ما مدى تأثير الطقس على السلوك السياسى؟ هل ينعكس التغير المناخى غير المسبوق على تصرفات الأفراد والسياسيين؟ منذ فترة طويلة حاول الباحثون دراسة مدى تأثير تقلب الأحوال الجوية على سلوكنا السياسى. فى عام ٢٠١١، أصدر ألكسندر كوهين، الأستاذ بجامعة «أيوا» الأمريكية دراسة بعنوان: «الطقس.. المناخ.. والسلوك السياسى»، أوضح فيها أن ضوء الشمس يعزز من إيجابية الأفراد ويجعلهم على استعداد للمشاركة فى الأنشطة السياسية مثل التصويت فى الانتخابات، لكن المطر الشديد يقلل من إمكانية التطوع والتواصل مع الآخرين، كما أن الحرارة الشديدة تزيد من عدوانية الأشخاص.
هل ينطبق ذلك على السياسيين؟ العالم يشهد تطرفًا شديدًا فى السياسات ، الخبراء يعتقدون أننا لم نمر بتلك الظاهرة من العدوانية والخلافات بين الدول منذ عقود طويلة. سياسات ترامب تؤكد أنه كما أننا نشهد غضبًا هائلًا من الطبيعة تمثل فى حرائق الغابات فى كاليفورنيا، وفيضانات فى أوروبا وإفريقيا وآسيا، فإننا نشهد أيضًا دمارًا فى العلاقات بين الدول وحروبًا تجارية وشيكة وتهديدات بضم هذه الدولة أو تلك الجزيرة لأمريكا. هل يساهم التغير المناخى، لا إراديًا، فى تقلبات أمزجة السياسيين وعنف تصرفاتهم؟ إن التغيرات الطفيفة فى الطقس مثل هطول الأمطار بوتيرة أكبر من المعتاد تغير من سلوك أفراد كثيرين وتجعلهم يتخذون قرارات لم يكونوا يفكرون فيها لو كان الجو معتدلًا. ما بالنا إذن، والتغير المناخى يقلب الأمور رأسًا على عقب. يمحو جزرًا من الوجود، كما حدث مع بعض تلك الموجودة فى المحيط الهادى، ويتسبب فى نزوح الأغنياء والمشاهير من منازلهم فى لوس أنجلوس بعد أن دمرتها الحرائق؟.
التغير المناخى أيضًا كان له تأثيراته السلبية على توافر الغذاء مما أدى لارتفاع الأسعار، واضطرت بعض الدول إلى فرض حظر على صادراتها من سلع معينة، مثل الهند التى منعت تصدير القمح والسكر والبصل نتيجة تراجع الإنتاج. أليست تلك قرارات سياسية جاءت بسبب التغيرات المناخية؟. رغم أن ترامب لا يعترف بتغير المناخ ويصفه بأنه أكذوبة أو خدعة، إلا أن كثيرًا من قراراته جاءت كرد فعل على هذا التغير. جزء من التعريفات الجمركية التى فرضها على الاتحاد الأوروبى يستهدف حماية المزارعين الأمريكيين الذين تأثر إنتاجهم من المحاصيل نتيجة التغير المناخى.
المصدر: المصري اليوم