NASA: عواصف شمسية عنيفة تلوح في الأفق

أطلق علماء الفلك تحذيرات جدية بشأن اقتراب اندلاع عواصف شمسية وطقس فضائي عنيف خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وذلك بسبب ظهور منطقة نشطة جديدة على سطح الشمس. وتتوقع نماذج التنبؤ بأن هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى زيادة ملحوظة في ظاهرة الشفق القطبي، وتعطيل شبكات الكهرباء، وحتى التأثير على أنظمة الملاحة والاتصالات عبر الراديو على كوكب الأرض.

في الآونة الأخيرة، رصد مرصد الديناميات الشمسية التابع لوكالة ناسا أقوى انفجار شمسي حتى الآن في عام 2025، انطلق من بقعة شمسية حديثة الظهور وقُدِّر على أنه وميض من الفئة X2.7—وهي الفئة الأعلى في تصنيف وميضات الشمس. وقد تسبب هذا التفجر القوي في انقطاع مؤقت لموجات الراديو عالية التردد في بعض مناطق الشرق الأوسط، استمر لنحو عشر دقائق، وفقاً لتقارير خبراء الطقس الفضائي في إدارة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية (NOAA).

كما حذَّر علماء ناسا من أن الانفجارات الشمسية والوميض المستمر من تلك البقعة النشطة قد تستمر في التأثير سلباً على الاتصالات الراديوية، وأنظمة توزيع الكهرباء الأرضية، فضلاً عن إشارات الملاحة الفضائية والبحرية. وأضافوا أن هذه النشاطات المكثفة تشكل خطراً حقيقياً على المركبات الفضائية وطاقم رواد الفضاء، إذ يمكن أن تتعرض الإلكترونيات الموجودة على متن تلك المركبات لعدد من الأعطال أو التشويش بسبب الجسيمات الشمسية عالية الطاقة.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل اقتراب الشمس من ذروة دورة نشاطها الشمسية ذات الحدوث كل 11 عاماً، والمعروفة باسم “الحد الأقصى الشمسي”. وتشهد هذه الفترة انقلاب الأقطاب المغناطيسية للشمس، ما يرفع من فرصة وقوع انفجارات شمسية عنيفة واندفاعات مفاجئة للكتل الإكليلية (CMEs). وعندما تتفاعل هذه الجسيمات المشحونة مع الغلاف الجوي للأرض، فإنها تخلق أضواء الشفق القطبي الشمالي والجنوبي، التي بات مراقبو السماء يعدون لها فرصاً لرصد عروض ضوئية مبهرة.

من جهتها، أشارت جهات الأرصاد الفضائية إلى ظهور حتى خمس مجموعات من البقع الشمسية حالياً، في مقدمتها بقعة مغناطيسية جديدة على الأفق الجنوبي الشرقي للشمس تعرف باسم AR4087. ويعتقد الخبراء أن هذه البقعة قد تكون مصدراً لإحداث نشاط شمسي بالغ الشدة، ينتج عنه شفق قطبي فائق الجمال حينما تتجه انبعاثاتها نحو الأرض.

كما وصف مصور الفضاء فينسنت لدفينا عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي التطور الجاري بأن “هذا النشاط يزداد كثافة” مع اقتراب المنطقة النشطة من منتصف القرص الشمسي المرئي لنا. ويؤكد هذا التقييم أن الأيام القليلة القادمة قد تحمل لنا مشاهد مبهرة من الشفق القطبي، بينما تستدعي الاستعدادات الأرضية لدرء المخاطر المحتملة على البنى التحتية الكهربائية وأنظمة الاتصالات.

المصدر: أغاني أغاني

شاهد أيضاً

نموذج ذكاء اصطناعي يتفوق بتوقعاته على هيئات الأرصاد الجوية التقليدية

نشرت مجلة “نيتشر” العلمية نتائج الأربعاء تفيد بأن نموذج ذكاء اصطناعي من شركة مايكروسوفت نجح …