أنا محاربة
بقلم: – دعاء نعيم
لا نحتاج لمن يهدينا الورود ولا يوم يكفينا، حاربت من اغتابوني لسنوات بعدم اكتراثي لهم وتركيزي بقتالي بالعمل لأجل أبنائي هم شغلهم الشاغل تتبعي وأنا شغلي الشاغل كان مستقبل أبنائي، لا أريد ان ينتقص منهم شيء لا معنوي ولا مادي ولا اجتماعي
قالوا عني حلاقه فناقشت الدكتوراه بعلمي وعملي..قالوا عني عارضه لجسدي فناقشت الأخلاق والدين والعرف ولدي من العلم ما يغير أمة للأفضل وعقول للأزهى والأبهى، فالجهلاء بمجتمعنا كثيرون، ومن يتبعون مقوله وجدنا آباءنا لها عابدون
قالوا عني متطرفة الفكر والمنهج والعقيدة وأبنائي مازالوا إلى الآن يقبلون يدي ورأسي بالصباح وينظرون للأسفل وهم يتحدثون معي
أنا محاربه حاربت السرطان اللعين لسنوات وسأنتصر عليه يوما ومازلت احمله بداخلي واحمل معه جمالي وشغفي لم ينتقص مني شيء
وحاربت مجتمع ينظر للمرأة العاملة المطلقة علي إنها سلعه للمتعة فتهافتوا علي عروض الزواج مني لأنني إضافة لهم بعلمي وعملي ونجاحي وجمالي فأصبحت أنا من تتحكم بدخول أي شخص بحياتي أنا فقط وليست احتياجاتي
أنا محاربه حاربت من انتهكوا حرمتي وسرقوا عمري وتيتمت أبنائي وأنا في بلد لا أعلم منها ولا فيها أي شيء، ضعيفة وحيده وغير قادرة علي التفاعل فالثقافات مختلفة اليوم أنا علم من أعلام تلك البلد
حاولوا هزيمتي بكل الطرق وكان نصر الله، كنت أحارب بجميع الجهات كلام يؤذيني ورسائل تحبطني ومؤامرات وبلاغات لفساد عملي، كنت وحدي أقف شامخة يهابون قوتي وشموخي وجمالي الذي يزدهر كل يوم يشاهدوني من بعيد وأنا أتحول واشتد ولا أبالي
أنا محاربه كنت أنا الأم والأب وجميع الأهل لأبنائي، أنا من يطهو ويعلم ويربي ويتابع ويسرد القصص للتوعية والأحاديث للتربية، وأناقش أتفه الخلافات بينهم وبداخلي ينهار من ما أراه بالدنيا متعبه ومنهكة ومازلت ابتسم لهم بحب وكأنني أم فقط تجلس بالمنزل لترعي ما خلقها الله لرعايتهم
أنا محاربه كنت ومازلت أعتلى فرسي واحمل رمحي وقوسي وسيفي، احمي أبنائي بكل قوتي لا يعلمون مدي معاناتي هم فقط يروني اقوي ما بالدنيا وأشدهم بأسا وصلابة، يعتقدون أنني قادرة علي حمل الدنيا وحدي يقولون لي إنني خارقه ويسألون يوميا هل هناك احد مثلك بالدنيا
أنا محاربه حاربت اعتقادات خاطئة تحمل من العرف الكثير وجاهلة بالدين ورب الدنيا بريء منها واجهتها وحدي
أنا محاربه حاربت غيره نساء لا أعلمهم ولا يعرفوني سوا شكلا واسما آذوني بكلمات كثيرة سمعتها ودعوت ربي بأني أود الاقتصاص منهم بالآخرة فأنا متبرجة ولا أؤذي سوى نفسي فقصاصهم بالأخرة، سأحمل من حسناتهم مايكفيني لامحو بها الذنوب التي جنيتها من تبرجي سأسعد دنيا وأخره فالذي بيني وبين ربي لا يعلمه سواه
أنا عشت محاربه ومازلت محاربه وسأموت وأنا هكذا واقفة بعملي او أقود سيارتي بكامل تأنقي ولو ذبلت روحي من ظلم عباده وسرقتهم لعمري وسعادتي واستباحتهم لمالي وعرضي
أنا ومن مثلي مهما تألمنا لن ترونا ضعفاء بل نزداد تألق أكثر، فالأزمات تجعلنا أكثر بطشا وأكثر جمالا من الخارج
أنا ومن مثلي من المحاربات اللاتى لا وقت لديها للنظر للخلف فهي تجري بالدنيا لأجل ما تحمله من مسئوليات كانت لذكور يجلسون بحضن أمهاتهم وأبائهم العواهر يتحدثون عن الشرفاء من النساء اللاتي تتحمل مسئولياتهم وأبناءهم
نحن نساء بشعورنا وملابسنا الكاشفة لمفاتننا أكثر شرفا من ذكور مستأنسه ، يرمون أبناءهم ولا يعلمون عنهم شيء ولا يحملون من عبئهم شيء
نحن محاربات شريفات فخورين بأنفسنا تركونا بمنتصف الطريق عكس اتجاه السير يوما ما ، بعد ما كنا نختبئ بداخل الجدران يدللنا آباءنا ويحافظون علينا لحين أن يأخذ أمانتنا رجل حق يتحمل بيته ويحافظ علي عرضه
أيها النساء اللاتي تحيي كنساء فقط لا تلومونا علي أننا نلمع أكثر منكم فالذي يلمع هي دموعنا …ولا تغارون منا فنحن شكل فقط بلا روح …ولا تستبيحوا عرضنا ولا أموالنا فنحن تعبنا لكي نقوي علي الوقوف وحدنا
أنا محاربة
لا أهاب سوى الله اعتز بنفسي وأقدرها
استمد طاقاتي من كل أراد هزيمتي لأنني محاربه
استمد كبريائي من عيون ابني المليئة بالحب والطمأنينة بوجودي
استمد عنفوانى من صلابة ابنتي فهي تنمو كل يوم وهي تنظر لي وهي علي يقين إنني أحملها وهنا بجوارها وهذا يكفيها
استمد طاقتي من حب أصدقائي لي فأنا أم لكل من حولي
أنا محاربه وأنتي أيضا