إرتفاع الدهنيات بين الشائعات والوقائع العلمية: لا توقفوا أدويتكم بدون استشارة طبيبكم د.طلال حمود

 

شهدت السّنوات الماضية نقاشا” حادّا” في فرنسا وفي بعض الدّول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، حول أهميّة علاج الكولسترول والأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج الارتفاع المزمن في الكولسترول من عائلة ال”Statins.

ويعود هذا السّجال الى نقاش بدأ في شهر شباط 2013 عندما أصدر أحد الأطباء المشهورين-المشاكسين في فرنسا، واسمه فيليب ايرفن وهو طبيب أمراض صدرية معروف بآرائه المشاكسة والحادّة ،كتابا” يتكلّم فيه عن 4000 دواء ،منها الأدوية المفيدة ومنها الأدوية المضرّة ومنها ادوية غير ذات جدوى.وقد ألّف ووقّع هذا الكتاب مع أحد نواب اليمين الفرنسي واسمه برنارد دوبره .وقد أتبع فيليب ايرفن هذا الكتاب بكتاب آخر حمل اسم “كل الحقيقة حول الكولسترول”انتشر بكثافة في فرنسا، وتبعه كتاب آخر لطبيب فرنسي آخر اسمه ميشال دي لورغيل يهاجم فيه هذا الأخير معظم الأطباء الذين يصفون بكميات كبيرة هذه الأدوية دون مبرّر علمي واضح بحسب رأيه،ما استدعى استنفارا” علميا” كبيرا” على كل المستويات، وخاصّة” على مستوى الجمعية الفرنسية لأمراض القلب والأكاديمية الوطنية الفرنسية وكل السلطات الطبيّة الفرنسية العليا ،وأجبرهم على اصدار عدد من التّوصيات والتّصريحات التي أعادت الأمور الى نصابها, خاصّة” وأنّ هذه الشائعات المغرضة أدّت الى ايقاف بعض المرضى لهذه الأدوية التي تعتبر أساسية في علاج مرضى القلب والشرايين ما أدّى أيضا” عند البعض منهم الى تطوّرات خطيرة للمرض عندهم ولزيادة كبيرة في الوفيّات من جرّاء هكذا خطوة خطيرة.

وقد لعب انتشار هذه الشائعات عبر وسائل التّواصل الاجتماعي دورا” كبيرا” في تضليل الرّأي العام كما سأشرح لكم لاحقا”.وهذه المقالة ستكون عبارة عن دراسة جدّيّة ومهمّة جدا” تتناول هذا الموضوع .ولكن قبل ذلك أود أن أوجّه اليكم الأسئلة التالية:

السؤال الأوّل:هل تعتقدون أنّ الأطباء يقعون أحيانا” في فخ الشركات العالمية المتعدّدة الجنسيات ،ويصفون بعض الأدوية بكميّات كبيرة مراعاةّ لسياسات هذه الشّركات المسوّقة لهذه الأدوية؟

السؤال الثاني:ما هو برأيكم واقع أهمية هذه الأدوية بالنسبة للمرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية أو شريانية أو من جلطات دماغية أو الذين تعرّضوا لهكذا أزمات؟

السؤال الثالث:ما مدى ثقتكم بكل ما ينشر ويرسل لكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

وسوف أجيب لاحقا” بالدّراسة الدّقيقة وواقع الحال حول هذا الملف.

 

٢-تسلسل الوقائع التّاريخية العلميّة الدّامغة:

انتشرت في الفترة الأخيرة ،خاصّة” في فرنسا وبريطانيا والدّانمارك وبعض الدول الاخرى ،بعض المعطيات وبعض الكتب والمقالات التي هاجمت بشكل كبير الأطبّاء، وخاصّة” أطباء القلب والأمراض الدّاخلية وأطباء السّكري على وصفهم الذي اعتبره بعض الأطباء كبيرا وغير مبرّر للأدوية المخفّضة للدهنيات من عائلة الSTATINS ،الأمرالذي تسبّب بحدوث بعض البلبلة وبعض المشاكل في وصف هذه الأدوية ودفع بعض المرضى الى ايقاف أدويتهم من هذه العائلة.

