زارت وزيرة الإعلإم منال عبد الصمد نجد نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في مقرّها في الحازميّة، وإلتقت النقيب جوزف القصيفي وأعضاءمجلس النقابة وبحثت معهم في شؤون الإعلام وشجونه في ظلّ الأزمة الخانقة التي يعيشها لبنان والعالم.
إستهل النقيب القصيفي اللقاء بكلمة ترحيب جاء فيها:
“صاحبة المعالي
نرحبّ بك ضيفة عزيزة في هذه الأحوال الصعبة والمعقدة التي يمر بها الوطن. ولئن كانت جائحة ” الكورونا” قد شلت دورة الحياة الاجتماعيةوالاقتصادية، وقلصّت الى الحدود الدنيا حركة الانتاج، فان الجائحة التي أصابت الصحافة اللبنانية والاعلام على اختلافه، هي أشد وادهىوتنذر بكوارث قد تفضي إلى سقوط هذا القطاع ،أو على الأقل تحوله إلى قطاع شليل ، هامشي لا تأثير له ولا حضور فاعلا.
وفي خضم الورشة التي شرعت في إطلاقها من أجل تنظيم قطاع الاعلام،فقد دعاك مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية لدى زيارتك فيوزارة الاعلام مهنئا لمناسبة تقلدك مهماتك على رأسها، إلى ترك بصمة تشي أن مرورك فيها لن يكون عابرا ، مبدية استعدادها لكل تعاونمخلص وبان من أجل إنقاذ القطاع ، مما يعاني من مشكلات ويواجه من تحديات.
على أن المعبر الرئيس لهذا التعاون ، هو في الإسراع بإقرار مشروع القانون الذي يعدل قانون إنشاء نقابة المحررين ، الراقد في إدراجمجلس الوزراء منذ
العام ٢٠١٧، وهو مشروع على درجة عالية من الأهمية لأنه يجيز انتساب الإعلاميين في قطاعي المرئي والمسموع والصحافة الإلكترونية إلىالنقابة ، بما يوسع قاعدتها، ويجدد خلاياها ويمكنها من تحصين المنضوين إليها بصورة أفضل. فهل يحتاج الأمر إلى ” فانوس” علاء الدينليخرج” سمسم” من ” القمقم“؟
وهل ستكونين هذا العلاء الدين الذي سيفتح الأبواب المستغلقة في وجه هذا المشروع؟ صاحبة المعالي
نرغب في أن نلفتك أيضا إلى الآتي:
لماذا يخاط قانون الإعلام في غفلة من المعنيين وأولي الشأن، وكأنه سر من الأسرار.وباختصار نحن غير معنيين بأي أمر يتصل بما يطبخعلى مستوى الصحافة والاعلام، من دون أن تكون لنا شراكة فيه ورأي. ان أهل مكة ادرى بشعابها.
اين الدولة من مشكلات الاعلام: هل هي عازمة على الانتقال من الإعلام الرسمي إلى الإعلام العمومي . وفي انتظار التشريعات الحديثةالموعودة ، اين هو دور الدولة في توفير العناية والرعاية اللازمتين لقطاع الإعلام العام منه والخاص ، أسوة بالقطاعات الإنتاجية الوطنيةالأخرى، وهو كان لعقود خلت أحد أعمدة الازدهار، وقطبا جاذبا للاستثمارات، ومعيلا لآلاف العائلات؟
انطلاقا مما تقدم نطالب بصندوق وطني لدعم الصحافة وتمويل صناديق تعاضد وتقاعد الصحافيين، ينشئ من القطاعين العاموالخاص،وذلك وفق نظام خاص
يضعه خبراء واخصائيون ، ولا تكون مساعداته مشروطة ومقيدة بما لا ينسجم مع رسالة المهنة القائمة على الحرية والديموقراطية.
