الفنانة التشكيلية صفية تفتتح معرضها ’’العين بالعين‘‘

افتتحت في بداية الشهر الجاري الفنانة التشكيلية صفية معرضها ’’العين بالعين‘‘ في مونتريال الذي سيتواصل إلى غاية 17 أغسطس/آب القادم.

 

وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي على هامش حفل الافتتاح، أكّدت الفنانة ذات الأصول المغربية كيف تتغير المعتقدات الخرافية، وخاصةً تلك المتعلقة بـ’’العين الشريرة”، عند انتقال الناس إلى سياق ثقافي جديد ، تشرح الفنانة كيف تستكشف هذا الموضوع في معارضها، مستخدمةً تركيبات صوتية تُشيد بالتقاليد الشفهية لنقل هذه المعتقدات ، وتصف تأثير عمتها، التي شاركت تجاربها الشخصية مع العين وقدّمت لها نصائح حول كيفية حماية نفسها منها.

 

وتهتم الفنانة بكيفية بناء هوية المهاجرين من الانتشار، مستخدمةً المعتقدات الخرافية كعدسة تحليل ، وتذكر أن الخرافة حاضرة أيضا في مجتمع كيبيك، وليست حكرا على المجتمع المغاربي ، ’العين الشريرة‘ معتقد قديم جداً تكيّف وتغيّر مع مرور الوقت وتجاوز الحدود الجغرافية نقلا عن الفنانة التشكيلية صفية.

 

و الفنانة عدم تصوير العين بيد فاطمة أو الخامسة، بل قدّمت تفسيراً أكثر حريةً وشخصيةً لهذا المعتقد.

لوحة فنية معلقة على حائط.

لوحة ’’عراض‘‘.

أقامت الفنانة العديد من المعارض حول هذا الموضوع على مدار السنوات الثلاث الماضية، بهدف فهم أفضل لكيفية بناء هوية مهاجري الانتشار عند وصول المرء إلى سياق ثقافي جديد حاملاً معه أمتعته الخاصة ، وركزت أعمالها الفنية بشكل خاص على تزامن العين الشريرة وقدرتها على التكيف.

 

وتُشيد التركيبات الصوتية المعروضة بالتقاليد الشفهية لنقل هذه المعتقدات الخرافية ، وسجّلت الفنانة تجارب عمتها ونصائحها، بهدف التقاط هذا البعد غير الملموس ومشاركته مع الجمهور ، وبالموازاة مع الجانب الخرافي المحض، تهتم الفنانة أيضًا بالقيم الاجتماعية والعلاقات الشخصية التي تتجلى من خلال هذه المعتقدات.

 

فعلى سبيل المثال، تُعدّ قيمة التواضع وعدم التباهي عناصر مهمة في الاعتقاد بـ’’العين الشريرة‘‘ ، وتعاونت الفنانة أيضاً مع فنانين آخرين، مثل أنيا نصري، التي كتبت نصوصا لتركيباتها ، ويُظهر هذا التعاون رغبة الفنانة في الانخراط في نهج جماعي وإثراء عملها بشكل متبادل مع مبدعين آخرين. كما لجأت للواقع المعزز.

 

يهدف استخدام الواقع المعزز في أعمالي إلى تقديم تجربة غامرة و’سحرية‘ للجمهور، مما يسمح له بإدراك آثار العين الشريرة بطريقة ملموسة وحساسة أكثر ، نقلا عن الفنانة التشكيلية صفية

 

وتضيف أنّ هذا النهج ’’يتيح لنا تجسيد البعد المقدس والصوفي المرتبط بهذه المعتقدات القديمة.‘‘

امرأة أمام لوحة لرسم.

الفنانة التشنيلية صفية.

وعموماً تستكشف صفية قضايا الهوية لدى الجالية المغاربية في كيبيك ، وتدرس تجارب الهجرة داخل مجتمعها وتسعى إلى فهم تحولات الهوية الناتجة عنها ، ولقد أثرت رحلتها في الحياة، التي اتسمت بتحولات جغرافية وثقافية متتالية، تأثيراً عميقاً على تصورها للهوية والتراث والذاكرة الجماعية.

 

تستوحي أعمالها من القصص التي تناقلتها عمتها عائشة، وتعتمد على لون رمزي في الجالية المغاربية: الأزرق، الذي يُنظر إليه تقليدياً على أنه حماية من العين الشريرة ، ويجمع عملها بين الرسم والواقع المعزز والتركيب الفني ، واللقلق، وهو رمز متكرر في أعمالها، يستحضر الهجرة والانتقال والاقتلاع، ويرسم جسراً بين المناطق الجغرافية والثقافية والأجيال.

 

وللإشارة فإنّ هذا المعرض يختتم دورة سردية حول المعتقدات الخرافية التي توارثتها عمتها عائشة، والتي غذّت خيالها بعمق ، تستمد لوحاتها جذورها من السريالية، وهي مفعمة بالسحر، وتستكشف حدوداً غير مرئية وحكايات تقليدية ، تجارب الواقع المعزز التي تُوسّعها تدعو الجمهور لاستكشاف الحدود بين العالم المادي والعالم الروحي، وتدعوهم ليصبحوا بدورهم رواة قصص.


شاهد أيضاً

الشامي يحتفي بملايين “ملكة جمال الكون”.. ويوجه رسالة

وجّه الفنان السوري الشامي رسالة شكر لجمهوره، عبر فيها عن امتنانه لمحبتهم، وأعرب فيها عن أمله …