يعالج فيلم “مبارح مع مبارح” موضوع إكتشاف الإنسان لماضيه وحاضره.
فيما يجلس حميد (مازن سابا) متيقظاً بجانب سرير والده المحتضِر(عصام الأشقر)، تستحضِرُه ذكريات متناثرة تعود إلى يوم كان قائد ميليشيا خلال الحرب الأهلية اللبنانية، قبل هروبه مع عائلته إلى كندا. كان حميد قد وعد والده بالرجوع إلى لبنان ليعيد الذكريات السعيدة ولقاء العائلة التي فقد إتصاله بها منذ غادر لبنان قبل خمسة وثلاثين عاماً. إلاّ أنّ الأهم من ذلك كلّه، هو رغبة والده بأن ياخذ روحه معه الى قريته ويعطيها الى إبنه رمزي الذي اختُطِفَ وقُتل على يد ميليشا عَدِوّة انتقاماً منه. ولم يكن رمزي قد تعدّى التاسعة من عمره آنذاك.
تدور قصة الفيلم حول حادثة حصلت في قرية المخرج والكاتب عصام المقدسي خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي خَلَّفت نَدَبات عاطفية لا تُمحى من نفوس الناس هناك بما فيهم الممثلين الذين قاموا بإعادة إحياء الحادثة. لقد تخطت ويلات الحرب التي استمرت عشرين عاماً، حدود ضيعة عصام لتطال ملايين اللبنانيين في دول الإنتشار.
“مبارح راح مع مبارح” يُعيد رجلاً إلى وطن يكاد لا يعرفه، وإلى عائلة وثقافة تجنبهما طويلاً. يعيد هذا الرجل اكتشاف جذوره الضائعة فيما يتعّرف على حقيقة الماضي.
“مبارح راح مع مبارح” له طابع واقعي غير مسبوق؛ يتألف طاقم التمثيل من ابناء قرية كفرحلده ومن بينهم من عاش قساوة الحرب الأهلية. أما واقعِة الإختطاف فمستقاة من حادثة حقيقية. كما اعتمد المخرج على السكان المحليين في العمل خلف الكواليس، مما أضفى نكهة محلّية واقِعية على الفيلم.
“مبارح راح مع مبارح” هو آخر أعمال المخرج عصام المقدسي. قام بتصوير الفيلم حصرياً في لبنان، في البلدة التي نشأ فيها ومحيطها. يُمثل كل إطار من القصة تأملاتّه وشغفه بمرونة الشعب اللبناني، وهو إرث موطنه الذي لا يزال يتضارب حول هذا الماضي القريب.
تجدون في ما يلي الرابط للعرض المختصر للفيلم: https://vimeo.com/254126867
مدة عرض فيلم “مبارح راح مع مبارح” ٩٠ دقيقة