أطلقت جمعية “بيروت ماراتون” النسخة السادسة من سباق السيدات تحت شعار “طريقك قرارك” والذي تنظمه بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية الأحد 31 آذار 2019 داخل حرم مرفأ بيروت.
وعقد للغاية مؤتمر صحافي في قاعة المسافرين في المرفأ، حضره حشد من الشخصيات الرسمية والأهلية، تقدمهم صاحب الرعاية وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس وسفراء كل من النمسا وبريطانيا والسويد ورومانيا وبنغلادش، ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز وممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد حسين خشفة ورئيس مجلس الإدارة المدير العام لمرفأ بيروت حسن قريطم وعضو اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية رلى عاصي وممثلة بنك سرادار الراعي التجاري للسباق زينا كرياكوس ورئيس جهاز أمن المرفأ العميد أنطوان سلوم وممثل قائد المركز العالي للرياضة العسكرية العميد جورج الهد المقدم جوزف ضاهر وممثل رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي رئيسة جهاز الإسعاف والطوارئ روزي بولس والأميرة حياة إرسلان، إلى ممثلي وممثلات لمجالس بلدية ومؤسسات وجمعيات نسائية وخيرية وناشطات في المجتمع المدني ووفد من قوات اليونيفيل وأندية رياضية.
النشيد الوطني اللبناني ثم ترحيب من أمين سر الجمعية الزميل حسان محيي الدين.
وقال الوزير فنيانوس في كلمته “الأيام دارت وها نخن اليوم برفقة جمعية بيروت ماراتون في ضيافة رئيس وأعضاء مجلس إدارة مرفأ بيروت. هذا المرفأ القديم قدم لبنان وهو لايشبه أبداً داخله الحديث حيث العمل الدؤوب الدائم من قبل إدارته وموظفيه للإرتقاء به إلى المستوى التنافسي للمرافىءالمحيطة، حيث يعتبر د على هذا الشاطىء. إنه كالبحر يتسع ويتسع ليستوعب الحاويات ثم يعيد توزيعها داخلياً وخارجيا” .
وأشار الوزير فنيانوس إلى زيارة الخليل في مكتبه مع أعضاء الجمعية لتعبر عن رغبتها بإقامة السباق في مرفأ بيروت.
وقال ان سروره كان عظيما وأبدى موافقته الفورية. ورأى أنها مناسبة ليتعرف الناس أكثر على مرفأ بيروت، “وهم لم يسمعوا يوما أن هناك 1200 موظف كانوا يعملون لإستقبال 200 ألف حاوية. والآن هناك ما لايقل عن 300 موظف يستقبلون مليون و300 ألف حاوية “.
وختم بأنه كان نشأ في بيت رياضي بإمتياز، متسائلا من الذي شده أكثر للحماسة لفكرة الإستضافة هل كونه أمام نساء يسعون إلى تمكين المرأة أم المرفأ؟ وفي كلا الحالتين، قال بأنه هنا “لتشجيع الجمعية وشكرها على عطائها وللقول أن مرفأ بيروت مستعد لإستقبالكم وهو منكم ولكم “.
و تساءلت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز في كلمتها “كم سنة أو عقد نحتاج للإعتراف بالمرأة مواطنة كاملة ولوإختلفت عن الرجل لكنها متساوية معه بالحقوق والواجبات. وكم من الجهد مطلوب من النساء كي يكون لهن مكان متساو مع الرجال في مراكز صنع القرار ويشاركن المسؤولية بالخيار وعدم الإكتفاء بتلقّي النتائج؟”.
ولفتت إلى “أن النضال مستمر من خلال عملنا وعملكم. وأن كل حق وراءه مطالب سوف يتحقق، وهذا الحق يتحقق أولا من خلال تعزيز ثقة النساء بحالهنّ وقدراتهن ودعمهن وتشجيعهن على خوض كل مجال جديد يشعرن بأنهن قادرات على العطاء فيه” .
وأضافت بأن شعار السباق ” طريقك قرارك ” هو “مبادرة من المبادرات الكثيرة الهادفة والمشجعة لكل إمرأة كي ترسم طريقها مثل حلمها، وبأن لاشيء يمكن أن يمنعها من تحقيق ذاتها”، معربة عن السعادة بأن تكون الهيئة الوطنية جزءا من هذه المبادرة، ومشيرة إلى أن القانون هو الطريق الأسرع للعدل عبر تعديل كافة القوانين المجحفة بحق النساء وإقرار قوانين جديدة من شأنها أن تحمي وتدعم وتحفظ حق المرأة بالتساوي مع الرجل .
