أعلن اليوم سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان، رالف طرّاف، أن الاتحاد الاوروبي يمنح منظمة الصحة العالمية مبلغاً قدره 15 مليون يورو دعماً للنظام الصحي في لبنان، مع التركيز بشكل أساسي على توفير الأدوية الأساسية إلى المرضى خلال العامين المقبلين. بفضل هذا الدعم، سيتمكّن قرابة الـ 95,000 شخص من بين الأكثر حاجة من اللبنانيين ومن اللاجئين من تلقي أدوية الأمراض المزمنة مجاناً وفي الوقت المحدّد، وسيتمكّن 350,000 ممّن يتردّدون إلى مراكز الرعاية الصحية الأوليّة الوطنية من الاستفادة من أدوية الأمراض الحادة. وقد تمّ هذا الإعلان خلال زيارة السفير طرّاف إلى مستودع أدوية الأمراض المزمنة الذي تديره جمعية الشبان المسيحية YMCA، في أثناء عملية تسليم أدوية إلى مراكز الرعاية الصحية الأوّلية.
تفشّت جائحة كوفيد 19 في وقت يعاني فيه الشعب اللبناني وأشخاص آخرون في لبنان من أزمة اجتماعية-اقتصادية حادة. مع انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع معدّلات البطالة فضلاً عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي عجّلت بها جائحة كوفيد 19، يزداد عدد الأشخاص الذين يكافحون في سبيل تغطية نفقاتهم وسدّ احتياجاتهم. إن حاجات الرعاية الصحية غير الملبّاة قد ترفع معدلات الوفيات والاعتلال على نحو سريع وتعرّض أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالصحة للخطر.
صرّح السفير طراف قائلاً: “لقد رأينا كيف أن أزمة الصحة العامة غير المسبوقة هذه تواصل استنزاف أنظمة الرعاية الصحية في كل مكان. وفي لبنان، كما في أي مكان آخر، يعتمد الكثيرون كل يوم على توفر الأدوية الأساسية لعلاج أمراضهم المزمنة أو الحادة، ممّا يتيح لهم الاستمرار في العيش والإنتاج والوقوف إلى جانب أسرهم. وبدون هذه الأدوية، تصبح حالتهم الصحية القابلة للعلاج مهدّدة لحياتهم. ولا يسعنا تحمّل خسائر في الأرواح البشرية بلا مبرّر. ونحن نتضامن مع لبنان في هذه الأوقات العصيبة. ومن خلال مساهمتنا المالية، ستبقى الأدوية الأساسية متوفرة لمن هم في حاجة إليها.”
إن الأمراض المزمنة مثل السكّري والأمراض القلبية الوعائية هي من أهمّ أسباب الوفيات والاعتلال في لبنان وأعلاها كلفة. ويُقدّر أنها تتسبّب بـ 91% من الوفيات.
على حدّ قول مريم، إحدى المستفيدات من البرنامج منذ 15 عاماً: ” أثق بالأدوية هنا. إنها (أي الأدوية) أساسية لأنه لا يمكننا التخلص من مشاكل السكّري وارتفاع ضغط الدم. ما تقدّمه هذه المراكز (من حيث أدوية الأمراض المزمنة) يساعد الكثيرين لاسيّما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. إن أعداد الأشخاص المتّكلين على هذه المراكز والبرامج في تزايد.”
ويبقى الاتحاد الأوروبي أكبر مانح وداعم لنظام الرعاية الصحية في لبنان وللوصول إلى أدوية الأمراض المزمنة الأساسية منذ عام ٢٠١٤. ويشكل نظام الرعاية الصحية أولويّة قصوى، حيث يتمّ التركيز على تأمين رعاية صحية عالية الجودة محورها الأفراد، وتحسين إدارة النظام الصحي، والقوة العاملة الصحية المؤهّلة والكافية فضلاً عن الوصول إلى التكنولوجيات والأدوية. واستجابة لتفشي جائحة كوفيد في لبنان مؤخراً، سارع الاتحاد الاوروبي لدعم شركائه في مجال الصحة وذلك لضمان استمرارية الرعاية الصحية الأساسية، ولتعزيز الوعي وتمويل شراء معدّات الوقاية ومستلزمات النظافة.
صرّحت الدكتورة ايمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، بالآتي: ” تعرب منظمة الصحة العالمية بامتنان عن تقديرها لمساهمة الاتحاد الاوروبي المالية الرامية لتعزيز نظام الرعاية الصحية وضمان وصول الفئات الضعيفة من اللبنانيين والسوريين إلى الأدوية الأساسية، لاسيّما في زمن تفشّي وباء كورونا. إنها مكوّن رئيسي من التنمية المستدامة يمهّد الطريق لتحقيق التغطية الصحية الشاملة ويتصدّى لأوجه التفاوت داخل المجتمع.”
شاهد أيضاً
السلطات الصحية الأميركية تحقق في تفشي السالمونيلا المرتبطة بالخيار
أعلنت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنها تحقق في تفشي …