أجرت دائرة الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت أول جراحة تجميلية روبوتية في لبنان والمنطقة لإعادة ترميم الثدي بعد استئصاله جرّاء الإصابة بالسرطان وذلك بمساعدة الروبوت. وتتيح هذه المقاربة الجديدة راحة أكبر للجراح وحرّية تنقّل أفضل ودقة أعلى، مما يساهم في توسيع قدرات اليد البشرية. ويوفّر هذا الإجراء الأوّل من نوعه للمرضى أحدث تقنيات الرعاية الجراحية التي لا تحتاج إلى أي شقوق وبالتالي تترك ندوباً أقل وتقدّم فرصة للتعافي بشكل أسرع مع نسبة محدودة من الألم والمضاعفات الناجمة عن العملية الجراحية.
تم تطبيق هذا الإجراء في 26 آذار 2019 على إحدى مرضى سرطان الثدي والتي كانت بحاجة لاستئصال للثدي يليه علاج كيميائي وعلاج إشعاعي. كما تطلبت إعادة ترميم الثدي زرع جزء اصطناعي بديل لهو استقطاع جزء من العضل مستخرجة من الظهر. أجرى العملية الأستاذ المساعد في الجراحة التجميلية والترميمية في قسم الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور أمير إبراهيم. كما كان الدكتور رمزي علمي، وهو الأستاذ المساعد في قسم الجراحة السريرية وعضو فريق الجراحة الروبوتية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، حاضراً أثناء الجراحة للمساعدة وتوفير الدعم.
وحول الموضوع، قال الدكتور أمير إبراهيم، “إن العضلات التي يتم رفعها من الظهر تتطلب عادة إحداث شق يترك ندبة بطول 20 إلى 25 سنتمتراً فوق جلد الظهر. إلاّ أننا تمكنّا من استخراج العضلات باستخدام االروبوت عبر شق الثدي فقط من دون إجراء أي شقوق إضافية أو ترك ندوب على الظهر،” مضيفاً: “تمت العملية بسلاسة، وبقي المريض تحت المراقبة الطبّية لليلة واحدة فقط قبل الخروج من المستشفى. أمّا في الجراحة التقليدية فكان يتعيّن على المريض عادة، ملازمة المستشفى لمدة يومين إلى ثلاثة على الأقل”.
من جهته، قال الدكتور علمي: “ما زال الجراحون الذين يستخدمون الروبوت أثناء العمليات في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت روّاداً في المنطقة. وفضلاً عن عمليات البروستات والمستقيم الشائعة، يواصل هؤلاء الجرّاحون توسيع تطبيقات هذه التكنولوجيا على أعضاء أخرى. فمن أولى عمليات الإستئصال الجزئي للكلية في قسم المسالك البولية، إلى فتق جدار البطن أثناء الجراحة العامة وصولاً إلى استقطاع العضل ونقله المعتمد اليوم في الجراحات التجميلية، يواصل المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت مسيرته الطويلة مرسّخاً مكانته الرائدة في المنطقة”.
فقد أصبح المركز أحد المراكز الطبية القليلة في العالم، والأول في لبنان والمنطقة في تطبيق هذا الإجراء بنجاح، انسجاماً مع التزامه تقديم العلاجات الطبية المتطوّرة والتقنيات الحديثة.
وختم الدكتور أمير إبراهيم بالقول: “هذا الإجراء يؤكد بداية اعتماد تقنية الجراحة الروبوتية في استئصال الثدي، وهي تقنية مبتكرة لا تزال في مراحلها الأولى. كما أنه يعكس نتائج واعدة في الإجراءات الترميمية من المحتمل أن تغيّر حياة العديد من المرضى. فالمستقبل سيحمل لنا المفاجآت!” مضيفاً: “فإن اعتماد هذه التقنيات تساعد المريض على الشفاء السريع ولا تترك وراءها الندوب. وبفضل استخدام روبوت “دا فينشي”، أصبح إجراء عملية جراحية باستخدام أحدث التقنيات أكثر أماناً. ومع نجاح أول جراحة تجميلية بمساعدة الروبوت، يشرّفنا أن نكون بين أول المراكز التي قدّمت الأمل للبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.