دعاء نعيم تكتب:ـ
رمضان ودفء البيت
منذ خمس سنوات مضت وأنا أجلس علي مائدة الإفطار بأطفالي الصغار أشعر بالوحدة، فلقد عشت سنوات طويلة في صغرى كانت جلستى فيها على مائدة يعتليها أبي وأمي وأخواتي وجدي وجدتي وأعمامي كنت اشعر دائما بالدفء، كان بيتا بمعني الكلمة افتقد لياليها وأيامها، جدتي زينب وبيتها العامر، كنت أشعر بأن هناك شيئا ما ينقص سفرتى يشعرنى بالتقصير تجاه أطفالي، وأطرح على ذهى سؤالا لماذا لا يوجد لدى أبنائى ..مثلما كنت في نعومة أظافري ..نعم كنت محظوظة في صغرى بعائلة أبي كانت جدتي وجدي رباط قوي يلم حوله باقي الأفرع
بكيت كثيرا وحدي كنت أتابع نظرات ابني وابنتي وأتفهم ما تحكيه أعينهم وأبتسم وأقول نحن عائله صغيره لا ينقصنا شيء ولا نكتمل بأحد من أرادنا يعرف أين يجدنا
اليوم وفي هذا الشهر سيكتمل عامي الثامن والثلاثون اجلس علي مائدة الإفطار بأول أيام بشهر رمضان لأجد أنها زاخرة بكنز عمرى ..ابنتي أصبحت عروسا وقد امتلئ كرسيها بطلتها واعتلت رأسها فأصبحت تجالسني كرفيقه، طولها أصبح مثلي وابني كبر وظهر الشعر بذراعه وأصبحت ضحكته ترتسم على ملامحه الرجولية
وصديقتى بجواري تحتضن بيتي وتديره بحب وابنها المسالم الذي إذا ضحك شعرت أن مازال بالحياة شيء سليم لم تدنسه شرور العالم الخارجي، وكلبي وكلبتي بالجوار يلامسان قدمي ويحرسان قلبي …اليوم امتلأت مائدتي وتحدثنا وضحكنا وبات بيتي دافئا
لكل أم وحيده تحمل من الأعباء أثقلها ومن الكلمات السامة من المجتمع أقبحها، كل شيء سيكون بخير وللخير يؤهلنا الله دائما، كل الأحداث التي مرت رغم ألمها كانت تمهيد لما هو أجمل
لا تقنطوا من رحمات الله ولا تفقدوا شغفكم بالحياة، نحن محاربات رغم دمائنا وأوجاعنا نصنع المجد ونبني بيوت دافئة عامره بالحب والسلام