في الحقيقة بدأ وصف هذه الأدوية من قبل الأطباء منذ حوالي 40 سنة، اي مع بدء دراستي في جامعة Grenoble في فرنسا، حيث بدأ يومها الاطباء التّكلّم عن أدوية فعالة جدا من هذه العائلة وكان أوّلها الSimvastatin وبعدها الAtorvastatin والRosuvastatin والPitivastatin وال Pravastatin الأقل فعالية والأقل وصفا” في لبنان وفي مختلف انحاء العالم. وقد أثبتت هذه الأدوية فعاليتها منذ زمن طويل في الوقاية الثّانوية بعد ظهور علامات المرض وفي الوقاية الأوّلية اي قبل ظهور اعراض او علامات الامراض القلبية او الشريانية. وقد يكون هناك بعض المعطيات غير القويّة علميّا” لناحية وصف هذه الأدوية في الوقاية الأوّلية والتي سأشرحها لاحقا”,لكن في الوقاية الثانوية ليس هناك شك أنّ هذه الأدوية فعّالة جدا” وليس هنالك من يجرؤ على الاعتراض على ذلك.

لكن في أيلول 2013 نشر كتاب للمؤلّف فيليب ايرفن وهو طبيب أمراض صدريّة مشاكس ومعروف بحدّته في كتاباته وآرائه الطّبيّة المرتجلة احيانا أيضا”, وقد كتب فيه عن 4000 دواء منها ما هو مفيد ومنها ماهو مضر ومنها ما هو غير مجد للتناول بحسب قوله. هذا الكتاب أخذ ضجّة كبيرة وشاركه في التأليف أحد نوّاب اليمين الفرنسي الذي يدعى برنارد دوبره وكان في تلك الفترة له دور كبير في البرلمان الفرنسي .وكان له مسؤوليّات كبيرة ما أعطى بعض المصداقية لهذا الكتاب.وفي هذا الكتاب الذي أحدث بلبلة كبيرة في فرنسا صنّف المؤلّفان الأدوية المخفّضة للكولسترول كأنّها أدوية مضرّة لجسم الانسان ،وركّزوا على الآثار الجانبية لهذه الأدوية، خاصّة” أضرارها على وظيفة العضلات والكبد والكلى. وفي شباط 2013 نشرايرفن نفسه كتابا آخر أسماه “الحقيقة حول الكولسترول” متكلما بذات النمط عن هذه الادوية. وفي الفترة نفسها هناك مؤلّف يدعى ميشال دو لورغيل ألّف كتابا اخر يهاجم فيه أيضا” بعض الأطباء الذين يصفون بشكل كبير هذه الأدوية ،ما جعل من هذه الادوية خطيرة عند بعض الفرنسيين الذين سمعوا هذه الاخبار واصغوا لها ،خاصة بعد تسويقها عبر وسائل الاعلام التقليدية او عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشرت هذه الاخبار كالنار في الهشيم.

كان لهذه الهجمات في الحقيقة صدى كبير في المجتمع الفرنسي ،وأدّت الى انخفاض كبير جدا” بنسبة المرضى الذين أوقفوا أدويتهم من هذه العائلة من الادوية دون اي مبرر علمي قوي. وقد شهدنا مثلا” ان المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية لتخفيف الكولسترول انخفض عددهم تقريبا” 30 بالمئة ما بين 2006 و ال 2015 .وشكّل هذا الانخفاض تحدّيا” كبيرا” لجمعية أطباء القلب الفرنسية وللأكاديمية الفرنسية وللسلطات الفرنسية العليا ما دفعهم أن يردّوا بشكل عنيف على هذه الشائعات وعلى هذه الأخبار. وكما اكّدوا لاحقا وتباعا في عدّة كتب ومقالات ومؤتمرات أنّ هذه الأدوية لا يجوز ايقافها بشكل مفاجئ ،خاصّة” عند المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب، أو الذين قد تعرّضوا لذبحة قلبية خضعوا لعمليات زرع وتوسيع للشرايين التاجية للقلب، مع زرع روسور أو لعملية قلب مفتوح، أو تعرّضوا لجلطة دماغية أو عندهم انسداد في شرايين الأطراف وخضعوا لعمليات روسورات أو دعامات بأي مكان في الجسم،ولا يجب عليهم جميعهم ايقاف هذه الأدوية تحت اي ظرف كان.