وقالت:” هذا هو عملنا في الهيئة الوطنية ولا ندخر جهداً لإقرار قانون يعتمد سن ال 18 كحد أدنى للزواج وقانون يجرم التحرش الجنسي وإقرار التعديلات على قانون العنف الأسري وقانون العمل والضمان الإجتماعي، وقانون يسمح للمرأة بمنح الجنسية لأولادها وتضمين القانون الإنتخابي كوتا نسائية لمشاركة أكبر في الحياة السياسية وغيرها” .
ودعت وزارة التربية والتعليم العالي والمدارس والمعاهد والجامعات إلى إلغاء كل مادة أو نص أو معلومة من المناهج، إذا تضمنت تمييزا وعدم مساواة بين الصبي أو البنت، كاشفة عن تعاون مع المركز التربوي والمعاهد والجامعات لإدخال مواد بالمناهج التعليمية لتكريس مبدأ المساواة.
وختمت بالدعوة للمشاركة في سباق السيدات تحت عناوين قضايا تهم المرأة كما دعت الرجال للركض ايضاً دعماً لزوجاتهن وأمهاتهن وأخواتهن وبناتهنّ.
من جانبه رأى حسن قريطم بأن السباق يعد مبادرة فريدة من نوعها. “وهي المرة الأولى بتاريخ المرفأ وتاريخ جمعية بيروت ماراتون وكذلك في تاريخ مرافىء المنطقة والعالم يقام مثل هذا الحدث، الذي سيكون أيضا فريدا من نوعه حيث أن المشاركات والمشاركين في السباق سوف يكتشفون جمال الموقع ومكانة هذا المرفق المتطور والذي يعتمد أحدث المعدات وأضخمها”.
ودعى قريطم جميع العاملين في المرفأ للإشتراك في السباق مع عائلاتهم خصوصاً في سباق المرح لمسافة 5 كيلومترات، مبديا ترحيبه بإقامة جميع نشاطات الجمعية في حرم المرفأ.
والى كلمة السيدة زينا كرياكوس ممثلة “بنك سرادار” التي أشارت إلى أنها السنة الثالثة على الشراكة مع جمعية “بيروت ماراتون” والوقوف إلى جانب المرأة اللبنانية موضحة “ان السباق له أبعاد أعمق من السمة الرياضية. فهو يشجع المرأة على تخطي كل الصعوبات كي تصل إلى أهدافها، وهي جزء أساسي من المجتمع. وقد إستطاعت تحقيق النجاحات من خلال الوصول إلى أعلى المناصب والمسؤوليات. وبالتالي من واجبنا دعمها وتوفير كل الإمكانيات لها كي تثبت جدارتها وقدرتها على التأثير في مجتمعها” .
ولفتت إلى أن السباق يحمل رسالتين، الأولى تعزيز قدرات السيدات من خلال الرياضة، والثانية تعميم ثقافة الركض في لبنان.
وكانت كلمة المسؤولة الإقليمية لبرامج صندوق هيئة الأمم المتحدة للمرأة للمساواة بين الجنسين رنا الحجيري فأكدت “ان هذه البرامج تهدف إلى تمكين المرأة من تظهير قدراتها في العديد من المجلات والميادين وإبراز كفاءتها في موقع القرار والمسؤولية (…)”.
وختاما القت رئيسة جمعية “بيروت ماراتون” مي الخليل كلمة استهلتها بتوجيه التهنئة إلى وزيرات الحكومة الجديدة. ورأت بأن هذه الخطوة هي إقرار وإعتراف بقدرات المرأة في موقع السلطة والعمل السياسي معربة عن الإمتنان والتقدير لكل من رئيسي الجمهورية والحكومة .
بعدها عرضت لنبذة تاريخية عن المرأة والرياضة، وأشارت إلى أنه في الماضي البعيد “لم يكن مسموحا للسيدات المشاركة في سباقات الركض للمسافات الطويلة، لإن الإعتقاد آنذاك أنه إذا ركضت المرأة ربما يسقط ( بيت الرحم)”.
ولفتت إلى أن أولمبياد 1928 سمح للمرأة أن تركض مسافة 800 متر . وسنة 1967 تغيرت المعادلة عندما إقتحمت كاثرين سويترز ماراتون بوسطن الذي كان مخصصا فقط للرجال وكانت هناك صعوبة لإخراجها من المسار. “وهكذا مع الوقت صارت النساء تشاركن في سباقات المسافات الطويلة، لأنهن برهن عن قدراتهن والدليل تزايد عدد العداءات عبر السنين”.