أخبار عاجلة

سَدّ ” بوز ” وسدود أخرى

 

بِقَلَم روني ألفا

ليبانون ديبايت اليوم

معركة ضارية بين جيوش إلكترونية وأخرى سياسية على منابر مجلس النواب ومباشَر مِن بيوت السياسيين تستعمَل فيها كل أنواع السدود. سدّ بسري يسري في عروقنا نحن اللبنانيين الذين ” زِحنا ” العالَم بأننا بلد المياه والأمطار والأنهار المتفجرة وعيون الماء وآبارها. بلد المياه الذي يعيش على غالونات المعامل قليلة الصوديوم والآتية من الآبار الجوفية. بلد صارت حنفيات المطابخ فيه مشانق لتعليق أكياس اللبن واللبنة وصارت مياه الشفة النازلة منها أرفع من شعرة معاوية. مع السدّ ثم ضد السَدّ. دراسات بيئية إيجابية ثم أخرى مضادة. سَدّ البوز أجمل صفة يمكن أن تُعطى لسد بسري نسبة إلى المياه البوز التي ستكسر عطش اللبنانيين وترويهم بزمزم لبنانية مبارَكة.

تشعر وكأن نقمة السياسيين على الحكومة أكبر من نقمة الناس. السياسة عاتبة على الناس لأنهم مقصِّرون في شرشحة السلطة. تخرج من بيتك ترى التعب واليأس في العيون. لكن ترى أيضاً إصراراً على الحياة والإستمرار ومعاندة القدر. عجقة سير وسحب لقمة العيش من فم الذئب. المآخذ على الحكومة كثيرة ولكن حجم التحامل السياسي عليها أكبر. التقنين سيخفّ في الأيام المقبلة بحسب وزارة الطاقة. بحسب بعض الإعلام لبنان سيغرق في الظلمة. غالب الظن أن هناك خطة تُقاد بلا هوادة لإسقاط الحكومة. تسطيح وتسخيف لكل مبادرات الحكومة. ممنوع على اللبنانيين أن يجرّبوا سلطة خارج الكارتيل.

قامت الدنيا ولم تقعد بعد موقف حسان دياب من زيارة لودريان وزير خارجية فرنسا. زيارة لم تضف شيئاً جديداً حسب تصريح رئيس الحكومة الذي أضاف أن لا معلومات كافية لدى الوزير الفرنسي عن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية وأن هناك نية واضحة لدى المجتمع الدولي بحجب المساعدة عن لبنان. خُوِّنَ الرَّجلُ وتوالى القصف عليه من أصدقاء الأم الحنون. هناك إصرار على استقبال المبعوثين الدوليين وكأنهم شارلومان أو أحفاد بونابارت. فجأة برزت الغيرة التاريخية على العلاقات اللبنانية الفرنسية الضاربة في العراقة الطائفية. بعض من استشرَس في الذود عن حياض برج إيڤل وكنيسة مون مارتر لا يميّز بين النبيذ الفرنسي وخلّ التفاح.

ليس بعيداً عن السراي الحكومية حيث تجرّأ حسان دياب على الباب العالي تجد باب مسبح وفندق السان جورج الذي خُتِم بالشمع الأحمر بناءً على إشارة القضاء لرفض صاحب هذا المعلم السياحي العريق دفع مليارَي ليرة متوجّبة عليه كتكاليف ضريبية من باب التسوية. مسبح وفندق واجه شركة سوليدير ثلاثين سنة ففرضت عليه حصاراً منعه من الترميم وكلّفه خسائر متراكمةً بلغت مئات مليارات الليرات على مدى عقود يختمه القضاء بالشمع الأحمر. على بعد مرمى حجر في الرملة البيضاء ينتصب أكبر مشروع فضيحة على فقش الموج دون أن يتجرأ أحد القول لأصحابه ” يا محلا الكحل بعيونكن “. عندما تزور دولة القانون بيتاً وتقمع مخالفة صاحبه وتغض الطَّرف عن جاره فهذا يبشّر عاجلاً أم آجلاً بسقوط هيبة الدولة.

شاهد أيضاً

“الأسوأ منذ عشرات السنين”: شتاء لبنان من دون أمطار وثلوج.. والأب خنيصر يدق ناقوس الخطر

يُعتبر موسم شتاء 2024 ـ 2025 من أسوأ المواسم التي مرت على لبنان، فنسبة المُتساقطات …