: بعد معرضه في الدورة 57 من بينالي البندقية للفنون، ممثلاً الجناح الوطني الأرميني، يعرض الفنان جان بوغوصيان في لبنان من 18 أيلول وحتى 28 تشرين الأول، 2018، لوحات مرسومة بالنار، وهي تقنية نادرة في عالم الفن المعاصر.
من تنظيم الجمعية اللبنانية للمهرجانات الثقافية برئاسة السيدة رندا أرمنازي، بالاشتراك مع غاليري تانيت لمؤسِّسته السيدة نايلة كتّانة – كونيك، يجمع المعرض القيّم عليه السيد برونو كورا، المدير الحالي لجمعية بورري Burri Foundation في Città di Castello في إيطاليا، أعمالاً كان بعضها مشاركاً في بينالي البندقية وأعمالاً أخرى مصممة خصيصاً لمعرض بيروت في مبنى صحيفة L’Orient-Le Jour القديم الذي عاش الحرب الأهلية في أسواق بيروت. في حين أن أعمال فنية أخرى للفنان وهي عبارة عن كتب محروقة وقطعة فنية بعنوان “Pigments” ستُعرض في Crypte جامعة القديس يوسف ابتداءً من 19 أيلول، 2018.
وقد اختير مبنى صحيفة L’Orient-Le Jour القديم لتاريخه الذي يعكس تاريخ لبنان. إن مداخلة بوغوصيان في هذا المبنى، بعد دماره وإعادة إحيائه، ستكون التعبير الأخير للمبنى الذي سيموت ليعود ويعيش من جديد. أما سراديب جامعة القديس يوسف فاختيرت موقعاً لمعرض كتبه المحروقة لحميميتها وروحانيتها.
ومعلّقاً على فنّه ومعرضه، يقول بوغوصيان: “عندما اختبرت النار، أصبحت شريكتي، فقد آنستني واختارتني، إنني أداتها وتعبيرها. النار عنصر عنيف ولكنني أستخدمه خارج سياقه، فأجعله بنّاءً، وأخلق منه كتباً فنية. فحتى الكتب التي أحرقها تصبح منحوتات”.
بعد معرضه الأخير في بيروت عام 2015 الذي حدّد بداية تعاونه مع القيّم على المعرض برونو كورا، يلقي جان بوغوصيان مرّةً جديدة نظره على أرضه الأم، لبنان. فيطرح إذاً تأملاً حول مخاض الصراع ونتائجه المباشرة على هندسة مدينة بيروت، تحت عنوان التناقض الأبدي للنار البناءة أو المهدّمة. فيقدّم بوغوصيان أعماله الأخيرة، المشغولة بتقنية النار والرسم ذات الوجهات التنظيمية والهندسية التي تسمح بحوار مع تاريخ المكان. فيجيب إيقاع، تركيبة ووجوه التوازن الموجود في أعماله، على حاجة لإعادة بناء مدني وثقافي.