تؤكد نقابة المحررين رفضها مثول أي زميلة وزميل في حال ملاحقة أي منهم لمخالفة نشر ، إلا أمام محكمة المطبوعات ، وأن يتولى التحقيقمعهم القضاة وليس الضابطة العدلية. كما تطالب النقابة من محكمة العمل الإسراع في بت الدعاوى المقامة من الزملاء المصروفين علىمؤسساتهم، بروح الإنصاف وليس بانصاف الحلول. داعية ادارات الصحف وسائر المؤسسات التي أقفلت ، إلى سداد ما يتوجب عليها لهؤلاء. كما إلى سداد الرواتب المتأخرة للعاملين في المؤسسات المتعثرة، والكف عن اقتطاع نسب مرتفعة من معاشاتهم الشهرية.
صاحبة المعالي
نجدد الترحيب بك، وإننا ننهد إلى إنجازات تلبي طموحات الصحافيين والاعلاميين الذين لن يرتضوا قانونا أو مشروعا لا يحقق ما يصبونإليه، ولا يوطد مرجعيتهم ودورها في رسم السياسات الناظمة لهذا القطاع.
لا يمكن للنقابة إلا أن تكون في خط الدفاع الأول عن حرية الصحافة والاعلام، وإلى جانب أهل المهنة، تأخذ بعضدهم ، ساعية إلى وحدتهم ،متمثلة قول الشاعر:
اصابع كف المرء في العد خمسة
لكنها في مقبض السيف واحد“.
وردّت الوزيرة عبد الصمد بكلمة جاء فيها:
“أشكر لكم دعوتكم لي، أيها الزملاء الكرام. خصوصًا أننا نعتبر أن دور نقابة محرّري الصحافة هو دور أساسي لأنها حافظة وضامنةلحقوق الإعلاميين وكلّ المنتسبين إليها. وللأسف وبحسب القوانين المرعيّة الإجراء، لا يمكنها تغطيّة كلّ الإعلاميين، وهذا يتطلّب تعديلاتللقوانين تأخذ في الإعتبار هذا الموضوع“.
وتابعت: “لقد تحدّث النقيب القصيفي في كلمته، عن سمسم خرج من القمقم. وأن مشروع القانون المتعلّق بنقابة المحرّرين والموجود فيمجلس الوزراء قد وضعنا تعديلاتنا عليه وسنأخذ، بطبيعة الحال، برأي النقابة وبرأي المعنيين في هذا القطاع، لنرى ما إذا كانت هذهالتعديلات تتوافق مع مطالب النقابة التي يجب أن ينتسب إليها كل الإعلاميين الذين يتمّ توصيفهم في قانون الإعلام، وطبعًا، لا أعني القانونالحالي، الذي نحن في صدد تعديله، والذي هو إقتراح قانون موجود حاليًا في لجنة الإدارة والعدل النيابيّة الذي يُعرِّف وبشكل واضحوصريح، من هو الإعلامي أو الصحافي، وعلى ضوء ذلك فإن كل من يستوفي الشروط يحقّ له الإنتساب إلى النقابة التي يجب أن تكون نقابةموّحدة وتضمّ كل الإعلاميين تحت سقف واحد.
وقالت: إقتراح القانون الذي تكلّم النقيب القصيفي عنه، يتم البحث فيه اليوم في ظلّ تغيير ملحوظ على العمل الإعلامي في العالم. ومنالمواجب أن يكون لدينا في لبنان قانون إعلامي يواكب هذا التطوّر العالمي وفي الوقت نفسه يجعلنا نفكّر في الأدوار التي يمكن أن يلعبهاالإعلام الخاص والإعلام العام في عصرنا هذا. ولا
أعني بالإعلام العام، الإعلام الرسمي والحكومي. الإعلام العام، هو الذي يلّبي كلّ حاجات الشعب ومتطّلباته، والذي يشكّل صلة تواصلوإتصال بين الدولة والشعب، ومن الضروري أن يلحظ القانون هذا الأمر.
