تناولت العديد من المسلسلات قضايا الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحياة المعاصرة، محذّرة من مخاطره المحتملة في مختلف المجالات. بين الجرائم المالية والخداع التكنولوجي، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الذكاء الاصطناعي إلى شخصيات واقعية، تقدم هذه الأعمال نظرة شاملة على التطورات التقنية المعاصرة وتداعياتها العميقة على المجتمع ، في هذا التقرير، يستعرض “فوشيا” أبرز هذه المسلسلات المثيرة للجدل.
“رقم سري” ومسارات الاحتيال في عالم الذكاء الاصطناعي
تقدم الفنانة ياسمين رئيس في مسلسلها الجديد “رقم سري” قصة شائكة عن أثر الذكاء الاصطناعي في مجال البنوك والخدمات المالية، وكيف يتم استغلاله في عمليات الاحتيال والنصب على المواطنين ، تدور أحداث المسلسل حول “ندى عشماوي”، وهي فتاة في منتصف الثلاثينات، تُعيّن كأصغر مديرة بنك في سنها، لكنها لا تحظى بشعبية في بيئة عملها.
تتصاعد الأحداث عندما يُعثر على جثة “ندى” داخل البنك، ليبدأ الضابط “حسين محمود” تحقيقاً يكشف أسرارًا ومخططات غير متوقعة لسرقة أموال أحد العملاء عبر النظام البنكي الإلكتروني، ويكشف التحقيق عن مفاجآت عديدة وسط دائرة الاتهامات التي تطال موظفيها وأقاربها ، المسلسل من بطولة ياسمين رئيس وصدقي صخر وناردين فرج وعمرو وهبة، ويعد من الأعمال الدرامية التي تمزج بين الغموض والإثارة، وتسعى لإلقاء الضوء على قضايا الاحتيال المالي المعاصرة، خاصة مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات المصرفية.
“صوت وصورة” بين التحرش والتشويه عبر منصات التواصل
قدمت الفنانة حنان مطاوع في مسلسل “صوت وصورة” تجربة درامية مشوقة تناولت مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام ، تدور أحداث المسلسل حول “رضوى”، الزوجة والأم التي تجد نفسها مجبرة على العمل في عيادة طبيب مشهور للمساهمة في سد ديون زوجها، لكنها تتعرض للتحرش.
في خطوة جريئة، تقرر “رضوى” التبليغ عن الطبيب، مما يغير حياتها بشكل مفاجئ؛ حيث يستخدم الطبيب مقاطع فيديو مفبركة لتشويه سمعتها، لتتحول قضيتها إلى قضية رأي عام. الأمور تتعقد أكثر بعد مقتله، حيث تُتهم “رضوى” بقتله، لتصبح في قلب صراع بين الحقيقة والشائعات، وسط تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام حول القضية ، ويمتد تأثير القصة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تزييف الأدلة، مما يعقد موقفها القانوني ، ويشارك في المسلسل محامٍ يحاول تبرئتها وسط تحديات الأدلة المزيفة. ويطرح المسلسل قضايا معقدة حول التحرش وتضليل الحقائق عبر التكنولوجيا المتقدمة.
“تيتة زوزو” والتفاعل البشري مع الشخصيات الافتراضية
في إطار أكثر خيالاً، قدمت الفنانة إسعاد يونس في مسلسلها “تيتة زوزو” فكرة مبتكرة عن الذكاء الاصطناعي وتحوله إلى شخصيات افتراضية تظهر للبشر عبر تطبيق خاص ، تتفاعل “زوزو” مع شخصية افتراضية تُدعى “رشدي”، وهي شخصية تصممها عبر التطبيق وتختار هيئتها وصفاتها الشخصية، لتصبح هذه الشخصية مصدر تواصل وأُنس لها في وحدتها ، لكن مع مرور الوقت، تجد “زوزو” نفسها تتأثر بتلك الشخصية الافتراضية، حيث يبدأ “رشدي” في التأثير على قراراتها ودفعها لاتخاذ خطوات تتعارض مع قناعاتها.
يُظهر المسلسل كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحول إلى أداة تأثير قوية قد تغير سلوك الأفراد، كما يحدث عندما يُقنعها “رشدي” بالتعاون مع “الحاج إسماعيل” الذي تعتبره فاسدًا، وأيضًا يدفعها إلى اتخاذ قرارات غير مألوفة، مثل طلب الطعام من الخارج لأول مرة في حياتها ، ويعد هذا العمل انعكاسًا للمخاوف المتزايدة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على السلوك البشري والقرارات الشخصية.
مواكبة تطور الذكاء الاصطناعي في الدراما المصرية
تتناول الدراما المصرية في العديد من الأعمال الحديثة تأثيرات الذكاء الاصطناعي المتعددة والمتزايدة، حيث تقدم سرديات شيقة ومثيرة تسلط الضوء على قضايا معاصرة تتراوح بين الجرائم المالية، والتحرش في بيئة العمل، وصولاً إلى تداخل الشخصيات الافتراضية مع الحياة الواقعية ، من خلال تناول هذه القضايا، تنجح هذه المسلسلات في طرح تساؤلات هامة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكيفية تأثيره على الأفراد والمجتمعات. كما تستعرض تأثيرات هذه التكنولوجيا على حياتنا اليومية، وكيف يمكن أن تفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة تتقاطع فيها التقنيات المتطورة مع المسائل الاجتماعية والقانونية.
المصدر: فوشيا