نظّم قسم الأمراض القلبيّة في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس اجتماعه السنوي للمرّة الثانية في تاريخ 6 و7 أيلول/سبتمبر 2019 تحت عنوان “الإبتكار في معالجة قصور القلب: من الأقراص إلى الأجهزة”، برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق، وذلك بالتعاون مع كلية الطب في جامعة القديس يوسف والجمعية اللبنانية لأطباء القلب.
وحضر المؤتمر نقيب الأطباء في بيروت الدكتور شرف أبو شرف، ورئيس الجمعية اللبنانية لأطباء القلب الدكتور مالك محمد، ورئيس قسم أمراض القلب في الجامعة الأميركية في بيروت البروفيسور زياد غزّال، ورئيسة مستشفى أوتيل ديو السيدة مارتين أوريو ممثلة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي، ونائب رئيس كلية الطب في جامعة القديس يوسف البروفسيور إيلي نمر ممثلا رئيس الكلية البروفيسور رولان طنب، والمدير الطبي في المستشفى البروفيسور نجيب جحشان، إضافة إلى أهم الأخصائيين في أمراض القلب والأوعية الدموية في لبنان والدول العربية المجاورة.
يعد قصور القلب حاليًا سببًا رئيسًا للمراضة والوفيات في جميع أنحاء العالم. ويعود سبب انتشاره إلى شيخوخة السكان وإلى زيادة انتشار أمراض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم وداء السكري. يعاني المريض من قصور القلب عندما تصبح عضلة القلب ضعيفة فتضخ كميات قليلة من الدم ما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أعضاء رئيسة في الجسم كعضلات الهيكل العظمي والكلى والجهاز الهضمي والدماغ. تشمل أعراض قصور القلب ضيقاً في التنفس، وانخفاضاً في نسبة تحمّل التمارين الرياضيّة، ووذمة الأطراف السفلية والرئة. قد يتسبّب قصور القلب، في حال لم يُعالج، بوفاة المريض جرّاء انخفاض معدل نبضات القلب أو اضطرابات في النشاط الكهربائي للقلب.
وفي كلمته، قال رئيس قسم الأمراض القلبيّة في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس البروفيسور ربيع عازار “إنّ هذا الإجتماع مهمٌّ جدّاً، لأنّ معالجة قصور القلب أصبحت عمليّة متقدّمة ومعقّدة. فبالإضافة إلى الأدوية، يعتمد العلاج اليوم على تدخّلات هيكليّة غير جراحيّة متقدّمة ومتطوّرة وعلى أجهزة كهربائيّة متنوّعة. يتوجّب على أطباء أمراض القلب أن يبقوا على اطلاع دائم في هذا المجال لأنّ الابتكارات فيه تشهد تزايداً مستمرّاً”.
وقال نائب رئيس كلية الطب في الجامعة اليسوعية البروفيسور إيلي نمر “إنّ التعقيد في حلّ هذه المشكلة لا يقتصر على مرض قصور القلب فحسب ولكنه يشمل أيضاً مجال الطب بأكمله. لأنّ مع التقدم العلمي والتكنولوجي، ظهر تأثيراً جانبيّاً أسمّيه السمية المالية”. وشدّد على أنّ “مهمتنا كمستشفى جامعي هي ضمان أعلى جودة للرعاية من دون تمييز عنصري واجتماعي واقتصادي ومالي، ووزارة الصحة معنا لمواجهة هذا التحدي حتى يتمكن أي مريض لبناني مهما كان وضعه الاجتماعي أو المالي من الحصول على أفضل رعاية صحية”.
ثمّ شكرت رئيسة مستشفى أوتيل ديو السيدة مارتين أوريو قسم الأمراض القلبيّة لا سيّما رئيسه البروفيسور ربيع عازار الذي نظّم وافتتح سلسلة مؤتمرات مستشفى أوتيل ديو بمستوى عالمي رفيع. ونوّهت السيدة أوريو بالابتكارات التكنولوجية والتطورات العلمية التي ساهمت في الحد من الإصابة بهذه الأمراض. وأشارت إلى أنّ “مرض قصور القلب هو أحد أكثر أسباب دخول المرضى إلى مستشفى أوتيل ديو. ونحن نعلم أنّ وراء هذا المرض متطلبات ماليّة صعبة جدّاً، لكنّنا نؤمن أنّ قيم مستشفى أوتيل ديو لن تدع هذه التحديات أن تكون حاجزاً أمام تأمين العلاج للمرضى”.
