طور العلماء جسيمات نانوية قادرة على استهداف الخلايا السرطانية عبر مستقبلات DR5، مما أظهر تأثيرات قوية في تدمير الأورام في الدراسات المخبرية والحيوانية. هذه التقنية تقدم خيارا علاجيا جاهزا وسهل الإنتاج لمكافحة الأورام الصلبة.
تقنية مبتكرة قائمة على الحويصلات خارج الخلوية
اعتمد الباحثون في جامعة بنسلفانيا استراتيجية جديدة باستخدام حويصلات خارج الخلوية صغيرة (sEVs) مصممة من خلايا بشرية ، الحويصلات تستهدف مستقبل DR5 على سطح العديد من الخلايا السرطانية، وهو مستقبل يُحفز عملية التدمير الذاتي للخلايا السرطانية المعروفة بـالاستماتة (Apoptosis).
تفوق على الاستراتيجيات السابقة
رغم الجهود المستمرة لعقود، واجهت العلاجات السابقة التي تستهدف مستقبل DR5 تحديات كبيرة ، لكن في هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances، أظهرت الحويصلات فعالية أكبر مقارنة بالأجسام المضادة التي كانت تُعتبر الرائدة في استهداف هذا المستقبل.
نتائج مبشرة في التجارب المخبرية والحيوانية:
أظهرت الحويصلات كفاءة عالية في قتل أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية في المختبر ، ساهمت في إبطاء نمو الأورام وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة في نماذج الفئران المصابة بسرطانات الجلد، والثدي، والكبد.
آلية استهداف مستقبل DR5
تطور مستقبل DR5 ليعمل كآلية طبيعية لتدمير الخلايا التالفة أو الخبيثة ومع ذلك، فإن العلاجات السابقة لم تحقق نجاحا كبيرا في السيطرة على نمو الأورام.
استخدم فريق الباحثين الحويصلات الصغيرة لاستهداف DR5، وهي جسيمات نانوية تنتجها خلايا الجسم بشكل طبيعي وتحمل جزيئات تنقل الإشارات إلى الخلايا المحيطة.
تصميم مبتكر للحويصلات:
تم تصنيع الحويصلات من خلايا مناعية طبيعية قاتلة (NK Cells)، والتي تُعرف بدورها في مكافحة السرطان ، تم تعديل الحويصلات لتحتوي على جزء من جسم مضاد يلتصق بقوة بمستقبل DR5، مما يعزز فعالية استهداف الخلايا السرطانية.
تأثيرات مضادة للورم متعددة الأوجه
في التجارب، أظهرت الحويصلات خصائص إضافية مضادة للأورام:
1. مهاجمة الخلايا المرتبطة بالسرطان:
استهدفت الحويصلات خلايا مرتبطة بالمناعة المكبوتة مثل الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان والخلايا المشتقة من النخاع العظمي التي تساهم في خلق بيئة مناعية محبطة حول الورم.
2. تعزيز نشاط الخلايا التائية:
حفزت الحويصلات استجابة مناعية إضافية عبر تنشيط الخلايا التائية، مما زاد من فعالية مكافحة الأورام.
فوائد التصنيع والتطبيق السريري
أبرز ما يميز الحويصلات هو سهولة تصنيعها وتخزينها، مما يجعلها علاجا “جاهزا للاستخدام” يمكن تقديمه لأي مريض دون الحاجة إلى تخصيص خلايا من كل مريض على حدة، كما هو الحال في العلاجات الخلوية الشخصية.
خطوات مستقبلية:
يعمل الفريق على تحسين عملية التصنيع لتلبية المعايير السريرية ، يتم التخطيط لدراسات أمان تمهيدا لتجارب سريرية على البشر.
تفتح هذه التقنية آفاقا واعدة لعلاج الأورام الصلبة، التي تُعد بيئتها المناعية القاسية تحديًا كبيرًا للعلاجات المناعية الحالية.
وقال الدكتور “شياووي جورج شو”، قائد الفريق: “لقد رأينا تطورات مذهلة في العلاج المناعي، لكننا نعلم أن هناك المزيد للعمل عليه، هدفنا هو تطوير استراتيجيات جديدة لعلاج الأورام الصلبة، مثل سرطان الجلد، حيث تفشل العلاجات الحالية في نصف الحالات تقريبا.”
يمثل هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو تطوير علاج مناعي فعّال وسهل التطبيق للأورام الصلبة، مما يعزز من فرص المرضى في التغلب على السرطان وتحسين جودة حياتهم.
المصدر: موقع اضاءات الاخباري