“التحدّي يبدأ في العقل ولا علاقة له بالشقّ الجسدي”، هكذا تصف المُدرّبة المُتخصّصة في عالم الرياضة واللياقة البدنية مايا نصّار مسيرتها في عالم الرياضة والتغذية. هي العائدة مؤخراً من المملكة المتحدة حاصدةً ثلاث جوائز في مسابقة Pure Elite Diamond Competition الأضخم على مستوى بريطانيا في مجال اللياقة البدنية وعروض لباس البحر البكيني. ونصار هي أول امرأة في مجال عروض اللياقة البدنية انتدبتها وزارة الشباب والرياضة لتمثيل لبنان في المحافل الدولية، حيث حققت المركز الأول في فئة Bikini Beach Body والمركز الثاني في فئة International Model Theme Wear والمركز الرابع في فئة Fit Moms لتكون أول أم لبنانية تحقق هذا الإنجاز وتحمل إسم بلادها عالياً.
هي رحلةٌ طويلة خاضت رحابها نصار، فتخطت الصعوبات التي واجهتها في عمر المراهقة ونجحت بفضل إرادتها أن تبدّل حياتها. تقول نصار حقّقت طموحاتي من دون أن أتخلّى عن أنوثتي، كيف ذلك! تجيب نصار لقد عانيت في عمر المراهقة من الوزن الزائد والكسل والسلبية، فتحديت نفسي وقررت أن أجعل الرياضة محور حياتي. فكانت البداية في الاستيقاظ باكراً والإنتباه الى نظامي الغذائي واستبدال الحلوى و المأكولات الجاهزة بالمأكولات الصحية. فالجسد هو إنعكاس لنمط الحياة التي نتبعها.
نصار شاركت تجربتها مع الآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبدأت تقدم النصائح فيما يتعلق بالمأكولات والتمارين التي ابتدعتها بنفسها واختبرتها، حيث علّمت نفسها الرياضة وكيفية صنع المأكولات الشهية والصحية. وتقول نصار أن ما تقدمه موجه لكل من يرغب في أن يحصل على نمط حياة أجمل. وتوضح نصار أن كل فتاة يجب أن تعرف أنها بمقدورها السيطرة على حياتها.
وتشرح نصار للطريقة اليومية التي تتبعها فيما يتعلق بحميتها الغذائية وممارسة الرياضة. فهي تتناول الأطعمة نفسها وتدخل بعض التعديلات على حميتها الغذائية في حال كان لديها هدف محدد تسعى لتحقيقه، على سبيل المثال عندما تكون في طور التحضير للدخول في مسابقة رياضية، في هذه الفترة تتناول سعرات حرارية أقل. أما حالياً تقول مايا وبما أنني حامل فأتناول سعرات حرارية أكثر ولكن نظامي الغذائي يبقى كما هو. ويتضمن
البروتين والفاكهة والخضار والدهون الصحية مثل الأفوكادو وزيت الزيتون والكربوهيدرات من الحبوب الكاملة مثل العدس والكينوا والأرز الأسمر والبطاطا وغيرها. كما وأسمح لنفسي الغش في بعض الوجبات مرة أو مرتين أسبوعياً.
نصار تشرح لنا عن التدريبات الرياضية التي تتبعها وهي رفع الاثقال وتمارين الكارديو، وهذا الروتين قد يتبدل في حال كانت تحضر للدخول في منافسة أو مسابقة ما. وعندما تسعى لخسارة الوزن تزيد من التمارين. وللمحافظة على الوزن الذي وصلت اليه أو للمحافظة على صحتها تصبح وتيرة التمارين اليومية أقل. في المتوسط تشير مايا الى أنها تقوم بالتمارين لمدة ساعة أو ساعة ونصف، أربع الى خمس مرات في الأسبوع. وخلال فترة الحمل تمارس الرياضة عادةً لمدة ساعة.
تُتقن مايا نصّار رياضة “رفع الأوزان”، فهي شغوفة باللياقة البدنيّة وتعشق تخطّي الحدود التي يُمكن أن نضعها لأنفسنا ذهنيّاً وجسديّاً. وترد نصار على منتقديها لممارستها رياضة رفع الأثقال باعتبار بأنها لا تناسب النساء بالقول، لقد حقّقت طموحاتي من دون أن أتخلّى عن أنوثتي.
نصار تشرح لنا الصعوبات التي من الطبيعي أن تواجهها عند التحضير للدخول في منافسة ما، وعلى رأسها المحافظة على الإنضباط للإلتزام بالتمارين والحمية الغذائية المطلوبة على امتداد ثلاثة الى أربعة أشهر. أما التحدي الأساسي فيكمن في تحقيق التوازن بين التمارين والأمومة ومتابعة الأعمال المتوجبة عليها. فأحياناً تقول نصار، أشعر أن الوقت لا يكفي لإنجاز كل شيء. ولكنني أدير أموري اليومية من خلال وضع روتين معين والإلتزام به قدر الإمكان، مع التنبه الى إنجاز الأولويات.
تأمل نصار أن تساهم في تغيير النمط السائد عن المرأة، وكل المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالحمية والغذاء والرياضة. وهي تعمل من خلال التطبيق Start Living Right الذي أطلقته لإيصال رسالتها الى كل فتاة وامرأة، وتؤكد أن الثقة بالنفس وبقدرات كل واحدةٍ منا هي مفتاح النجاح.
.