أعلن نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي أن النقابة تسعى إلى نسج أفضل العلاقات مع القضاء إلا أنها لن تسكت عن الخرق المتكرر لقانون المطبوعات من حيث إحالة الصحافيين والإعلاميين إلى محاك جزائية بدلا من مثولهم أمام محكمة المطبوعات، وهي المرجع الصالح للبت في في قضايا النشر وفقا لقانون المطبوعات.
وكان النقيب القصيفي تحدّث في عشاء أقامه نادي الليونز جونية لتكريم اثنين من أعضائه على مسيرتهما المهنية، وهما النقيب جوزيف القصيفي والسفير خليل كرم، وهما انتسبا إليه في السنة نفسها (1981). وأقيم العشاء في النادي اللبناني للسيارات والسياحة وحضره وزير العدل ألبرت سرحال ونائب كسروان جبيل فريد الخازن، ورئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر ووزير العمل السابق سجعان القزي ونقيب المحامين في الشمال محمد المراد وعدد كبير من القضاة والمحامين.
وتحدّث نقيب المحررين عن معاناة الصحافيين في لبنان متوقفا عند الحادث الذي تعرض له رئيس تحرير وكالة أخبار اليوم الزميل عمر الراسي في المحكمة العسكرية إذ إنه اقتيد مخفورا لدفع غرامة سير تعود إلى العام 2004 فيما المسؤولية تقع على عاتق السلطات الأمنية التي لم تبلغه عن هذه المخالفة التي مضى عليها 15 سنة. وقال: “ما حصل يعد مساسًا بكرامة الصحافيين والمواطنين وقد أدنّاه وندينه في كل وقت.”
وتوجه إلى وزير العدل بالقول “إن الصحافيين ليسوا سلطة خارجة على الدولة وعلى القضاء الذي نريده فاعلا ونزيها متمنين أن تكون هناك لقاءات بين النقابات المعنية وبين وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى للبحث في الأمور من أجل حسن تنظيم العلاقة وإزالة كل الالتباسات ليعود التعاون على أفضل ما يكون مبنيا على الإحترام المتبادل وتأكيد مرجعية القانون ولا سيما قانون المطبوعات الذي ألغت تعديلاته عام 1994 العقوبات السالبة للحرية ومنعت حبس الصحافي وإبدال العقوبة بغرامة مالية ومنعت تعطيل الصحف والتوقيف الاحتياطي.”
ونبّه النقيب القصيفي من إستمرار تجاهل أحكام قانون قائلاً: إن استمرار مثل هذه التصرفات يضع العلاقات بين الإعلام والقضاء، وهما ركنان أساسيان من أركان النظام الديمقراطي، على طرفي نقيض لا يتمناها أي منهما.
أما السفير خليل كرم الذي بدأ حياته المهنية أستاذا في جامعة القديس يوسف وصولا إلى تولي نيابة رئاستها، فقد قاده عمله الأكاديمي إلى عالم الفرنكوفونية، فمثل رئيس الجمهورية لدى منظمة الفرنكوفونية ثم عيّن مندوبا للبنان لدى منظمة الأونسكو حيث أمضى خمس سنوات حقق فيها من المنجزات ما لم يكن ليتحقق طوال عقود. وقد كرّمته الحكومة الفرنسية بتقليده، في جامعة السوربون، ميدالية السعف الأكاديمية من رتبة كومندور، وهي أعلى تكريم أكاديمي في فرنسا، على مسيرته الأكاديمية الحافلة.
وتحدث السفير كرم عن تجربته الفرنكوفونية التي بدأت باكرا (1986) تحت إشراف الرئيس السابق شارل حلو وعن تجربته مع الأونسكو التي بدأت باكرا أيضا إذ أمضى قرابة عقدين في اللجنة الوطنية للأونسكو، وأعطى عدة اقتراحات عن كيفية تفعيل العلاقات بين لبنان والفرنكوفونية والأونسكو والاستفادة منهما في استعادة دور لبنان وحضوره في المحافل الثقافية الدولية.
وكان قد توالى على الكلام رئيس نادي الليونز جونيه روجيه طانيوس الذي رحّب بالحضور والمكرميْن، مشيرا إلى أهمية النادي يضم نخبة من وجوه كسروان الفتوح وبرز من صفوفه وزير ونائب وسفير ونقيب وعدد من المديرين العامين، والدكتور فادي شهوان معرفا بالسفير خليل كرم، والمحامي جو كرم معرفا بالنقيب القصيفي.
وفي نهاية الاحتفال سُلِم المكرّمان درعا تكريمية.