عندما اجتمعت بسعادتي كانت فرحتي لا توصف فبعد كل هذا الوقت من الانتظار الذي طلبته للاجتماع بها، ها هي تجلس أمامي بكامل اناقتها ..
انا وسعادتي في غرفة واحدة وهي تعطيني جل اهتمامها وانتباهها.
كنت سعيدا بما حل بي يومها وقررت أن أخبرها كل أخباري .. وكل ما غاب عنها من اخبار ومستجدات أثناء اعتكافها زمنا لا يستهان به.
كان حديثي معها عتبا ممزوجا باستنكار علمي ذو نهج سردي على سهولته بدا ممتنعا عن الانهزام أمام قرارها الاخير بالاعتكاف.
وبين محاولاتي عدم إفشاء فرحتي بقدومها الا أنني صممت أن أصمد أمام قراري كي لا أبدو مهلهلا أمامها فأنا لم اتعود أن استجدي عطف السنين وانتباهتها.
سعادتي كانت مشرقة بكل كيانها وطاقتها ومكنونها فهي كاللؤلؤ في استدارته ونقائه..
حاولت استراق النظر مرارا لأحتضن لون عيونها الخضراء كمرج على مد النظر لا يمكنك إدراكه إلا إن أضعت نفسك بين جنباته..
عبثا حاولت احتواء سعادتي بكل إنجازاتها وخطواتها ومخططاتها…. فهي كالحصان البري الجامح تصهل وتركض وتشيب حكمة وروعة وكمالا ودلالا وجمالا.
حاولت أن اتقمص شخصية سعادتي لأبدو كجندي باسل مخضرم بين الشعور والاستشعار وبعد كل الإشارات التي أطلقتها والكمائن التي نصبتها لأوقع وأطبق على سعادتي في الفخ الأبدي السرمدي .. فوجئت بتحول في سلوك سعادتي ..
ولأول مرة منذ أن بدأ اجتماعي بها بدت منهكة من كثرة التمثيل وانتحال صفة الصلابة وتراجع مستوى هرمون الاوكسيتوسين في قامتها وكيانها.. وبدأ مزيجا من الاندروفين جليا في جلباتها..
فقامت وانتفضت وتعالت وقالت ببساطة … الاجتماع انتهى عزيزي الإحباط .. يمكنك أن تنصرف اليوم ..
احيانا علينا أن نترك الجموح يسيطر على السعادة كي لا نقع في أفخاخ الإحباط
وحدها الحكمة تمسك لجام وصهوة الاتزان
أميرة سكر