وهنا نتكلّم عن الوقاية الثانوية من هذه الأمراض، وهذا يعني عندما نتعرّض لأزمة قلبية أو دماغية أو لانسداد في شرايين الأطراف يجب أن نمنع حدوث انسداد آخر مماثل في الفترة القادمة، وهذه الادوية فعالة جدا في هذا المجا ل،لأن هذه الأدوية أثبتت أنّها لها فعالية قوية بايقاف النوبات المماثلة في المستقبل وبمنع تجدّد المرض،كذلك في الوقاية الأوّلية من المرض والتي تعرف بأنّها تمنع حصول المرض قبل حدوثه، ما يعني انه اذا كان هناك مريض يعاني من كولسترول مرتفع جدا” نعطيه الدواء لمنعه من الاصابة بذبحة قلبية أو بجلطة دماغية أو انسداد في شرايين الأطراف.فهناك دراسة عالمية كبيرة جدا” اطلق عليها اسم جيبيتر تابعت حوالي 10.000 مريض، منهم رجال أعمارهم فوق ال 50 عاما ونساء أعمارهم فوق ال 60 عاما،القسم الأوّل منهم تناول أدوية مضادة للكولسترول تخفّف الكولسترول، والآخر تناول دواء لا يحتوي على مادّة فعّالة. وأثبتت هذه الدراسة أنّ هناك خفضا كبيرا جدا لنسبة الحوادث والجلطات القلبية والجلطات الدماغية والوفيّات العامة عندهم بنسبة 44 بالمئة.

في جيبيتر كانت الدراسة عند مرضى لم تؤخذ بعين الاعتبار عندهم نسبة الكولسترول في بداية دخولهم فيها، وتم ادخال المرضى بغض النظر عما اذا كان مستواه مرتفع أو غير مرتفع. وضعناهم بتجربة تحت هذا الدواء لمعرفة اذا كانوا سيصابون بذبحة قلبية أو بمشاكل شريانية بغض النّظر عن نسبة الكولسترول لديهم. يعني اذا كان مستوى عاليا أو مرتفعا فهذا لا يهم, بل الأهم أنّه تمّت محاولة منع تكوّن المرض (أي نوع من أمراض القلب والشرايين) مع تناول هذه الأدوية, واظهرت هذه الدراسة أنّ هذه الأدوية فعّالة مهما كان مستوى الكولسترول .

بعض الأطباء انتقدوا طريقة تنظيم هذه الدّراسة وانتقدوا أيضا” نتائجها، لأنّها توقّفت بعد بدايتها بسنتين، وكان الهدف في البداية القيام بها لمدّة أربع سنوات. لكن هذا لا يمنع أنّه في السّنتين الأوليين منها تبيّن أنّ هناك فرقا شاسعا بين مجموعة المرضى التي تتناول الدواء، والتي كان لديها حوادث قلبية اقل بكثير، أي بنسبة 44 بالمئة اقل من المرضى الذين لم يتناولوا هذا الدواء أو الذين عانوا من مشاكل قلبية كثيرة جدا”. ويقول المنتقدون لهذه الدراسة لعلّ النتائج كانت قد تغيّرت مع استكمال الدراسة لفترة 4 سنوات، ولكن قوة المعطيات العلمية دفعت القيمين على هذه الدراسة لايقافه بسرعة بعدما تبيين بقوة شدة فعالية هذه الادوية.

وهناك دراسة أخرى ثانية شملت مجموعا كبيرا من الدّراسات للذين لديهم مستوى عال جدا من الكولسترول، تمّ وضعهم جميعهم في دراسة واحدة لكل المعطيات العلمية والسريرية والمتابعة على مدى بعيد، وقد أثبتت هذه الدّراسة الثانية التي نشرت بعد جوبيتير أنّ اولئك المرضى يجب وضعهم على أدوية مضادة للكولسترول ايضا خاصّة” اذا كان مستوى الكولسترول عاليا جدّا” اومتوسّط الارتفاع عندهم.

