“شهرزاد” أحيت أساطيرها في عرض موسيقي أوركسترالي بإكسير

وطنية – في موعد استثنائي مع مغيب الشمس، وضمن أمسيتين ساحرتين في 10 و11 تموز (يوليو) المقبل، تتحوَّل تلال إكسير إلى مسرح مفتوح على الخيال، حيث يتخطَّى العرض الأوركسترالي المُنتَظر كونه مجرَّد حفل موسيقي، ليصبح تجربة فنّية شاملة تنغمس فيها الحواس، ويغدو كلّ تفصيل جزءاً من سردية كبرى عن الجمال والأسطورة.

الحدث السيمفوني الشهير المُستوحى من سحر «ألف ليلة وليلة» -فكرة المايسترو اللبناني الأرمني هاروت فازليان وتصميمه وقيادته- يلتقي فيه الشرق بالغرب بإدخال الآلات الشرقية بتناغم تام مع تحفة ريمسكي كورساكوف «شهرزاد» (1888)؛ أحد أعمدة المدرسة الروسية الذي كتب الموسيقى ونَسَج أصواتاً من الخيال تجسَّدت في تناغمات آسرة وألوان أوركسترالية فريدة وحكايات تنبض بالحياة.

وتحت سماء الصيف المفتوحة، تُحيي أوركسترا «الفردوس»، التي انطلقت من «إكسبو دبي»، وواصلت مهمّتها في تمكين المرأة من خلال الموسيقى وإعادة تشكيل الفضاء الفنّي في منطقتنا، أمسية لا تُشبه سواها، بأنامل نسوية تُمسك بالخيوط الحريرية للحكايات والنغم، وترسم بها فسحة بين الجبال والكروم. 26 موسيقية على المسرح يُشكّلن هذه الأوركسترا الفريدة من نوعها التي تتألّف بالكامل من موسيقيات محترفات.

ويكتسب هذا الحفل بُعداً يتجاوز الفنّ، إذ يُعدُّ بمثابة دبلوماسية ثقافية بامتياز، مع تسجيل أول مشاركة لأوركسترا إماراتية في لبنان بعد رفع الحظر، في خطوة تُكرّس الانفتاح اللبناني المتجدّد على محيطه العربي، وتُعيد وصل ما انقطع بين الإبداع والمُبادرة المشتركة.

المايسترو فازليان، المعروف بأسلوبه الحماسي الجريء، يقود الأوركسترا في هذا العرض الساحر، الذي تُضيئه أيضاً السردية الأدبية الموازية بصوتَي جنا أبي غصن التي تؤدّي شهرزاد، وجلال الشعّار الذي يُجسّد شهريار. النصّ من كتابة الشاعر هنري زغيب، يضفي عمقاً شعرياً على الخطاب الموسيقي ويعيد الحكاية إلى منابعها المشرقية.

يحتضن هذه التجربة مُدرّج بُني خصّيصاً وسط كروم إكسير الساحرة، في مشهد يبدو كأنه مُعلَّق بين السماء والأرض؛ يُشبه «السجادة الطائرة» في حكايات «ألف ليلة وليلة». وفي هذا السياق، يعلّق المايسترو فازليان: «أسعى دائماً إلى تقديم تجربة فريدة وخلّاقة للجمهور؛ تجربة لا يمكن أن يجدوها في أيّ مكان آخر. الأمر لا يقتصر على الموسيقى وحدها، وإنما يتعدّاها إلى إيقاظ الحواس وإبقاء الدهشة حيّة»، مؤكداً امتنانه لـ«إكسير» التي احتضنت رؤيته في تصميم هذا العرض، رغم تعقيداته، وأتاحت خلق هذه الرحلة الغامرة التي باتت علامة مميّزة في مسيرته. ويختم: «واثق بأنّ إعادة تصوّري لتحفة ريمسكي كورساكوف، (شهرزاد)، لن تكون مجرّد حفل موسيقي، بل تجربة سحرية متكاملة».

شاهد أيضاً

“حلوة” تُتوّج بالمرتبة الأولى… ناصيف زيتون يُواصل حصد النجاحات

حقّق النجم العربيّ ناصيف زيتون نجاحًا جديدًا مع أحدث إصدارات ألبومه المنتظر الذي من المتوقّع …