وطنية – عقد الرئيس التنفيذي لـ “هيئة الشارقة للكتاب” أحمد بن ركاض العامري، لقاء صحافيا مع ممثلي الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة والإلكترونية العربية والأجنبية المشاركة في تغطية فعاليات الدورة الـ 43 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب” الذي يقام تحت شعار “هكذا نبدأ”، من 6حتى17 تشرين الثاني الجاري، في مركز “إكسبو الشارقة”.
استهل العامري كلامه شاكرًا فريق العمل وممثلي الوسائل الإعلامية، وقال: “إنّنا دائماً في تحدٍّ مع ذاتنا، فللسنة الرابعة على التوالي احتلّ معرض الشارقة الدولي للكتاب المركز الأول في بيع وشراء حقوق النشر. كما أننا نواكب كلّ تطلّعات زوار المعرض، كما نحاول أن نواكب التغيرات الموجودة في سوق النشر وعالمه”، مشيراً إلى أنّ “حاكم الشارقة يضع على عاتقه كلّ سنة همّاً أكبر لخدمة الثقافة العربية”، ولفت إلى أنّ “الدول بذات نفسها هي التي تتقدّم بطلب لتكون ضيف الشرف، وكلّ دول العالم مرحّب بها في معرض الشارقة الدولي للكتاب. هذا النجاح ليس نجاحاً للشارقة فقط أو للإمارات، وإنّما للوطن العربي، والدليل على ذلك وجود كلّ الأخوة العرب معنا، ومشاركة 2500 دار نشر، منهم 58 ناشر من أفريقيا، بالإضافة إلى أكثر من 200 ناشر هندي. إنّ تواجد ضيف شرف في المعرض هو فرصة ومناسبة لإبراز الكنوز الثقافية التي لديه، وفرصة لإثراء المشهد الثقافي”. وكشف أنّه تمّ إطلاق وتوقيع أكثر من ألف كتاب في لغات مختلفة”.
أضاف: “لدينا طموحان، أولاً أن ننشر الثقافة العربية عالمياً، وثانياً ربط العالم فينا، أي ربط الجسور. ان التواجد الدولي الكبير والزخم دليل على نجاح مشروعنا الثقافي. نحن جسور، والشارقة اليوم ودولة الإمارات تربط الثقافة الشرقية مع الثقافة الغربية والعالم كلّه بنكهة عربية، وكما نريد أن نفهم الآخر ونتعلّم منه، أيضاً نريد أن يفهمنا ويتعلّم منّا”.
ولفت إلى “وجود مبادرات عدّة بين الأجنحة المشاركة، وإحدى المبادرات التي أطلقناها هي مبادرة “انشر” التي أطلقتها الشيخة بدور القاسمي، وهي برنامج لدعم الناشرين الجدد والذين ليس لديهم دور نشر أو هم قرّاء لديهم شغف القراءة ولديهم قصة جميلة لنشرها. إنّ الشارقة اليوم وما تقوم به يفتح منافذ للبيع حول العالم، ومن خلال شركة “لايتينع سورس”، لدينا 12 مليون عنوان كتاب للطباعة. ويستطيع أي شخص طباعة كتاب حسب الطلب، وهناك أيضاً برنامج “سبارك” الذي يوفّر النشر الذاتي. هناك اتّفاقات عدة ستبصر النور قريباً”.
ورداً على سؤال لـ “الوكالة الوطنية للاعلام” عن تذمّر بعض أصحاب دور النشر الذين تقع أجنحتهم في أماكن بعيدة من النقطة المركزية، قال:”من لديه كتاب، ولو كان في آخر الدنيا، سيبيعه. والذي ليس لديه كتاب، وإن كان في الوسط أو المقدمة، لن يبيع. إنّ المنتج الثقافي الجيد والتسويق الجيد يضمنان البيع. الموضوع يرتكز على المنتج الثقافي نفسه والتسويق له”. وأشار إلى “أنّنا أعفينا الناشرين اللبنانيين والفلسطينيين والسودانيين من رسم المشاركة، بسبب الأزمات التي تمرّ بها هذه الدول. وهذا الإعفاء جاء كدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، ومتابعة من الشيخة بدور. هذا الدعم لم يكن في الحسبان، وكلّ كتبهم كانت قد وصلت في وقت سابق، أي قبل بدء الأزمة، وكانت كتبهم في الرياض، ومنها وصلت إلينا. إذاً، الكتب كانت موجودة والدعم أتاهم، وهذا الدعم يغطّي الكثير من المصاريف. إضافة إلى ذلك، من لديه كتاب سيبيعه، بغض النظر أينما كان، وكما يقال إنّ الرزق دائماً يأتيكم. أضف إلى ذلك المنحة التي وجّه بها صاحب السمو، 4 مليون ونصف المليون لدعم مكتبات الشارقة بأحدث الإصدارات. ومن لديه إصدار جديد استفاد، ومن لديه إصدارات قديمة أو كتب تمّ شراؤها في السنوات الماضية، لا يمكن شراؤها هذا العام. على الناشر أن يجدّد إصداراته”.
