بعد أقل من أسبوع على طرحه، حقق المسلسل البريطاني القصير “المراهقة-Adolescence” للنجم ستيفن غراهام نجاحاً مدوياً على منصة “نتفليكس”، حيث نال إشادة واسعة، لا سيما لأداء الممثل الشاب أوين كوبر (15 عاماً) في أولى تجاربه التمثيلية.
وحققت الحلقات الأربع من العمل المتصدر قائمة المسلسلات على المنصة 24.3 مليون مشاهدة في أول 4 أيام من العرض، ما يعكس تقديمه حبكة مشوقة وأداءً استثنائياً حصد إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء ، ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل”، يجسد كوبر ببراعة شخصية جيمي ميلر، وهو فتى في الثالثة عشرة من عمره متهم بقتل زميلته بوحشية.
عُرض المسلسل للمرة الأولى في 13 آذار، وسرعان ما أسر قلوب المشاهدين بفضل قصته العميقة، وطاقمه المتميز، واختياره الإخراجي الجريء، حيث تم تصوير كل حلقة بلقطة واحدة مستمرة ، وبينما يصر جيمي على براءته، يثير سلوكه الشكوك، في مشاهد مؤثرة تجمع بين البراءة والغموض. ويسلط العمل الضوء على محنته وعائلته في ظل اتهام خطير، مستكشفاً في الوقت ذاته قضايا تتعلق بالذكورة، وتأثير العالم الرقمي على المراهقين، والخلل في النظام القانوني، وهو ما يجعله تجربة درامية مشوقة تستحق المشاهدة، إذ يجدد النقاش حول ما تعرف بحركة “إنسيل-Incel”.
ما هي حركة “إنسيل” أو INCEL؟
كلمة “Incel” هي اختصار لكلمتي “Involuntary Celibate” وغالبية من يحملون ذلك الوصف هم من الذكور تقريباً. وهي حركة من كارهي النساء ممن يشعرون برفض النساء لهم، ويتّهمونهن باحتقار الرجال والتلاعب بهم، وبعضهم يشجع مهاجمة النساء ، تصاعد ثقافة “العزوبية القسرية”… هل يتأثر ابنك بها من دون أن تلاحظ؟
كشف تقرير صدر عام 2022 عن ارتفاع كبير في عدد زوار مواقع “العازبين اللاإراديين” في المملكة المتحدة، حيث قفز العدد من 114.420 زيارة شهرية إلى 638.505 زيارة، مما أثار مخاوف بشأن استقطاب فتيان لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً إلى هذه المجتمعات المثيرة للجدل.
هل نحن أمام ظاهرة مقلقة؟
استقطب مسلسل “المراهقة” على نتفليكس اهتماماً واسعاً، بسبب تناوله لتأثير ثقافة “العزوبية القسرية” أو كراهية النساء على المراهقين. وفي هذا الصدد صرح الممثل ستيفن غراهام، الذي شارك في كتابة المسلسل وأدى دور والد البطل، لصحيفة الإندبندنت أنه أراد استكشاف تصاعد هذه الظاهرة بين الصبية الصغار، متسائلًا: “من المسؤول عن ذلك؟”
في أبسط صورها، تشير العزوبية اللاإرادية إلى عدم قدرة شخص على إيجاد شريك، رغم رغبته في ذلك، لكن الإنترنت شهد تطوراً لثقافة أكثر تطرفاً، تتمحور حول كراهية النساء عبر مدونات ومنتديات تُعرف باسم “مجال الذكور”.
علامات تحذيرية يجب على الآباء الانتباه لها
وفقاً للمعالجة النفسية هيلين فيليرز من مركز “ليبيريشن ثيرابي”، هناك إشارات خفية قد تدل على أن الطفل يتأثر بأفكار هذه المجموعات، وأبرزها:
التعليقات المعادية للنساء:
يبدأ المراهق في التعبير عن نفور عميق من النسوية، أو الإدلاء بتعليقات مثل “يجب أن تعرف النساء مكانتهن” أو “المساواة بين الجنسين فكرة سخيفة”.
تغيير الأصدقاء والمجتمعات:
قد يستبدل أصدقاءه التقليديين بمن يتبنون نفس الأفكار، أو يبدأ في الانضمام إلى منتديات ومجموعات سرية عبر الإنترنت.
الهوس بالمال والسلطة:
اهتمام غير مبرر بالثراء الفاحش والعلامات التجارية الفاخرة، كجزء من محاولة إثبات نفسه كرجل “ألفا”.
نقص التعاطف:
يصبح أقل حساسية تجاه مشاعر الآخرين، وقد يبدأ في انتقاد أو السخرية من الأشخاص اللطفاء أو المتعاطفين.
كيف تتصرف إذا لاحظت هذه العلامات؟
تنصح فيليرز الآباء بعدم المواجهة المباشرة أو القمع، بل فتح حوار هادئ مع أبنائهم، ومحاولة فهم مصادر هذه الأفكار لديهم، مع توفير بدائل إيجابية في بيئتهم تساعدهم على بناء أفكار صحية تجاه العلاقات والمجتمع.