عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري اليوم، إذ بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة أبرز القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود البلدين المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة وإيصال المساعدات الإغاثية لسكان القطاع، طبقاً لوكالة الأنباء القطرية.

إلى ذلك، أكد الجانبان في بيان مشترك حرص البلدين على تعزيز التشاور والتنسيق على مختلف الصعد، وشدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي البيني، إذ جرى التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادي بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، طبقاً لما ذكرته وكالة أنباء قطر.
كما عبر الجانبان عن ارتياحهما لما تحقق من تقدم في العلاقات الثنائية في الفترة الماضية، وأكدا أهمية البناء على المنجز، والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب، في إطار من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
استثمارات قطرية
في السياق ذاته، أعرب الجانبان عن التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، إذ جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكي، تنفذ في المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة الثنائية، ويحقق التنمية الاقتصادية المستدامة.
مركزية قضية فلسطين
سياسياً، شدد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها “قضية العرب الأولى”، طبقاً لما ذكره البيان المشترك، وأكدت الدوحة – القاهرة موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة.وأكد البيان المشترك” الدعم لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق”.
إعمار قطاع غزة
وجدد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه جمهورية مصر العربية في القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع.
وأعرب الطرفان عن قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد في قطاع غزة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، ودعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
استمرار النزاع في السودان
طبقاً للبيان، فإن الجانبان عبرا عن -بالغ القلق – إزاء استمرار النزاع المسلح في السودان، وأكدا على أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدا لمعاناة شعبه الشقيق. وأكد الطرفان دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع.
الترحيب بمفاوضات مسقط
ورحب الجانبان باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين أميركا وإيران، وأكدا دعمهما لأي مساع سلمية تخفض التوتر في المنطقة، وتعزز الأمن والاستقرار فيها، مثمنين في الوقت ذاته الجهود الدبلوماسية التي تبذلها سلطنة عمان في هذا الإطار.
كما أكد الجانبان على أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة، طبقاً للبيان.
المصدر: العربية