‎تبني قواعد السلوك الأخلاقي في أوقات الأزمة  

‎أسرار الاحتواء “الصحي” تكشف عنها شركة AD Excellence
‎مع انتشار فيروس الCovid-19، اتخذت العلاقات البشرية منعطفًا مختلفًا. ومع اعلان التعبئة العامة، شكلت هذه الفترة فرصة لأفراد العائلة الواحدة للتعرف بعمق على بعضهم البعض، وأصبح العيش تحت سقف واحد يخضع لقواعد سلوكية تمكنهم من الاختلاط 24 ساعة في اليوم دون مواجهة المشاكل.
‎في الأوساط المهنية، أصبحت علاقات الموظفين مع بعضهم البعض ومع أصحاب العمل أكثر “ليونة” كما تصفه السيدة آن دوبار ، مؤسسة ورئيسة تنفيذية لشركة “Etiquette à la française” و “AD Excellence” (وهي شركاتان رائدتان في مجال تقديم النصائح والتدريب والتوجيه لخدمة التميز والآداب والسلوك الأخلاقي والبروتوكول).
‎لفهم هذا “التحول” على مستوى العلاقات، تزودنا السيدة دوبار بمعلومات وارشادات عامة لتواصل بشري ناجح.
‎دخل العالم اليوم مرحلة انتقالية، حيث يتم اعادة النظر بالحياة ما قبل انتشار الفيروس ومحاولة توقع التأثيرات على الحياة المستقبلية. ما الدور الذي يلعبه السلوك الأخلاقي في هذه الفترة؟
‎نعيش اليوم حالة “انتظار” وتأهب. فخلال هذه الفترة من التعبئة العامة، اضطررنا إلى إعادة تنظيم حياتنا اليومية : الإهتمام بالأولاد والأسرة، إدارة المنزل والعمل عن بعد. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال السلوك الأخلاقي يحتل مكانة مهمة في العلاقات الإنسانية والمهنية التي أصبحت أكثر ليونة، لسببين : الأول كان وضع حد للاختلاط البشري، والثاني هو الخوف الجماعي الذي اجتاح العالم، مما دفع الناس إلى التركيز على أساسيات الحياة والتخلي عن كل ما هو ثانوي. من هنا يمكننا فهم أهمية الأخلاق والقواعد السلوكية في عالم دائم التغير.
‎كيف قد تؤثر الظروف الحالية على السلوك البشري في المستقبل؟
‎أستطيع القول أن تجربة الماضي هي التي تعطينا مؤشرات عن سلوك الإنسان في المستقبل وردات الفعل المقدر أن تكون مختلفة جدا. ففي حين أن البعض قد ينسى بسهولة التجربة الحالية ويستأنف عاداته القديمة حالما يستعيد العالم مساره الطبيعي، سيميل البعض الآخر إلى التركيز على الأشياء الأساسية في الحياة والاستعداد نفسيا في حال حلت أزمة مرض جديدة… كما أن الخوف والهلع سيسطر على بعض الفئات جراء هذه التجربة. قد نشهد أيضا على مزيج من هذه التفاعلات الثلاث لدى بعض الناس. المهم في هذه الأثناء أن نحافظ على التفاؤل ونستمر في الاستمتاع بالحياة التي منحت لنا.
‎هل تعتقدين أن التحية عن طريق اللمس والتقبيل الرائدة في دول البحر الأبيض المتوسط قد تزول بعد انتهاء فترة التعبئة العامة؟
‎تعد “القبلة” في العديد من دول البحر الأبيض المتوسط أحد العناصر الأساسية في القاء التحية. فهي تؤكد على التعلق بالشخص أو الشعور بالفرح لدى رؤيته أو لدى التعرف عليه في سياق غير رسمي، أو ببساطة قد تعبر عن شكر ودي. بعد انتهاء فترة التعبئة، سيستمر العالم باحترام الإجراءات الصحية وحسب رأيي، لن نشهد على “عودة” التحية “الجسدية” الا بعد التأكد من ازالة كل خطر… مع العلم أن العديد من الناس قد يتخذون قرار اعتماد التدابير الوقائية إلى أجل غير مسمى …
‎ما هي النصائح المتعلقة بال”Business Etiquette” التي يمكنك تقديمها لكل شخص يضطر للعمل من المنزل؟
‎تتكون ال”Business Etiquette” من مجموعة قواعد سلوكية يجب على المرء الالتزام بها خلال أوقات العمل، فهي شكل من أشكال الاحترام للآخرين. لقد شهدنا، خلال الفترة الماضية، على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشار للعديد من النصائح المتعلقة بالقواعد السلوكية التي يجب اتباعها في سياق العمل عن بعد. أذكر على سبيل المثال أهمية الاهتمام بالمظهر الخارجي وضرورة ترتيب الغرفة التي قد تظهر على الشاشة التي نتواصل من خلالها مع الاخرين، اذ أن أي اهمال قد يؤثر سلبا علينا.
‎الحجر الصحي لن يطول والحياة الاجتماعية ستستأنف، فتبقى الأخلاق ويبقى التعامل اللبق عنصران أساسيان لتكوين صورة جيدة عن ماهيتنا.
‎كيف يجب التعامل مع أولادنا خلال هذه الفترة؟
‎شكلت هذه الفترة فرصة استثنائية للأهالي اذ تمكنوا من تمضية المزيد من الوقت مع أولادهم. من المؤكد أنه ليس من السهل التعامل مع الأمر بالنسبة لللذين يتعين عليهم العمل من المنزل أو أولئك الذين يعيشون ضمن مساحات ضيقة. ولكن، مع القليل من الارادة، يمكننا الاستفادة من هذه الفترة لتكوين ذكرايات جميلة مع عائلتنا وبالأخص أولادنا. هناك طرق عدة لتحقيق ذلك:
‎- البناء معا، إعادة هندسة البيت من الداخل…
‎- اللعب معا… دعوا أولادكم مثلا ياعبون دور “المعلم”… من يدرري؟ قد تتعلمون منهم أشياء عديدة…
‎- التعلم معا لغة جديدة عبر الإنترنت …
‎بشكل عام، حاولوا ابقاء أولادكم منشغلين خلال هذه الفترة … فالأنشطة الجسدية والفكرية، والتواصل الدائم معهم تحول هذه اللحظات الى ذكرايات عائلية سعيدة.
‎كثر اليوم “صانعو الإجهاد والقلق”. كيف يمكننا تجنبهم لحياة سليمة خاصة خلال هذه الفترة؟
‎نواجه اليوم العديد من الضغوطات التي تتسبب بها الحالة الصحية الكارثية من جهة، ومن جهة أخرى االضغط الاعلامي المستمر الذي لم يعد يفسح المجال لأخبار أخرى قد تكون جيدة. ولتجنب هذا الضغط، أنصح باستثمار الوقت بشكل بناء: اعادة النظر في حياتنا، استعادة هواياتنا المنسية، اعادة ترتيب منزلنا، تعلم أشياء جديدة كالموسيقى واللغات، القيام بتمارين رياضية، الطهي…

شاهد أيضاً

بينَ مونتريالَ و بيروتَ

  بقلم الكاتبة حبيبة عبد الستار اديب     عبرتُ من مدينتِي الأنيقةِ  إلى رُبى …