300 دار نشر اماراتية مشاركة
وقال: “إنّ تأثير المعرض على القراءة هو تأثير كبير، ففي أول معرض للكتاب أقمناه لم تكن هناك دور نشر إماراتية، اليوم أصبح عدد دور النشر أكثر من 300، والازدحام الذي نراه في المعرض هو أمر نادر، وهذا دليل آخر يفنّد النظرية التي تقول أنّنا أمّة لا تقرأ. إنّ القراءة موجودة، ولكن بعض الجهات تحاول أن تبرز أنّ الأمة لا تقرأ، ولكنها تقرأ”.
واعتبر أنّ “استضافة المعرض للمشاهير العالمية هدفه الجذب، وبعض الأشخاص الذين يأتون لمشاهدة هؤلاء لم يسبق لهم حضور اي معرض كتاب. إنّها وسيلة جذب جديدة لمجموعة من الناس التي لديها ضائقة معيّنة، ورسالة لهم بطريقة أو بأخرى”، ولفت العامري إلى أنّ “المعرض يجذب المجتمع الأوروبي الموجود في الإمارات، فنحن لدينا 200 جنسية تعيش هنا، ونحاول جذبهم من خلال برامج معيّنة مخصّصة لهم، مثلا كل جلساتنا يتمّ ترجمتها ترجمة فورية، ونقوم بدعم مستمر لهذه المجتمعات لأننا نؤمن بأن من أفضل الأمور هنا في الإمارات هو هذا الانسجام والتناغم الذي نراه بين الجميع”.
واشار إلى أن مشاركة معرض الشارقة في المعارض الدولية هو “لاستقطاب دور نشر جديدة وكتاب، إذ أن لكل معرض فلسفته الخاصة في تنظيم المعارض، ونحن لا نتدخل في سياستها التنظيمية، لكن عندما يُطلب منّا، فنحن دائماً على استعداد لتقديم المساعدة وخدماتنا”.
تابع: “قمنا بدورة تدريبية قبل بداية المعرض للناشرين العرب، حضرها أكثر من 160 ناشر، عربي وأفريقي، وانقسمت الدورة إلى 3 أقسام، تناولت كل وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي، وشدّدنا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر. نحن نؤمن بأهمية التقنيات، ونحاول أخذ المعطيات لتحليلها في المستقبل، لتجويد العمل في معرض الشارقة الدولي للكتاب”. مؤكدا أن الاجتياح التكنولوجي لا زال بعيداً عن الكتاب، فأكبر سوق في العالم، أي الولايات المتحدة الأميركية، لم تتأثر أبداً، ولا يزال الكتاب الورقي يبيع.
المجيني
من جهتها، أوضحت المنسقة العامة لـ “معرض الشارقة الدولي للكتاب” خولة المجيني، “أنّنا قريبون جداً من جمهور المعرض، وهناك مجموعة كبيرة من استطلاعات الرأي التي نقوم بها لتحديد البرامج التي سنقدّمها للجمهور، ونأخذ دائماً في الحسبان الفئات العمرية المختلفة واهتماماتها، وعلى هذا الأساس نبني البرنامج”. ورأت أنّ المعرض “يرفع من نسبة الوعي، سواء للأطفال أم للأهالي. إنّ الثقافة تغيّرت من خلال وجودهم في المعرض”.
ولفتت إلى “استحداث الورش المسبقة للدفع، وكان هناك إقبال كثير من المهتمين عليها، والتجاوب كان كبيراً، وسنقوم بالتحسينات المناسبة”، وشدّدت على “أهمية التركيز على الأطفال، لأنه إذا أردنا أن نخلق جيلاً قارئاً علينا أن نبدأ معه منذ مرحلة الطفولة، لذلك نشدّد على أهمية خلق برامج مناسبة تفاعلية وتعليمية في الوقت نفسه”.