 

٣-كيفيّة التّعامل مع هذه الأدوية حاليا” بحسب توصيات الجمعيات الأوروبيّة والأميركيّة لأمراض القلب:

قد يتناقش البعض ويقول أنّ المرضى الذين لديهم مستوى الكولسترول بمستوى متوسّط أو منخفض، هل يجب علاجهم أم لا؟

هنا تعود الأمور لتقدير الطبيب. يعني مثلا” اذا كان لدينا مريض عمره 45 سنة وهو مدخّن او يعاني من ارتفاع الضغط الشرياني أو من مرض سكري أو لديه سوابق مرضيّة عائليّة لأمراض قلبيّة، فهنا يجب وضعه على الأدوية المخفّضة للدهنيات. واذا كان يعاني فقط من ارتفاع في الدهنيات من دون مرض السّكري أو مرض ارتفاع الضغط الشرياني اوهو غير مدخّن أو لا يوجد لديه سوابق عائلية مرضيّة بأمراض القلب، فهنا نستطيع التّغاضي عن ذلك وعدم اعطائه الدّواء والاكتفاء عنده ببعض الارشادات والنصائح الغذائية وننصحه بالرياضة وتخقيف تناول الدهنيات في الطعام وايقاف التدخين مثلا اذا ما كان مدخنا. في الحقيقة ان الاطباء والخبراء الذين اعترضوا على هذه الأدوية كانوا يردّدون دائما انّ وصف هذه الأدوية كان يتم تحت تأثير الشّركات المتعدّدة الجنسيّات, او شركات كبرى لها مصالح تجارية وهمّها تسويق هذه الأدوية ،وبالتّالي كانوا يقولون أنّ الأطباء كانوا يخضعون الى موضة وهي أن يصفوا هذه الادوية تماشيا” مع مصلحة الشّركات لارتباط مصالحهم بها. ولكن تبيّن بنتيجة دراسات قامت بها عدة فرق طبية من جامعة بوردو ومن قبل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في فرنسا ،والتي شملت حوالي 650 ألف مريض, أنّ المرضى الذين أوقفوا أدويتهم نتيجة هذه الظاهرة ما بين ال 2006 وال 2016 والذين زادوا بنسبة 30 بالمئة في هذه الفترة, تبيّن للأسف أنّهم عرضوا انفسهم لمخاطر كبيرة، وان نسبة الوفيّات لديهم قد ازدادت وكذلك زادت عندهم الحوادث القلبية أيضا بشكل مقلق.وقد اظهرت مثلا في نفس الوقت دراسات متعدّدة قام بها فريق طبّي متخصّص في مدينة بوردو أنّ التّأثير السّلبي لهذه الكتب والشّائعات التي طالت أدوية الدهنيّات كان خطيرا” للغاية، بحيث أنّ نسبة المرضى الفرنسيين الذين يعانون من كولسترول مرتفع (أكثر من 1,6 غرام) زادت بشكل كبير وكذلك نسبة المرضى الذين يعانون من ارتفاع شديد جدا” في الكولسترول( أكثر من 1,9 غرام).كذلك تبيّن مع مرور الوقت أنّ عددا كبيرا من الفرنسيين الذين لم يقوموا بفحص مستوى الدهنيات لديهم ارتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة في فرنسا(7.3 بالمئة عند الرجال) و(15,3 بالمئة عند النّساء) ما جعل الكثير من أطباء القلب في فرنسا يرفعون الصّوت قائلين إنّ مرضى القلب في فرنسا في خطر شديد نتيجة” لهذه الظاهرة ،خاصّة” اذا ما عرفنا أنّ دراسات أخرى أثبتت أنّ مرض ارتفاع الضغط الشرياني غير مراقب أيضا” بشكل جيّد في فرنسا ،خاصّة” عند النّساء أو عند الفئات الاقتصادية- الاجتماعية ذات الدّخل المرتفع، والذين يكونون عادة” أفضل علاجا” وثقافة” وتمسّكا” بالأدوية من غيرهم.

 

٤- الخلاصة والتّوصيات الواقعيّة الحاليّة:

نتيجة هذه المطالعة يمكن القول أنّ الأدوية المضادة أو المخفّضة للكولسترول يجب البقاء على استعمالها، خاصّة” اذا كان المريض قد تعرّض لذبحة قلبية أو لجلطة دماغية او لمشاكل في شرايين الأطراف أو في شرايين الكلى أو في شرايين الرّأس. وهنا يجب أن لا نوقف ابدا هذه الأدوية. وان وسائل التواصل الاجتماعي والمجلات الشعبية او غير العلمية , كان لها صّدى سّلبي كبير، و لعبت دورا كبيرا في نشرالكثير من الشائعات التي تبيّن أنّها كاذبة وملفّقة وغير مبنيّة على معطيات علمية قوية، وكان لها دور كبير في تضليل الرأي العام وبث اكاذيب مغرضة عن هذه الادوية ،وهذا ما لا يجب ان نسمح به ابدا في اي بلد كان.