ولا بدّ لي من شكر كلّ المعنيين ولجنة الإدارة والعدل ولجنة الإعلام والإتصالات النيابيتين اللتين نتعاون معهما لنبدي ملاحظاتنا على إقتراحالقانون ليكون مواكبًا لكلّ التطورّات التي حصلت والتي تواكب الخطة الإستراتيجيّة التي أعدّتها وزارة الإعلام وهي في طور عرضها كاملةعلى مجلس الوزراء قريبًا لأبداء ملاحظاته وتصوّراته ضمن القانون الذي نعمل عليه ليكون قانونًا واحدًا.
وتابعت: أما بالنسبة إلى الإعلاميين والأحكام بحقّهم، نؤكد أن الإعلامي ليس مجرمًا وحقوقه مصانة وأن لديه حريّة الرأي والتعبير المصانةفي الدستور، وبالتالي لدينا إقتراحاتنا في ما يتعلق بهذا الموضوع من ناحيّة طبيعة العقوبات التي تُفرض على الإعلامي، كما البحث فيعقوبة السجن التي يجب ألا تكون في إطار موسّع، أخذين بالإعتبار بعض الضوابط التي تحمي الدولة وهيبتها وأركانها الأساسيين.
وبالنسبة إلى حقوق الإعلاميين الماديّة، كما تطالب بكلمتك نقيب، نحن نعمل ليس فقط على الحقوق القانونيّة للإعلامي، بل كذلك على الناحيّةالماديّة التي هي ضرورة ملّحة لإستقرار الإعلامي، خصوصًا في ظلّ الأزمة التي وصل إليها القطاع الإعلامي الذي إنعكس بصورة مباشرةعلى الإعلاميين ومعيشتهم، وهنا لدينا تصوّر لكيفيّة المحافظة على حقوقهم. وندعو لتأسيس صندوق تعاضد للإعلاميين لنحمي حقوقهم منخلال وجود نظام تقاعدي. وهذا بحاجة إلى أليّة مفصّلة بتأنٍ مع الأخذ بعين الإعتبار ما تمرّ به الدولة اللبنانيّة بأزمة ماليّة كبيرة. وعلينا بحث
هذا الموضوع بتأنٍ ليأخذ كلّ صاحب حقٍ حقّه، ومن دون أن نتسبب بأي ضرر لأي شخص ولخزينة الدولة. وهذا الموضوع هو من أولوياتنا.
أما ما خصّ الضمانات الماليّة والصرّف التعّسفي سنأخذها في الإعتبار، وسنقوم بالتنسيق مع وزارة العمل بالنسبة للعاملين في قطاعالإعلام، ونأمل أن نحقّق كلّ هذه المطالب بتعاون وجهود الجميع، خصوصًا أن هذا الموضوع يصبّ في خدمة المجتمع، ونحن نعتبر الإعلامرسالة ساميّة يجب الدفاع عنها.
وختمت الوزيرة عبد الصمد، بشكرها إستضافة النقابة لها، وأملت بتقدّم قطاع الإعلام “لأنني أعتبره واجهة البلد أكان في لبنان أو فيالعالم. فالإعلام يظهر الصورة الجميلة التي قد تعطي إنطباعًا عن بلدنا وتعيد المستثمرين إليه والثقة بالدولة وبكل القطاعات العاملة فيلبنان. مسؤولتنا كبيرة ونأمل أن نكون جميعنا على قدر هذه المسؤوليّة الملقاة علينا، وفي التعاون قوّة“.
ثمّ عُقدت خلوة بين الوزيرة عبد الصمد ومجلس النقابة، تمّت فيها مناقشة المشروعات التاليّة:
1- مشروع قانون إنشاء نقابة محرّري الصحافة اللبنانيّة (الصحافيين) والتعديلات المقترحة عليه.
2- العناوين الرئيسيّة لخطة وزيرة الإعلام من أجل إعلام جديد وعصري.
3- مشروع قانون الإعلام الذي تدرسه اللجان النيابيّة.
4- مستحقّات وحقوق النقابة السنويّة المتأخرة.
وكانت أجواء اللقاء إيجابيّة ومثمرة وتمّ الإتفاق على سلسلة لقاءات بين الوزارة والنقابة، لمتابعة البحث في الموضوعات المطروحة حتى بلوغخواتيمها.
مصدر MTV