في تعيين دبلوماسي لافت يعكس تزايد الحضور اللبناني في الإدارة الأميركية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اختياره لرئيس بلدية ديربورن هايتس، بيل بزّي، ليكون سفير الولايات المتحدة في تونس. هذا التعيين يأتي ليؤكد مجددًا صعود شخصيات أميركية من أصول لبنانية إلى مناصب دبلوماسية رفيعة، ويُعدّ خطوة بارزة في مسيرة بزّي، الذي يحمل في سيرته الذاتية تراكمًا غنيًا في مجالات الخدمة العسكرية والهندسة والإدارة العامة.
ابن بلدة بنت جبيل الجنوبية، بزّي، الذي ولد في لبنان وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن العاشرة، ترعرع في مدينة ديربورن والتحق لاحقًا بقوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، حيث خدم لمدة 21 عامًا في مهام متعددة بالتنسيق مع السفراء والدبلوماسيين الأميركيين حول العالم. وبحسب ما جاء في منشور لترمب عبر منصة “تروث سوشيال”، فإن بزّي “محارب أميركي مزين بالأوسمة خدم بلاده بشرف، وعمل في شركة بوينغ كمدير جودة وفي شركة فورد كمهندس تطوير المنتجات”.
رئيس بلدية ديربورن هايتس، الذي يشغل منصبه منذ كانن الثاني 2021 بعد وفاة سلفه، أعيد انتخابه في تشرين الثاني من نفس العام بنسبة 72% من الأصوات، وهي نسبة تعكس حجم التأييد الذي يحظى به في أوساط مجتمعه المحلي، والذي تتجاوز نسبة العرب فيه 39%، وتضم جالية لبنانية كبيرة إضافة إلى جاليات أخرى من اليمن والعراق، ما يشكل ما يقارب ثلث سكان المدينة.
نشط بزّي، الذي يُمثل الطائفة الشيعية اللبنانية في ولاية ميشيغن، في المجتمع المحلي من خلال حضوره المناسبات الدينية والاجتماعية في المساجد والمراكز اللبنانية، وكان دائم التعبير عن اهتمامه بما يجري في وطنه الأم. ففي أحد تصريحاته خلال مؤتمر صحافي للحزب الجمهوري في تشرين الأول الماضي، كشف بزّي أن “منزل أجداده في جنوب لبنان دُمّر مؤخرًا جراء الهجمات الإسرائيلية”، داعيًا إلى وقف الانتهاكات بحق الأراضي اللبنانية والعمل من أجل تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار.
إلى جانب عمله البلدي، أقام بزّي شراكات عديدة مع وزارة الخارجية الأميركية ومراكز أبحاث عربية أميركية، وشارك في برامج تبادل ثقافي وسياحي من بينها زيارة إلى الأردن عام 2023. وفي منشور له على فيسبوك، عبّر عن سعادته بالتعيين قائلاً: “من بين البلدان التي زرتها، لدي ارتباط خاص بتونس وشعبها الطيب ومؤسساتها التعليمية والمهنية. يسعدني أن أعود لتمثيل بلدي هناك كسفير”.
وأثنى ترامب بشكل خاص على دوره السياسي والانتخابي خلال الفترة الأخيرة قائلاً: “لقد عمل بزي بجد خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024 لمساعدتنا في تحقيق نصرنا التاريخي، وأتطلع إلى رؤية الإنجازات العظيمة التي سيحققها لأمتنا”.
ومن المنتظر أن يخضع بزّي لتصديق مجلس الشيوخ قبل أن يباشر مهامه رسميًا. وفي حال تأكيد تعيينه، سيتوجب عليه الاستقالة من منصب رئيس بلدية ديربورن هايتس قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني 2026، ما يفتح الباب أمام المجلس البلدي لاختيار بديل له بموجب ميثاق المدينة.
يبقى التحدي الأبرز أمام بزّي في منصبه الجديد هو نقل خبرته في العمل البلدي والعسكري إلى الساحة الدبلوماسية، خصوصًا في منطقة حساسة كالمغرب العربي، حيث تشكل تونس بلدًا محوريًا في ملفات الأمن الإقليمي والهجرة والتعاون الاقتصادي. إلا أن خلفيته اللبنانية واتصاله الدائم بجذوره قد تجعل من تمثيله فرصة لتعزيز التفاهم الثقافي بين العالم العربي والإدارة الأميركية، في وقت تشتد فيه التوترات وتتزايد التحديات.
المصدر: ليبانون ديبايت