في مئوية العلاقة بين البطريركية والسعودية.. الراعي: المملكة لم تورّطنا في حروب.. بخاري للسياسيين: غلّبوا المصلحة اللبنانية!

في مئوية العلاقة بين البطريركية والسعودية.. الراعي: المملكة لم تورّطنا في حروب.. بخاري للسياسيين: غلّبوا المصلحة اللبنانية

اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال الاحتفال بمئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة السعودية، ان “السعودية تبقى صديقة للبنان وللبطريركية المارونية، آملا تشكيل الحكومة واجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدهما”. من جهته، أمل السفير السعودي من الافرقاء السياسيين تغليب المصلحة اللبنانية، مشيرا الى ان البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله بمحاور تمس بهوية لبنان العربية”.

جدد السفير السعودي وليد بخاري عهد المملكة العربية السعودية بنشر ثقافة السلام وتعزيز سبل العيش وحفظ كرامة الانسان. واستهل كلامه بالقول: “باسم الله الذي خلق البشر ودعاهم للعيش كأخوة لنشر قيم المحبة والخير والسلام، سلام على مئوية لبنان الكبير والشراكة والاخوة… من صرح المحبة نطلق نداء السلام على الارض ولاننا دعاة سلم وسلام فمستقبلنا في هذا الشرق هو السلام بعيدا عن التعصب والطائفية والتطرف ايا كان مصدره”.

واستذكر بخاري ما قاله قداسة البابا فرنسيس في يوم الصلاة من اجل لبنان: “ان لبنان رسالته ان يكون ارض تسامح وتعددية وواحة اخوة تلتقي فيها الاديان والطوائف المختلفة”.وتابع “انطلاقاً من مرجعية بكركي الوطنية، نوصي بالمحافظة على العيش المشترك الذي ارسى اسسه اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي في لبنان.

 

واضاف:”من هذه الشرفة نأمل من الافرقاء السياسيين ان يغلّبوا المصلحة اللبنانية لمواجهة التحديات التي يعيشها لبنان اهمها محاولة البعض العبث بالعلاقة الوثيقة بين لبنان وعمقه العربي وادخاله في محاور تتنافى مع مقدمة الدستور التي تنص ان لبنان وطن لجميع ابنائه عربي الهوية والانتماء”.

وتابع: “لا شرعية لاي سلطة تتناقض مع ميثاق العيش المشترك، لا شرعية لخطاب الفتنة والتقسيم والشرذمة لا شرعية لخطاب يقفز فوق هوية لبنان العربي ولا شرعية لمفهوم الاقلية امام هوية مسيحية اسلامية عربية جامعة”.

 

وشدد بخاري على اهمية نسيج العروبة قائلاً: ” يشكل العمق العربي ركيزة اساسية في رؤية السعودية 2030 الهادفة الى تعزيز الانتماء لهوية ثقافية معاصرة ترسم افاق المستقبل امام عولمة العروبة التي تتسع للجميع عروبة تفخر بقبول الاخر والتفاعل والتكامل معه وانطلاقا من رمزية المناسبة والمكان تجدد السعودية اليوم الشراكة والاخوة تحت مظلة عروبية جامعة ركائزها الاعتدال والحوار والمحبة والسلام”

وجزم خاتماً: ” لا تسمح المملكة بالمساس بالهوية الوطنية اللبنانية ولا المساس بنسيج العروبة تحت اي ذريعة كانت”.

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أعرب من ناحيته عن تقديره للجهود التي بذلها الاباتي انطوان ضو لتحقيق هذا الكتاب التاريخي القيم، مشدداً على ان السعودية تبقى في رباط الصداقة مع البطريركية ولبنان، واملاً ان يكون هذا اللقاء نداء من القلب الى لقاء وطني شامل يؤدي الى انقاذ الوطن فتتألف الحكومة وتجري الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها الدستوري ونسلك طريق الخلاص.

وقال البطريرك “من ينسى قول الملك “ان لبنان قطعة منا وانا احمي استقلاله بنفسي ولا اسمح لاية يد ان تمتد اليه”، او من ينسى وعد الملك عبد العزيز بن سعود “سأدافع عن استقلال لبنان كما ادافع عن استقلال مملكتي” ومن يسنى رعاية المملكة لمؤتمر الطائف، ولا ننسى خصوصا ان السعودية كانت اول دولة عربية تعترف باستقلال لبنان عام 1943، فالمملكة تعاطت مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم”.

 

وتابع “لم تعتد السعودية على سيادة لبنان يوما ولم تنتهك استقلاله، لم تستبح حدوده ولم تورطه في حروب ولم تتجاهل دولته، ايدت لبنان في المحافل العربية والدولية واستثمرت في مشاريع نهضته الاقتصادية والعمرانية، كانت ترعى المصالحات والحلول وتستقبل اللبنانيين وتوفر لهم الاقامة وفرص العمل”.

ولفت الى ان علاقة البطريركية بالمملكة تتخطى الاعتبارات التي تتحكم بعلاقة دولة بدولة، وقال “السعودية نحبها كما هي ولا ننظر اليها من خلال خياراتها السياسية وعلاقاتها العربية، علاقتنا بها تتخطى المحاور الى محور جامع هو الشركة المسيحية الاسلامية”.

 

واشار البطريرك الى ان كتاب الاباتي انطوان ضو يحاكي في طياته المستقبل، فالعلاقة بين البطريركية والمملكة تحمل اخوة وتضامنا واحتراما وتحمل السعودية تراث دين وشعب وتكتنز البطريركية المارونية تراث شعب ناضل من اجل الله ولبنان.

وأردف “يسير لبنان في هذا الشرق اخا للعرب ومناصرا للحق، هكذا ندرك مدى محورية دوري المملكة والبطريركية المارونية في لبنان والمشرق والعالم العربي، فالصداقة بين البطريركية والمملكة متنت اكثر فأكثر الصداقة والتعاون بين البلدين، كان اللبنانيون اوائل الذين سافروا الى المملكة وساهموا في مشاريع الاعمار والسياحة والتعليم ولعب وجهاؤهم دورا مميزا في تنظيم الادارة وتوطيد علاقات المملكة مع الشرق والغرب واخلص اللبنانيون للمملكة، فيما لم تميز المملكة بين لبناني وآخر كنا نستشعر احتضانها للمسيحيين، وابناؤنا حين يهاجرون فللعمل لا السياسة وهم رسل لبنان لا رسل دولة اخرى او مشروع اخر”.

وتوجّه البطريرك الى كل لبناني يعيش في المملكة او يعمل فيها بأن يحب شعبها ويحترم قيادتها ويلتزم قوانينها وتقاليدها ويحفظ امنها، وقال “كم نتمنى ان تستعيد العلاقات اللبنانية السعودية عفويتها وتقاليدها السابقة حين كان قادة المملكة يزورون ربوع لبنان ويلاقون الترحيب الشعبي يومها كان عندنا دولة واحدة وامنة”.

 

وختم البطريرك “مع السعودية بدت العروبة انفتاحا واعتدالا ولقاء واحترام خصوصيات كل دولة وشعب وجماعة والتزام مفهوم السيادة والاستقلال، مع السعودية برزت العروبة لا كمشروع عقائدي يتحدى المشاعر الوطنية والخصوصيات الحضارية، مع السعودية احتجب البعد الجغرافي امام جيرة العقل والقلب”.

 

 

شاهد أيضاً

الأعياد اقتربت.. لبنانيون يترقبون الوضع وآخرون حطّوا في بيروت

على عكس المتوقع، وبالاستناد إلى الارقام، بدأت حركة المسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي تشهد …