .وبعدها عمل في مجال الاعلانات وتعلم كيفية التسويق لافكاره وللانتاج المسرحي الذي اقوم به بتمويله الشخصي
وعن الفنان الكوميدي الذي تأثر به فيقول : ” من لبنان احب زياد الرحباني اما عربياً لطالما كانت تُذهلني موهبة وافلام الزعيم عادل امام فالشعب المصري معروف بخفة الدم وروح النكتة . كما تأثرت برواد الكوميديا في الغرب واوروبا امثال بيل كوسبي ، وودي الان ، كريس روك وجاد المالح من الجيل الجديد انه لموهبة كبيرة
فأنا استوحيت مسرحياتي من عدة ثقافات مثلا اخذت البعض من مسرح الشانسونييه في فرنسا والبعض الاخر من الستاند اب كوميدي من اميركا ومسرح الburlesque في فرنسا “للكوميدي نايت ” حيث استعنت براقصين وراقصات ، اذاً لم يقتصر عملي على لون واحد فقط فأنا استعملت كل اسلحة الكوميديا من كل ما ذكرت مع تقنية اللعب على الكلام ، جمعتها في مسرح واحد وقمت ب”لببنتها”محليا.
خلاصة قراءاتي ومتابعتي للكوميديا في العالم دخلت في اللاوعي عندي ودفعتني الى “لبننة” الكوميديا العربية والاجنبية لتصبح موجهة للمشاهد اللبناني منذ بداياتي في المسرح الكوميدي .
واضاف :”تأثرت بالمسرحي انطونان ارتو الذي اطلق “Le Theatre de la cruauté” الذي كان يقول المسرح يجب ان يصدم ليؤثر بالمشاهد ويدفعه للتفكير بالنسبة لي عندما يكون الجمهور قد مر بexpérience artistique” اي بمراحل: “ضحك ، وفكر وراجع نفسه ” وخرج من المسرحية full of emotions “ يعني اني نجحت بدوري .
ولما سألنا ماريو وشادي مارون كيف يتلقفان كممثلين كوميدي الازمات التي تعصف بالعالم العربي حالياً يقول ماريو ان جزءاً كبير اً من الكوميديا ينبع من الدراما والتراجيديا يعني لما ُدفع بالتراجيديا الى الاخير او الى الحد الاقسى تصبح كوميديا وانا اشتغلت على تحويل الدمعة الى ضحكة وهذا سر نجاح مسرحي .من المؤكد ان ما يحصل اليوم محزن ومحبط لذا فإن مهمة الكوميديا التمويه عن الناس والترفيه عنهم لينسوا ما يحصل على ارض الواقع .
واود ذكر ان الفنان يتأثر بما يحيطه لانه حساس اكثر من غيره
يُقال عني “جلاد السياسيين” لاني انتقدهم بمسرحي واعمالي
لدرجة ان البعض يقولون لي انهم يكرهون انفسهم عندما يشاهدون تقليد شخصيتهم على المسرح .
اشفق اكثر على الذين يجرون وراء الزعماء السياسيين ان كان في لبنان او في العالم العربي حتى اليوم وبعد كل ما يجري ، هؤلاء هم مرضى نفسيون لانهم يعانون من” stockholm syndrome” اي الضحية التي تُغرم بجلادها .
ماذا غيّر الزواج والابوة في ماريو باسيل اجاب “غيراني كثيرا” وعما كان لدى ابنته صوفيا اي ميول فنية وهل ورثت عنه الموهبة بعد ان اخبرته ان معظم ابناء الفنانين في مصر حملوا الشعلة عن أبائهم مثل عادل امام ومحمود ياسين ومحمد عبد العزيز وفاروق الفيشاوي وفريد شوقي وسمير غانم وغيرهم ، اجاب ” هي تملك حس الطرافة مثلي وامها تصطحبها الى صف الباليه وانا اشجعها على صف الكاراتيه لتصبح قوية وقادرة عن الدفاع عن نفسها
ولا اشجعها على التمثيل لان هذا المجال قاسي وصعب بالنسبة لطفلة وانا دوري كأب protective حمايتها
اما شادي مارون فهو يشجع اولاده على دراسة ما يحبونه ان كان فن او تمثيل لكن ليس في لبنان لان الممثل الكوميدي لا يأخد حقه مع الاسف في لبنان
اما نصيحته للاجيال المقبلة في الكوميديا فهي : “اعتقد الكوميديا هي التي تختار الشخص وليس العكس” “احبب ما تعمل واعمل عليه وستبرع فيه لا محالة ” الموهبة مع سعة الثقافة هي الاساس
اما شادي مارون فأجاب مازحا ومستشهدا بمقولة لزياد الرحباني ” الجيل اللي جاية بنصحو ما يجي “
عما اذا كان يعتقد انه في امل بالنهوض بلبنان فقال:
“بالنسبة لي لبنان يعرج ولا يقع لبنان يرجع دائماً رغم كل الازمات من خلال عالم الانتشار والكفاءات التي صدّرها الى العالم “
اما بالنسبة لشادي مارون لبنان يشبه طائر الفنيق الذي ينتفض دائما من تحت الرماد وادعو المسؤولين ان يوفروا الامن والامان للفنان والانسان و الظروف المؤاتية للتركيز والعمل حتى لا يكون هاجس الفنان الوصع الاقتصادي وتوفير البنى التحتية والامور المعيشية ..اما ماريو فنوه بأن الفن هو من الكماليات لذا يجب اولا توفير الامور البديهية منها الاكل والسكن والكهرباء والطبابة ليكون بمقدور الفنان الازدهار والتطور ولا ينشغل بتأمين امور الحياة الاساسية
في الختام ودعناهما بعد هذا اللقاء الجميل كخفة ظل الكوميديين وتركناهما ليكملا الجولة في كندا التي ستمتد الى ٧ نوفمبر :”نحن سعداء بوجودنا هنا
وبالمحبة التي احاطتنا بها الجالية اللبنانية في كندا
هذه الزيارة لها نكهة خاصة بلقاء جمهورنا اللبناني والعربي”
تصوير هشام الغضبان