ولذلك اتمنّى أن ننتبه الى ما يسوّق لنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحيث ان هناك الكثير من الشّائعات التي تردنا يوميا” ،منها ما تقول انتهى عهد السّرطان واليكم العلاج والوصفة السّحرية لعلاج السّكري,وهذا ما اكتشفه الطبيب المصري او الاميركي او الهندي او الصيني … فلان الفلاني… لعلاج السرطان…السّرطان أكذوبة…… انتهى عهد السكري او السرطان مع كذا وكذا …..لا تصدّقوا الشّركات تسرق أموالكم…كل هذه أكاذيب وشائعات يجب عدم الخضوع لها ،ويجب الانتباه قبل أخذ أي معلومة طبّيّة ،ويجب دائما التّأكّد من طبيبنا المعالج والتّأكّد من المعطيات قبل اخذ اي وصفة او ايقاف اي دواء، لأن ذلك قد يكون خطير جدا على صحتنا.

وهنا أستطيع القول ايضا, أنّه في ال 2019 لا تزال وبتأكيد من الجمعيات الأوروبية والفرنسيّة بالتّحديد والأميركية والبريطانية وبكل اطمئنان ،أنّه يجب الاستمرار على الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج وعدم ايقافها ابدا ،لأن ايقافها يؤدي الى مشاكل خطيرة، منها الذبحات القلبية المفاجئة,وتزايد الوفيات اذا ما تداركنا الوضع.

وحاليا” في ال 2019 يجب أن يوصف هذا الدّواء لكل مريض بحاجة اليه وأن يستفيد منه,لانّ هذه الأدوية أثبتت تخفيف الوفيّات والحوادث القلبية بأمراض القلب الشرايين، وتخفّف الذبحات القلبية والجلطات الدماغية والجلطات بالشرايين الخارجية بنسبة كبيرة, رغم أنّ ثمنها كان مرتفعا جدا في البداية, ولكن في الفترة الأخيرة في لبنان وجدنا تخفيضات كبيرة على أسعار الدواء ,ولا يجب أن يخاف منها الأطباء ايضا. قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الكلى أو على الكبد أو على العضل. والحوادث العضليّة نادرة جدا”، يعني هي بمعدل لا يتجاوز 1 الى 10,000 مريض يعانون من حادث مقلق بالنسبة للعضل يحصل خلالها تحلل للأونزيمات العضلية مع ارتفاع في خمائر العضل بشكل خطير في الدم وحصول قصور كلوي حاد، ولكن هذه الحوادث نادرة جدا” وتؤدي الى غسيل الكلى لبعض الايام في اقصى حد احيانا، ولكن تنتهي بسرعة ولا داعي للهلع منها. وهي ليست بمشكلة خطيرة جدا” ولها علاجات ممكنة .وانا منذ وجودي في لبنان أي منذ 20 عاما لم أصادف مريضا واحدا تعرض لهكذا حالة، ولكنها تبقى كما قلنا حالات نادرة ،ومن الممكن ان نسمع بها ولا يجب في مطلق الاحوال تخويف المرضى والاطباء كذلك منها. وفي الحالات الاخرى يحصل ألم في العضل في الاماكن التي يوجد فيه عضل كبير، مثل منطقة الكتفين او فوق الركبة او تحتها، وبعض المرضى يشكون من هذه الأدوية بسبب ألم في المفاصل اوألم في العضل. وهنا يلجأ الطبيب الى تغيير الدواء بدواء اخر ومراقبة خمائر العضل ووظيفة الكبد والكلى، وقد يضطر الى توقيف هذه الأدوية نهائيا في بعض الحالات النادرة ،في حال استشعار الطبيب لخطرمعين ،او قد يلجأ الى استبدالها بأدوية آخرى من عوائل اخرى، وتنتهي المشكلة . وقد ظهر في السوق منذ سنوات ادوية او متممات غذائية تخفف بشكل كبير من هذه الالام ،وهي متوفرة جدا في لبنان تحت عدة مسميات، ومن الممكن تناولها لتخقيف الام العضل بعد استشارة الطبيب المعالج.

 

شاهد أيضاً

تسجيل 44 اصابة بالحصبة في نيو برونزويك

هلا كندا – تم تسجيل 44 حالة من مرض الحصبة في نيو برونزويك، والذي بدأ …