المليارديرات في العالم
وارن بافيت يؤكد تداعيات كوفيد-19 لم تنته ويحذر من جائحة جديدة ستضرب الاقتصاد
قال الملياردير وارن بافيت إن العواقب الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 كانت متفاوتة بشكل كبير، وضربت الشركات الصغيرة وتبعاتها لم تنته بعد ويصعب التنبؤ بها، وحذر من جائحة جديدة ستضر بالاقتصاد.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي Berkshire Hathaway، أن التأثير الاقتصادي للجائحة تضررت منه مئات الآلاف أو الملايين من الشركات الصغيرة بطريقة مروعة، بينما استمرت معظم الشركات الكبرى في العمل بشكل جيد، وخلال مقابلة على شبكة CNBC
يكشف بافيت المعروف “بعراف أوماها” عن تأثير وتداعيات فيروس كوفيد-19 الذي ضرب العالم في مارس/ آذار 2020، وكان له تأثير كبير على أميركا، ما أدى إلى إغلاق اقتصاد بقيمة 20 تريليون دولار، وأُجبرت آلاف الشركات الصغيرة على إغلاق أبوابها بينما استقبل تجار التجزئة الكبار وعمالقة التجارة الإلكترونية هؤلاء العملاء، ويحذر من جائحة من نوع جديد ستضرب الاقتصاد، تمثل تهديدًا نوويًا وبيولوجيًا وهجمات سيبرانية.
شغل بافيت البالغ من العمر 90 عامًا المركز السادس في قائمة فوربس لمليارديرات العالم عام 2021، وتبلغ ثروته الحالية 100.6 مليار دولار.
رؤية بافيت لتداعيات كوفيد-19
قال بافيت: “شركاؤنا من التجار في كل وكالة، شعروا بخوف من مواجهة جحيم كوفيد-19 في شهري مارس/ آذار وأبريل/نيسان، وأراد بعضهم السعي للحصول على المساعدة من الحكومة، لكننا لم نسمح لهم بذلك، لأن لديهم والدًا ثريًا، لم نكن نعرف ما الذي سيحدث مع شركتنا NetJets في ما يتعلق بالطلب”.
تعد بيركشاير هاثاواي أوتوموتف واحدة من أكبر مجموعات الوكلاء في أميركا، وتضم أكثر من 78 وكالة تعمل بشكل مستقل، كما تمتلك المجموعة أيضًا شركة BNSF للسكك الحديدية ونيت جيت NetJets، وهي شركة خاصة لطائرات رجال الأعمال المستأجرة وإدارة الطائرات.
أكد بافيت على أن أكبر درس يمكن أن نتعلمه من الوباء غير المسبوق هو مدى سوء استعداد العالم لحالات الطوارئ التي لا بد من أن تحدث، قائلًا: “تعلمت أن الناس لا يعرفون بقدر ما يعتقدون أنهم يعرفون، الوباء كان لا بد من أن يحدث، وهذا ليس أسوأ ما يمكن تخيله على الإطلاق، المجتمع لديه وقت في الاستعداد لأشياء بعيدة ولكنها ممكنة وستحدث عاجلًا أم آجلًا”.
انخفض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول من العام الماضي بنسبة 31.4٪، وهو ما كان غير مسبوق في فترة ما بعد الكساد الكبير في أميركا.
يحذر “عراف أوهاما” من جائحة جديدة أكثر تأثيرًا: “ستكون هناك جائحة أخرى، نحن نعلم ذلك، نحن نعلم أن هناك تهديدًا نوويًا وكيميائيًا وبيولوجيًا والآن على الإنترنت، وكل واحد من هؤلاء لديه احتمالات رهيبة والمجتمع لا يبدو قادرًا على التعامل معه”.
أثرت الزيادة المطردة في الهجمات الإلكترونية الكاسحة هذا العام بشكل مباشر على الأميركيين وأعاقت الخدمات اللوجستية والخدمات في الولايات المتحدة.
أجبر هجوم فدية في مايو/ أيار على كولونيال بايبلاين الشركة الأميركية على إغلاق ما يقارب 5500 ميل من خط الأنابيب، كما شهدت شركة مايكروسوفت الأميركية هجومًا سيبرانيًا استهدف وكلاءها للحصول على بيانات العملاء.
أكد بافيت أنه وشريكه التجاري تشارلي مونجر يشعران بالفخر لدورهما في تلك الفترة الحرجة، وسعيهما لأن يتمتع البشر بحياة أفضل مستقبلًا. “إن أكثر الأشياء حظًا هو الوجود في هذا الوقت والمكان”.
وارن بافيت
ولد بافيت في عام 1930 في أثناء الكساد الكبير، في مدينة أوماها بولاية نبراسكا بالولايات المتحدة، وهو نجل أحد أعضاء الكونغرس الأميركي. وعاصر الحرب العالمية الثانية، وشهد عدة دورات اقتصادية، واشترى الأسهم لأول مرة في سن الحادية عشرة، ودفع الضرائب لأول مرة وهو بعمر 13.
يشتهر بافيت كمستثمر أسطوري، ويلقب “عراف أوماها”، وبدأت سمعته عندما تولى منصبه في بيركشاير عام 1965، عندما كانت مجرد شركة نسيج غير ناجحة. أما اليوم، فهي تمتلك أكثر من 90 شركة تابعة بما في ذلك شركة Geico للتأمين على السيارات وBNSF للسكك الحديدية وشركة تصنيع البطاريات Duracell.
رغم بدايته المبكرة، لم يحقق بافيت معظم نجاحه إلا في وقت لاحق. حيث دخل أول قائمة أعدتها فوربس لأغنى 400 أميركي في عام 1982، وهو بعمر 52، بثروة تبلغ 250 مليون دولار فقط، ما يعني أنه جنى 99% من ثروته بعد سن الخمسين. وبحلول عام 1989، وهو في سن 59، بلغت ثروته 3.6 مليار دولار.
تصدر “عراف أوماها” مليارديرات أميركا في الإنفاق على العمل الخيري خلال عام 2020، حيث يواصل أحد أكبر المستثمرين في تاريخ الولايات المتحدة سعيه نحو تحقيق هدفه الأسمى وهو التبرع بأكثر من 99% من ثروته.
تبرع بافيت بما قيمته 4.1 مليار دولار من أسهم شركة بيركشاير هاثاواي، لصالح 5 مؤسسات خيرية، من ضمنها مؤسسة بيل وميليندا غيتس.