إختتمت الدورة الثامنة من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة (BWFF) تحت شعار “نساء من أجل القيادة”، الذي نظمه مجتمع بيروت السينمائي، بنجاح وتأثير كبيرين، مما عزز مكانته كحدث ثقافي رائد في العالم العربي يُكرّم أصوات النساء من خلال السينما.
في هذا الإطار، إفتتح المهرجان في 27 نيسان بحفل مبهر في كازينو لبنان، برعاية كريمة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة، وبشراكة مع كازينو لبنان، غراند سينما، و LBCI ، وقد تميز الافتتاح بتكريم لنساء رائدات، وعروض فنية استثنائية، مما وضع الأساس لأسبوع من الأفلام والإلهام.
بدأت الحفل برسالة مؤثرة قدمتها مقدمة الحفل الممثلة سارة أبي كنعان:
“نجتمع الليلة ليس فقط للاحتفال بالسينما، بل للاحتفال بالمرأة التي تنام متألمة وتستيقظ على الأمل. المرأة التي ألقيت في الحزن، لكنها لم تنكسر — نزفت، وقفت، وحولت جراحها إلى فن، حب، وقوة. بيروت، مثل نسائها، لا تُهزم أبدًا — إنها ببساطة تغير شكلها وتنهض من جديد.”
كما ألقى مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، ممثلا وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، كلمة أكد فيها على العمل الإيجابي للوزارة في هذه المرحلة الجديدة، مرحلة نأمل فيها بالنهوض الحقيقي على كافة الميادين “سنبقى ملتفين على رسالة لبنان الأولى، رسالة الثقافة والإبداع والفن والجمال… وستعود مهرجانات لبنان في بعلبك وبيت الدين وجبيل وصور وطرابلس، وسيبقى لبنان منارة ثقافة في هذا الشرق”.
كرّمت دورة هذا العام ثلاث نساء بارزات تجاوزت قيادتهن مجالاتهن:
- الممثلة التونسية-المصرية الأيقونية هند صبري، المشهورة بتفوقها الفني ودورها كسفيرة ثقافية للمرأة العربية.
- الدكتورة جاكي قاصوف معلوف، المعروفة بتحويل محنتها الشخصية إلى حركة رائدة للتوعية بمرض السكري في العالم العربي.
- ميسا أبو عضل غانم، قائدة رؤيوية في عالم الأعمال، التي يستمر التزامها بالإرث، والتمكين، والابتكار في إلهام الآخرين.
كما تم تدشين جائزة سنوية جديدة، “الفنانة المسؤولة للعام”، وكانت الممثلة دانييلا رحمة أولى الحاصلات عليها — احتفاءً بموهبتها وإحساسها العميق بالمسؤولية من خلال دورها في مسلسل “نفس” ، في حفل مؤثر استضافته ببراعة سارة أبي كنعان، تردد صدى رسالة المهرجان عن النهضة والتمكين بقوة بين الجمهور. من الكلمات التي ألقيت إلى التكريمات، كانت كل لحظة من المساء احتفالاً بالصمود، والفن، والإرادة التي لا تنكسر لإلهام التغيير من خلال السرد القصصي.
توجه مؤسس المهرجان ورئيس مجتمع بيروت السينمائي، سام لحود، إلى الجمهور بكلمة قال فيها:
“نؤمن أن مصير هذه الأمة الصغيرة هو تصدير الإمكانات البشرية التي تنشر الفكر، والفن، والإنسانية إلى العالم — دون أن تكون يومًا سببًا في حرب أو دمار.”
“على مدى آلاف السنين، كانت النساء ركيزة في تشكيل هوية لبنان — من أليسار، مؤسسة قرطاج، إلى زينب فواز، رائدة الفكر النسوي العربي، إلى جانب عدد لا يحصى من الأسماء التي تركت بصمة لا تُمحى في مسيرة هذه الأرض.” كما أعلن لحود عن الإطلاق الرسمي لشبكة “My Lebanon My World” — منصة تعاون وتشبيك تضم مهرجانات السينما اللبنانية والحركات السينمائية في الشتات: “تهدف هذه المبادرة إلى ربط لبنان المقيم بلبنان المغترب — من خلال السينما.”
وأكد على الرؤية طويلة الأمد لـ”لبنان الصديق للسينما”: “حان الوقت لتحقيق أحلامنا — لتحويل لبنان إلى بلد يدعم، ويُلهم، ويرحب بالإبداع السينمائي.” في إعلان كبير، أطلقت المنتجة لما الصبّاح، نيابة عن Cedars Art Production Sabbah Brothers، مبادرة رائدة بالتعاون مع مجتمع بيروت السينمائي: “She’s Got the Set” — مشروع مكرّس لحماية النساء العاملات في صناعة السمعي البصري من خلال إنشاء بيئات آمنة، شاملة، وعادلة في جميع أنحاء العالم العربي.
استمر المهرجان حتى 3 أيار، حيث عرضت دورة 2025 حوالي 100 فيلم من أكثر من 45 دولة في غراند سينما ABC ضبية — مجموعة غنية من الأفلام الروائية، الوثائقية، الرسوم المتحركة، التجريبية، وأفلام الرقص، مصحوبة بدروس رئيسية وندوات تركز على القيادة، والإبداع، والتحول الاجتماعي، بمشاركة من السفارات والمنظمات الدولية ، وأختُتم المهرجان في 3 أيار بحفل ختامي مؤثّر واحتفالي أُقيم في غراند سينما،ABC ضبية، حيث تم عرض حوالي 100 فيلم من أكثر من 45 دولة خلال الأسبوع. وقد كُرّمت في الحفل إنجازات سينمائية بارزة في مجالات الفيلم الروائي، الوثائقي، التحريكي، أفلام الرقص، والأفلام التجريبية.
مع اختتام مهرجان ، أكّد رئيس مجتمع بيروت السينمائي السيد سام لحود: “هذا الأسبوع، امتلأت صالات السينما لدينا — ليس فقط بالجمهور، بل بالأمل، والنجاح، والشجاعة، والهدف المشترك. هذا ليس مجرد مهرجان. إنه حركة نهضة ومقاومة. نبني مساحات آمنة، نرتبط بجالياتنا، نطلق حوارات حيوية، ونرسم مستقبلاً لا يُعرف فيه لبنان بجراحه، بل بثقافته وقصصه.”
المصدر: أغاني أغاني