ومن جهته، أكّد الوزير جبق في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أنّ “هذا المؤتمر الطبي يعنى بواحد من ابرز الامراض وأخطرها، وهو ضعف عضلة القلب وقصورها عن العمل، وما يسببه ذلك من ألم وإجهاد للمريض وتعريض حياته للخطر”. وأضاف: “في وقت تشير الاحصاءات الى ان أكثر من 2 في المئة اي ما يزيد على 130 مليون من سكان العالم، يعانون من هذا المرض والذي تزيد نسبة الاصابة به مع تقدم السن لما بعد الستين سنة، يعاني منه في لبنان اكثر من 70000، ويسجل سنويا دخول ما يزيد على 11000 حالة مصابة الى المستشفيات، وتغطي وزارة الصحة ما يزيد على 33 في المئة منهم”. وتابع: “هذه الأرقام تدل على الإنتشار الواسع لهذا المرض في لبنان، كما وفي العالم، ما يضفي أهمية خاصة على هذا المؤتمر”.
وقال إن ما يهمه في هذا المجال هو “تسليط الضوء على مسألة وهب الأعضاء”، داعيا المؤتمرين إلى “المشاركة في إحداث نقلة نوعية، والقيام بواجب ثقافي واجتماعي بهدف دعم لجان وهب الأعضاء، من خلال تشجيع الناس على التبرع بأعضائهم”.
وناقش أعضاء كلية الطب المحليّون مع أهم الأخصائيّين في أمراض القلب والأوعية الدمويّة الأمريكيّين والأوروبيين كافة نواحي إدارة قصور القلب من علاجه من خلال الأقراص إلى علاجه بواسطة الأجهزة. وأشاد البروفيسور طوني عبد المسيح، مدير وحدة قصور القلب في أوتيل ديو، بالتقنايات المتوفّرة في المستشفى قائلاً: “يسرّنا أن نعلن أنّ أحدث علاجات قصور القلب متوفّرة اليوم لجميع المرضى اللبنانيين في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس. يتم إعداد علاج خاص بكل مريض وفقًا لمسببات قصور القلب والخصائص السريرية. تتوفر حاليًا عدة فئات من الأدوية التي حسّنت جودة الحياة ونسبة النجاة مقارنة بالأدوية السابقة. وكان للتقدّمات التكنولوجية تأثيراً كبيراً أيضاً. فأصبح بإمكاننا اليوم فتح انسدادات الشرايين وتصحيح المشاكل في الصمام التاجي والأبهري مع الحد الأدنى من التدخلات القائمة على القسطرة. ويمكننا أيضًا معالجة بعض المشاكل الكهربائية الأكثر شيوعًا المرتبطة بقصور القلب من خلال إجراءات غير جراحيّة تسمى “العلاج بالاستئصال” الذي يتمثّل بإزالة الدائرة الكهربائية المسببة بالمشكلة. فضلاً عن ذلك، يمكننا زرع أجهزةصغيرة ولكن ذكيّة جدّاً كالناظمة القلبية أو مزيل الرجفان لتحسين النِّتاج القلبي ومنع الموت المفاجئ. وأخيرًا، يمكن للمرضى في الحالات المتقدّمة جدًا زرع جهاز مساعد في البطين الأيسر، وهو عبارة عن مضخّة خارجية تساعد القلب على ضخ كميّة أكبر من الدم”.
إنّ قسم الأمراض القلبية في أوتيل ديو دو فرانس قسم رائد في أمراض القلب والأوعية الدمويّة في الشرق الأوسط. وتتمثل مهمته في تقديم أفضل العلاجات لأمراض القلب والأوعية الدموية وتعليم طبي مستمر للمحترفين في المجال الصحي وتوعية المجتمع.